ما مصير المعارضة بعد انسحاب الولايات المتحدة من سوريا؟
كتب - هشام عبدالخالق:
نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، تحليلًا لما ينتظر المعارضة السورية المسلحة بعد انسحاب القوات الأمريكية من سوريا.
وتقول الصحيفة في بداية تحليلها، المنشور على موقعها الإلكتروني -اليوم الخميس-: "بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسحب قواته من سوريا، تغير الوضع في البلاد التي مزقتها الحرب، وأدى افتقار واشنطن إلى الوضوح في استراتيجية الخروج سوريا إلى اندلاع دوامة دبلوماسية".
وشهد الأسبوع الماضي عدة أحداث بارزة في سوريا، بحسب الصحيفة، كان من ضمنها محاولات عربية لاستعادة العلاقات مع دمشق، وقمة تركية روسية، وهجمات إسرائيلية على قواعد إيرانية بسوريا، وكذلك دعوة قوات حماية الشعب الكردية للجيش السوري أن يحميهم في مدينة منبج بسبب خوفهم من عملية عسكرية بقيادة تركيا.
وأشارت الصحيفة، إلى أن الأسد، بمساعدة من روسيا ودعوة قوات حماية الشعب الكردية له، سيكون هو بطبيعة الحال المتحكم في المنطقة التي كانت تتمركز بها القوات الأمريكية، ولكن يبدو أن واشنطن ترغب في تسليم المنطقة إلى أنقرة وقوات المعارضة التي تدعمها تركيا، ويمكن أن يؤدي الارتباك والفراغ في السلطة الذي أوجده إعلان الانسحاب الأمريكي إلى تصعيد التوتر بين الحكومة السورية وتركيا التي تؤيد المعارضة.
ورأت الصحيفة، أنه إذا قام الأسد بالسيطرة على المنطقة الواقعة شرق الفرات، فقد نواجه نفس الأزمة التي أدت لإشعال الصراع السوري في البداية وهو النظام القمعي الذي يسحق المعارضة بالعنف.
عودة اللاجئين أو الأشخاص الذين تم تشريدهم داخل سوريا وانتقلوا من مكان إلى آخر تمثل مشكلة أخرى، بحسب الصحيفة، التي ترى أنه من الضروري توفير الظروف المناسبة لتوفير حافز لإعادة التوطين، وإذا تم السيطرة على الأراضي السورية بأكملها من قبل نفس النظام الذي تسبب في هجرة السوريين خارج أرضهم، فمن غير الطبيعي أن يعودوا مرة أخرى إلى سوريا.
وتقول الصحيفة، إنه بعد سيطرة الأسد على حمص والغوطة وداريا والزبداني والقلمون، أصبحت المنطقة المتاخمة للبنان بأكملها تحت سيطرته، ومع ذلك، ووفقًا لمفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، فإن 50000 لاجئ فقط من اللاجئين الذين يعيشون في لبنان -ويبلغ عددهم 1 مليون تقريبًا- اختاروا العودة.
وتضيف الصحيفة، أنه إذا سيطرت المعارضة السورية المسلحة على منبج والمنطقة الواقعة شرق الفرات، فمن المتوقع أن تكون الظروف ملائمة لعودة أكثر من مليون لاجئ ونازح سوري إلى المنطقة. وبحسب التوقعات سيعود 250 ألف سوري من مناطق تسيطر عليها وحدات حماية الشعب، وأكثر من 300 ألف كردي سوري في تركيا وقرابة 350 ألف عربي في تركيا أيضًا إلى مدن شرق الفرات مثل الحسكة ودير الزور والرقة، وستكون إعادة توطين هؤلاء الأشخاص خطوة مهمة نحو عودة البلد إلى سابق عهدها.
وتشير الصحيفة إلى أن دور المعارضة في الحل السياسي لن يكون بالأمر السهل، حيث أن مكاسب الحكومة على مدى العامين الماضيين وضعت الأسد في مركز الصدارة، لكنه لم يتخذ بعد أي خطوات لمعالجة القضايا الأساسية التي بدأت الثورة بسببها. لا يزال دور المعارضة ومصير اللاجئين يشكلان جزءًا حرجًا في عملية الانتقال السياسي المحددة بقرار مجلس الأمن رقم 2254. وفي الوقت الذي تبدو فيه الإطاحة العسكرية بالأسد أمرًا مستبعدًا إلى حد كبير حاليًا، فإن تشكيل لجنة دستورية قوية تمثِّل الأطياف السياسية السورية بشكل تام يمكن أن يساعد في تشكل نظام مستقبلي.
وتختتم الصحيفة تحليلها بقولها: "لكي تنجح المعارضة في جنيف وأستانا، عليهم البحث عن الدعم من أنقرة وواشنطن، وينظر العديد من الخبراء إلى الانسحاب المنسق بين الولايات المتحدة وتركيا كضوء أخضر لعملية تركية ضد وحدات حماية الشعب. لكن بالنسبة للمعارضة، فإنها فرصة أخيرة لتهيئة الملعب الدبلوماسي. حيث يوجد حوالي 80٪ من حقول النفط في البلاد والمصادر الرئيسية لإنتاج الحبوب في الأراضي التي تسيطر عليها الولايات المتحدة. وسيطرة المعارضة على هذه الأرض يمكن أن تكون بمثابة نفوذ اقتصادي على الأسد وإطلاق جولة جديدة من المحادثات يمكن السوريون فيها أن يمثلوا أنفسهم".
فيديو قد يعجبك: