ما سر التقارب بين البرازيل وإسرائيل؟
كتبت- هدى الشيمي:
تصدرت علاقة الصداقة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس البرازيلي الجديد جايير بولسونارو عنوان وسائل الإعلام العالمية في نهاية العام الماضي، خاصة بعد زيارة رئيس حكومة الاحتلال البرازيل في الأيام الأخيرة من ديسمبر الماضي وتأكيده على أن العلاقات بين البلدين ستكون أقوى مما سبق.
أعلن بولسونارو، وهو سياسي برازيلي ينتمي إلى أقصى اليمين، عن خطته لنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس المُحتلة، ولم يتراجع عن قراره رغم الضغوط الشديدة التي تعرض لها من قبل داعمين أقوياء بالقطاع الزراعي، يخشون من أن يضر الأمر بمبيعات اللحوم لدول عربية، والتي تعتبر من أكبر مستوردي اللحوم البرازيلية في العالم.
كذلك توجه نتنياهو، وهو أول رئيس وزراء إسرائيلي يزور البرازيل، إلى ريو دي جانيرو لمقابلة بولسونارو، وتناول الرجلان الغداء في قلعة على شاطئ كوباكابانا، وقال رئيس وزراء دولة الاحتلال إن إسرائيل تستطيع تقديم المساعدات في قطاعات الاقتصاد والأمن والزراعة والموارد المائية.
أرجع مركز جيوبوليتكال فيوتشرز الأمريكي هذا التقارب الشديد، في تقرير صدر عنه، إلى عدة أسباب استعرضها فيما يلي:
صداقة قديمة
يوضح التقرير أن حالة الانسجام بين إسرائيل والبرازيل ليست جديدة، ففي نهاية الأربعينيات دعمت ريو دي جانيرو انشاء دولة إسرائيلية وكانت من بين أوائل الحكومات التي اعترفت بالحكومة الإسرائيلية.
وأصبحت العلاقات بين البلدين أكثر قوة خلال حكم الديكتاتورية العسكرية في البرازيل منذ عام 1964 وحتى عام 1985، وتعاونت الحكومات في الكثير من المجالات مثل الأمن والطاقة النووية، واستمرت الأمور على هذا النحو خلال التسعينيات.
ومنحت الحكومة الإسرائيلي الرئيس البرازيلي السابق فرناندو هنريك كاردوسو عدة جوائز من بينها دكتوراة فخرية من الجامعة العبرية في القدس.
توتر مؤقت
ولم تتوتر العلاقات بين البلادين إلا خلال فترة حكم الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، لاسيما وأنه اتبع سياسة مُختلفة تمامًا عن تلك التي سار عليها أسلافه.
وشهدت العلاقات تدهورًا ملحوظًا فيما بعد بسبب تغيرات في سياسة البرازيل الخارجية، إذ أنها أدارت ظهرها للولايات المتحدة وبالتالي لإسرائيل، وكان لاعتراف ريو دي جانيرو بالدولة الفلسطينية على حدود 67 دورًا في تعقيد الأمور بين البلدين.
ويوضح التقرير أن البرازيل صدقت على اتفاقية التجارة الحرة التي أبرمتها السوق المشتركة للجنوب، وهي كتلة تجارية معروفة باسم ميركوسور، وكان ذلك بمثابة ضربة قوية لإسرائيل.
ومع ذلك، لم تخرج إسرائيل لتندد بتصرفات البرازيل، ولم تقطع علاقتها بها، حسبما يوضح التقرير.
يقول التقرير إن الرئيس البرازيلي الجديد تعهد بالقيام بالكثير من الإصلاحات الاقتصادية، وإجراء تغييرات في السياسية الخارجية، لذا فهو يريد العودة إلى أحضان البلدان الثرية مثل الولايات المتحدة، ودول أوروبا الشمالية، وبالتأكيد إسرائيل.
اهتمامات مشتركة
بالنسبة لإسرائيل، فإن ما محاولات بولسونارو تأتي في الوقت المناسب، خاصة وأنها دولة صغيرة نسبيًا تعتمد على التاجرة والتعاون الاقتصادي مع الدول الأخرى للحفاظ على اقتصادها وابقائه قويًا، كما أنها تسعى جاهدة إلى أن يكون لها أصدقاء وحلفاء خارج الشرق الأوسط.
يقول التقرير إن دول أمريكا اللاتينية ستكون حليفًا مثاليًا لدولة الاحتلال، بالنظر إلى أنها مليئة بالأسواق الإقليمية والامكانات التجارية، لذلك قام نتنياهو في السنوات الأخيرة بزيارات إلى كولومبيا والأرجنتين وتشيلي، إلى جانب عدة بلدان في أمريكا الوسطى.
أما بالنسبة للبرازيل، فيقول التقرير إنها تضع التطوير التكنولوجي على رأس قائمة أولوياتها، لذا بدأت المحادثات بين البلدين في مارس الماضي للبحث في مسألة تبادل الباحثين والخبراء التكنولوجيين وتبادل الخبرات في هذا المجال.
كذلك توصل الطرفان إلى اتفاق بشأن تكنولوجيا الدفاع، شملت دعم إسرائيل للبرازيل في بعض المجالات العسكرية والدفاعية بالاعتماد على التكنولوجيا، وامدادها بالصواريخ والرداردات وكاميرات المراقبة عالية الجودة، ما يساعد الجيش البرازيل على تعزيز قوته.
أشار التقرير إلى أن الطرفين يعملان على التعاون في مجال الفضاء والأقمار الصناعية، إذ تستفيد البرازيل من إسرائيل في هذا الشأن، بينما تستغل الأخيرة موقع البرازيل القريب من خط الأستواء في إطلاق اقمارها الصناعية.
فيديو قد يعجبك: