إعلان

إيكونوميست: الموسم الثاني لـ"ترامب شو".. ماذا يمكن أن يحدث خلال العامين القادمين؟

08:51 م السبت 05 يناير 2019

البيت الابيض

كتب - هشام عبدالخالق:

نشرت مجلة "إيكونوميست" البريطانية، تقريرًا توقعت فيه ماذا يمكن أن يحدث خلال النصف الثاني من المدة الرئاسية الخاصة بالرئيس دونالد ترامب.

وقالت المجلة في تقريرها، المنشور عبر موقعها الإلكتروني -اليوم السبت- تحت عنوان "عرض ترامب: الموسم الثاني": "بدأ النصف الثاني لفترة ترامب الرئاسية الأولى بإغلاق جزئي للحكومة الفيدرالية، وتأرجح في أسواق البورصة، وطرد أعضاء مخضرمين من وزارته مثل (جون كيلي رئيس موظفي البيت الأبيض السابق) وجيمس ماتيس (وزير الدفاع السابق)".

وتضيف المجلة البريطانية، أنه مع بدء المرحلة التالية من ولاية الرئيس التي تستغرق أربع سنوات، هناك ثلاثة أسئلة تحتاج إلى إجابة. هي ما مدى سوء إدارة ترامب؟ وإلى أي مدى سيء يمكن أن تصل؟ وكيف ينبغي أن يستعد الأمريكيون والحكومات الأجنبية للموسم الثاني من "عرض ترامب"؟.

"ترامب" يعيش حالة من الجمود الآن، بحسب المجلة، لدرجة أن مؤيديه أصبحوا يتفاخرون بأي شيء يمكن اعتباره إنجازًا. وقبل عيد الميلاد بوقت قصير، وقع ترامب على إصلاح قانون العدالة الجنائية وكذلك بعض التغييرات التنظيمية للمدارس والشركات. وفي الشؤون الخارجية، محاولة ترامب تغيير العلاقات الاقتصادية الأمريكية مع الصين كانت محل ترحاب أيضًا، ولكن أي رئيس جمهوري يتمتع بتأييد مجلسي الكونجرس كان سيحقق نفس النتائج أو أكثر.

وأوضحت المجلة في تقريرها، أن أول عامين من رئاسة ترامب، سجلا غريزة شخص لا يمكن كبتها، واستبداده وكذبه وفساده، وكان في أقصى درجات حالته الـ "ترامبية" ضد الهجرة وكوريا الشمالية وحلف شمال الأطلسي.

49381619_528103171036819_1888480142045478912_n

وعندما تولى ترامب مهام منصبه، ركز على إعادة صياغة قوانين الهجرة الأمريكية وجعلها تستند إلى التمييز، مثل الهجرة في كندا. ومع ذلك بعد فوز الحزب الديمقراطي بالانتخابات النصفية وسيطرته على الكونجرس، فإن هذه الفرصة قد زالت الآن، فالزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون لا يزال يمتلك برنامج الأسلحة النووية الخاص به ولم يتنازل عن أي شيء كما أنه يطالب الآن بجائزة من الولايات المتحدة، والأوروبيون قد يدفعون المزيد لصالح الميزانيات الدفاعية بناء على دعوة من ترامب. وبعد أن أنفقت أمريكا مليارات الدولارات لبناء علاقاتها مع أوروبا فإن الرئيس الآن -وبعد عامين فقط- يحاربهم.

وعن العامين المقبلين في فترة ترامب الرئاسية، قالت المجلة إنهما قد يكونان أسوأ. ففي النصف الأول من فترة ولايته كان محظوظًا، ولم يواجه أي صدمات من النوع الذي كان على سلفيه التعامل معه مثل: أحداث 11 سبتمبر، أفغانستان، العراق، الأزمة المالية، وسوريا. ومنحه فوز الجمهوريين بمجلس الشيوخ والأسواق المالية المرتفعة نوعًا من الحصانة.

وعلى الرغم من عدم وجود صدمة حتى الآن في رئاسة ترامب، فإن الجو العام قد تغير، ورغم أن الاقتصاد لا يزال قوياً إلى حد ما، إلا أن تأثير الارتفاع الكبير في الاقتصاد بسبب التخفيضات الضريبية بدأ يتلاشى.

الأسواق، التي وصفها ترامب كدليل للنجاح الاقتصادي، أصبحت متقلبة، وهُزم الجمهوريين في مجلس النواب في انتخابات منتصف المدة، وستقوم الأغلبية الديمقراطية الجديدة بالتحقيق في سلوك الرئيس. كما أن المستشار الخاص روبرت مولر سيقدم تقريره حول الروابط المحتملة بين روسيا وحملة ترامب في الانتخابات الرئاسية عام 2016.

وتقول المجلة، إن ترامب على مدى العامين الماضيين، أظهر أنه يتفاعل مع أي محنة عن طريق التهديد دون اعتبار للعواقب. وفي الأسابيع القليلة الماضية، أعلن ترامب انسحاب قواته من سوريا وأفغانستان. وعلى ما يبدو، كان هذا لأنه تعرض لانتقادات بسبب عدم بنائه الجدار الحدودي الجنوبي.

وتم إلغاء الانسحاب من أفغانستان في وقت لاحق، كما أن الانسحاب السوري أصبح غير واضحًا، وكانت النتيجة أنه لا يمكن لأحد أن يعرف ما هي السياسة الأمريكية. والآن بعد أن فقدت الحكومة الأمريكية جنرالين، من المتوقع أن يزيد هذا الغموض المدمر.

والأكثر من ذلك، بحسب المجلة، فإن ترامب عندما يتصرف، لا يعترف بالحدود القانونية أو الأخلاقية. وقد تورط بالفعل في تهمتين جنائيتين، كما أن العديد من مستشاريه السابقين إما في السجن أو في طريقهم إليه. وإذا اتهم مولر أحد أفراد عائلة ترامب، من الممكن أن يأمر الرئيس وزير العدل بإنهاء التحقيق برمته، ومن ثم استخدام سلطة العفو الخاصة به.

ووضعت المجلة أسئلة وقدمت إجابات عليها، حيث تساءلت المجلة، ماذا سوف يحدث إذ اكتشف ديمقراطيو مجلس النواب وثائق تشير إلى أن منظمة ترامب كانت تُستخدم في غسيل الأموال الروسية؟، الإجابة: سيتسبب هذا في حالة من الارتباك والفوضى.

كيف ينبغي على الكونجرس والعالم أن يستعدوا للعامين القادمين؟

الإجابة: يجب على الحلفاء الأجانب أن يعملوا مع ترامب عندما يستطيعون ذلك، ولكن يجب أن يكون لديهم خطة احتياطية في حالة ما إذا خذلهم. بعض الديمقراطيين بمجلس النواب ينادون بإقالة ترامب، لكن حتى الآن، فإن مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون لن يدينوه. وفي الوضع الحالي سيكون من الأفضل إذا جاء الحكم عن طريق صندوق الاقتراع. والأفضل أن يحاسبوه.

يجد العديد من الجمهوريين في مجلس الشيوخ أنفسهم في معضلة الآن، إما أن يتحدثوا علنًا ويخاطروا بخسارة مقعدهم في الانتخابات الأولية؛ أو يبقوا صامتين ويخاطروا بفقدان ضمائرهم. يجب أن يخطو بعض الجمهوريين على خطى ميت رومني، الذي أعلن وصوله إلى مجلس الشيوخ هذا الأسبوع عن طريق انتقاد سلوك ترامب. وأصبحت عودته إلى السياسة موضع ترحيب.

وتقول المجلة في ختام تقريرها: "بعد عامين من الفوضى، من الواضح أن "عرض ترامب" هو شيء من الممكن تحمله. من الممكن أن يستمر حظ ترامب لكن الحظ هو أمل ضئيل لبناء الرخاء والسلام".

فيديو قد يعجبك: