واشنطن بوست: جدار ترامب يحتاج إلى 10 سنوات و10 آلاف عامل لإنجازه
كتب – محمد عطايا:
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن الصراع الحالي بين رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب، والديمقراطيين، على بناء الجدار الفاصل مع المكسيك، والذي أدى إلى إغلاق الحكومة لمدة 19 يومًا، يعد أمرًا بسيطًا مقارنة بمدة العشر سنوات التي سيستغرقها بناء الحائط، في حالة عمل 10 آلاف عامل به.
وتشهد الولايات المتحدة الأمريكية أزمة بين الرئيس الجمهوري دونالد ترامب والكونجرس، الذي يرفض الموافقة على الميزانية الفيدرالية، بسبب بند خاص بتمويل جدار حدودي مع المكسيك، وهو ما جعل الحكومة تدخل في حالة "إغلاق جزئي" منذ 21 ديسمبر الماضي.
وأضافت الصحيفة الأمريكية، أن التمويل الضئيل الذي طلبه ترامب -يبلغ 5.7 مليار دولار- لبناء الحائط، خلال خطاب ألقاه في المكتب البيضاوي الثلاثاء، لن يكفي سوى لبناء 230 ميل فقط، نظرًا لأن العمال سيصل عددهم إلى 10 آلاف شخص.
وقال إد زارينسكي من معهد ووركسستر بوليتكنيك في ماساتشوستس، لـ"واشنطن بوست"، إن النسخة الكاملة للجدار الحدودي الذي يدعو له ترامب، ستكلف ما لا يقل عن 25 مليار دولار، مضيفًا: "إن المشروع غير واقعي على الأغلب، ولكن لا يمكن القول إن من المستحيل تنفيذه".
وأوضحت "واشنطن بوست"، أن تصميم الجدار الذي يرغب به ترامب حاليًا يستخدم الفولاذ بكثافة، لأنه سيحتاج إلى حوالي 3 ملايين طن من الفولاذ، لمسافة تصل 1000 ميل، للجدار المبنى من الصلب وقاعدة خرسانية، وفقا لحسابات زارينسكي، الذي لفت إلى أنه الحائط سيكون عبارة عن أنابيب فولاذية مجوفة 8 بوصة، بارتفاع 30 قدمًا، ومتباعدة كل 14 بوصة.
وأكدت أن الطلب الضخم على الفولاذ في الولايات المتحدة، سيستمر لمدة 10 سنوات، طوال فترة بناء الجدار، والذي سيستهلك أقل من نصف نسبة الاستهلاك الأمريكي من المعدن.
وقال جوش سبورز، الخبير بشركة الأبحاث الهندسية "سي آر يوم"، إن الجدار "سيكون له تأثير سلبي على صناع الحديد في الولايات المتحدة، ولن يعود عليهم بالنفع".
وأضاف دويل: "أن ترامب يعطل صناعة السيارات والمصنعين الآخرين من أجل مساعدة صناعة الصلب، وهي صناعة أصغر وأقل أهمية بكثير".
وذكر جاري وينك، الأستاذ ومدير برنامج البناء في جامعة تكساس، بمدى القوة التي كانت تتمتع بها صناعة الإسمنت في الماضي عندما أشار ترامب إلى أن الجدار بأكمله سيكون إسمنتيًا.
وقال وينك: "إن الخدمات اللوجستية لن تقتل المشروع ، لكنها ستجعله مليئًا بالتحديات"، مضيفًا: "إذا حصل ترامب على تمويل للجدار الحدودي، فلن يبدأ البناء إلا بعد مرور ستة أشهر على الأقل".
وأوضحت "واشنطن بوست"، أن المشكلة تكمن في تصاريح الحصول على الأرض التي سيقام عليها الجدار والمحيطة به، بالإضافة إجراء دراسات على التربة والبيئة.
وأكدت أن الأسعار الضخمة لإقامة الجدار يواكبها الظروف الصعبة والخاصة لبنائه، فالأمر يتطلب من 5000 إلى 6000 عامل سنويًا لتشييد ما قيمته مليار دولار، لكن لا يمكن وضعهم جميعًا في موقع عمل واحد، بل ستكون هناك حاجة إلى وجود عشرات المواقع المختلفة في وقت واحد.
ولفتت الصحيفة الأمريكية، إلى أنه في حالة أقدمت تلك الأطقم الضخمة على العمل بدءًا من اليوم، فإنها ستنهي 86 ميلاً من الجدار الحدودي فقط، بحلول نهاية العام.
وأضافت أنه بحلول يوم الانتخابات في العام 2020، سيتم تنفيذ 161 ميلًا من الجدار الحدودي، لافتة إلى أنه قد يستغرق البناء 10 أعوام للوصول إلى 1000 ميل، بفرض وجود 10 آلاف عامل في كل مرة، يعملون لمدة خمسة أيام في الأسبوع.
وقال زارينسكي إن خفض عدد العمال إلى 5000، لبناء جدار طوله 1000 ميل سيستغرق الأمر حينذاك أكثر من 20 عامًا.
فيديو قد يعجبك: