بعد حضورها قداس ومباركة الكاهن لها.. نائبة سُنية تثير أزمة في لبنان
كتب - محمد عطايا:
أثارت النائبة اللبنانية السنية، رولا الطبش جارودي أزمة داخل بلادها، بعد حضورها قداس السنة الجديدة في كنيسة مارونية كاثوليكية، وحصولها على البركة من الكاهن.
من جهتها، أوضحت النائبة أن هدفها تقديم مبادرة للتسامح بين المسلمين والمسيحين، وإنهاء أي نوع من الطائفية والعنصرية في بلادها.
وفي تقرير نشرته وكالة "بلومبيرج" -الجمعة- تحت عنوان "مسلمة تذهب إلى الكنيسة.. وعاصفة تضرب لبنان"، أكد أن بادرة "التسامح" التي سعت إليها النائبة اللبنانية، نتج عنه مشاجرة سياسية اجتماعية تغذيها الطائفية الراسخة التي تعوق تقدم لبنان بعد ثلاثة عقود من انتهاء الحرب الأهلية.
وأعربت رولا الطبش في البداية عن دهشتها من الانتقادات، قائلة إنها لم تكن أول مسلمة تدخل الكنيسة، وأن احترام شعائر الآخرين لا ينفي إيمان الفرد.
وانهالت التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض لتصرف الطبش، بعد تداول فيديو مباركتها من الكاهن المسيحي.
وكتب أحد المستخدمين: "شكرًا للنائبة رولا الطبش التي أعطت مثالاً للتعايش الحقيقي، واحترام الآخر، وفي احترام طقوس الآخرين وإيمانهم، فالله واحد، وإن اختلفنا في طرق العبادة، فالطقوس لا تلغي الجوهر، ولا تدنس المقدسات، كل احترامنا سعادة النائب".
فيما طالب آخرون رولا بإصدار توضيح عما جرى في الكنيسة، وتساءلوا عن سبب تأديتها تلك الطقوس وهي مسلمة.
ونشر أحد الناشطين على "فيسبوك" فيديو للطبش في الكنيسة، وعلق قائلا: "لا ليس هكذا يا رولا الاعتدال.. النائبة عن المقعد السني رولا الطبش تقوم بممارسة طقوس كاثوليكية في إحدى الكنائس حين سكت أهل الحق عن الباطل.. توهم أهل الباطل أنهم على حق".
وزارت الطبش دار الفتوى، أعلى سلطة سنية في لبنان، حيث تم تصويرها وهي تنصت باهتمام، إلى شرح للمبادئ الإسلامية.
وقالت النائبة في بيان إنها أكدت التزامها بالإسلام واعتذرت إلى الله - ما أثار موجة أخرى من الانتقادات من جانب أولئك الذين أيدوا زيارتها للكنيسة.
وكتبت الإعلامية ديما صادق، على تويتر "تعتذرين لأنك دخلت أحد مساكن (الله)؟"، مضيفة: "ما زلت لا أصدق أن هناك شخصًا في بلدي قد يعتذر علانية عن دخول كنيسة".
ويشكل المسيحيون والسنة والشيعة حوالي ثلث سكان لبنان، وينص اتفاق الطائف الذي أنهى حرب 1975- 1990 على تمثيل متساو بين المسيحيين والمسلمين.
وقال سامي نادر رئيس معهد المشرق للدراسات الاستراتيجية في بيروت، لوكالة "بلومبيرج": "الطائفية تعيق ظهور دولة مدنية وتعرقل سير المؤسسات بشكل سليم وتعوق الحكم الرشيد وتعوق الديمقراطية"، مضيفًا: "طالما أن هناك طائفية ، فإن لبنان لن يزدهر".
فيديو قد يعجبك: