بعد 17 عامًا من القتال.. هل أصاب ترامب في قرار الانسحاب من سوريا؟
كتب - محمد عطايا:
أكد توماس والكوم، الكاتب الصحفي الأمريكي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، أن قرار رئيس الولايات المتحدة الانسحاب من سوريا كان صحيحًا من جميع الاتجاهات، فلم تحرز واشنطن خلال حرب خاضتها طوال 17 عامًا أي تقدمًا في الشرق الأوسط، وبالتالي لا طائل من وجودها هناك.
أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن انسحاب القوات الأميركية من سوريا "سيتم بطريقة حذرة"، مشيرا إلى أن المعركة ضد تنظيم "داعش" لم تنته بعد.
وكتب ترامب في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر"، الاثنين: "سنغادر (سوريا) بوتيرة ملائمة، على أن نواصل في الوقت نفسه قتال تنظيم داعش، والتصرف بحذر والقيام بما هو ضروري بالنسبة لباقي الأمور".
وأوضح والكوم في مقاله بصحيفة "كاب بيرتون بوست"، أن الولايات المتحدة كانت في حالة حرب في أفغانستان والشرق الأوسط منذ أكثر من 17 عامًا، مؤكدًا أنه بالرغم من ذلك "لم تحقق شيئًا تقريبًا".
واستطرد والكوم، أن الولايات المتحدة ساعدت بعض الشيء في التصدي لتنظيم داعش الإرهابي، في العراق وسوريا، إلا أنه بالنظر إلى أن تلك التنظيمات كانت نتيجة مباشرة لغزو جورج دبليو بوش "المشئوم" عام 2003 للعراق، فإنه لا يعد "نصرًا كبيرًا".
وأوضح أن الولايات المتحدة بدأت حربها الأخيرة في الشرق الأوسط من خلال غزو أفغانستان في عام 2001، بدعوى معاقبة حكومة ذلك البلد آنذاك لإيواء أسامة بن لادن.
واستطرد الكاتب الأمريكي، أن بن لادن قتل منذ فترة طويلة، ولكن الولايات المتحدة لا تزال هناك، مؤكدًا أنها تخوض حربًا لا تستطيع الفوز بها، بل تحاول بشدة التوصل إلى اتفاق سلام مع حركة طالبان نفسها التي يرفضها الشعب وأطاح بها.
وأوضح أنه إذا ما تم التوصل إلى اتفاق في أفغانستان، فمن المرجح أن الولايات المتحدة ستتبع الخطط التي اقترحتها حركة طالبان قبل 17 سنة، والتي رفضتها واشنطن من قبل.
وأكد والكوم في مقاله بـ"كاب بريتون بوست"، أن "حماقة بوش" في حربه على العراق كان هدفه ظاهريًا تحرير الشعب العراقي من الرئيس صدام حسين، إلا أنه انتهى المطاف بتدمير البلاد، موضحًا أن الغزو خلق "كابوس الحرب الطائفية،" التي جعلت زمن صدام بالـ"حقبة الذهبية".
واستكمل أن قرار الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، إسقاط الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، أدى إلى خلق الفوضى والإرهاب في شمال أفريقيا، ما أضر من بين أمور أخرى، بالحرب الأهلية في مالي التي تحاول الآن القوات الكندية وغيرها من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة احتوائها.
وأكد أنه بالنظر إلى السجل السابق "المؤسف"، فإن التساؤل الحقيقي يكمن في سبب تأخر ترامب إصدار قرار الانسحاب من سوريا، وأفغانستان.
وأوضح والكوم، أن المخاوف في الولايات المتحدة تكمن في تمكين إيران وروسيا من سوريا، وهو ما سيمنحهم نفوذ أكبر في الشرق الأوسط، وإخلال ميزان الوقوى الدولي.
وأكد أنه على الجانب الآخر، فإن الولايات المتحدة أصبحت داخل معركة سياسية من نوع آخر في شمال سوريا، نتيجة توجهها لحماية القوات الكردية، العدو الأبرز لتركيا، والتي تصنفها كجماعة إرهابية.
وأوضح والكوم أن الولايات المتحدة ليست مستعدة للتخلي عن حليفتها في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، أو إشراك نفسها في جولة أخرى من الصراعات الطائفية في الشرق الأوسط.
فيديو قد يعجبك: