تراجع وتهديد ووعيد.. ماذا قال ترامب عن العدوان التركي على الأكراد؟
كتبت - إيمان محمود
في أعقاب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مطلع الأسبوع سحب جنوده من مواقع حدودية بين سوريا وتركيا، سنحت الفرصة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، شنّ عدونه على شمال سوريا بزعم حماية حدود بلاده مما يصفه ب"الإرهاب" وإعادة اللاجئين السوريين.
وتهدد أنقرة منذ عدة أشهر بإطلاق عملية عسكرية كبيرة ضد مواقع وحدات حماية الشعب شرق نهر الفرات بهدف إنشاء منطقة عازلة تفصل بين القوات الكردية والحدود السورية-التركية.
وأعلن أردوغان، الأربعاء، بدء العدوان التركي على شمال شمال شرقي سوريا، وهو العدوان الذي أطلق عليه "نبع السلام"، وطالته انتقادات إقليمية ودولية واسعة.
وقال أردوغان إن العدوان يستهدف داعش ووحدات حماية الشعب الكردية التي تقول أنقرة إنها تمثل ذراعًا سوريًا لحزب العمال الكردستاني الذي تعتبره تركيا منظمة إرهابية.
ويرفض المجتمع الدولي والعالم العربي العدوان التركي على شمالي سوريا، فيما أطلق الرئيس الأمريكي مجموعة من التصريحات الرافضة للعدوان تارة، والمتنصلة من وجوب حماية القوات التركية التي دعمتها واشنطن خلال السنوات الماضية في حرب بالوكالة ضد تنظيم داعش، تارة أخرى.
البداية.. "انسحاب من الحرب السخيفة"
بدأ الأزمة بشكل كبير يوم الاثنين الماضي، حينما قال ترامب إن الولايات المتحدة يُفترض أن تبقى في سوريا لمدة 30 يومًا، وكان ذلك قبل سنوات عديدة، "ولكن القوات تواجدت هناك وخاضت معارك أخطر وأعمق دون وجود هدف مُحدد".
وتابع في سلسلة تغريدات على حسابه بتويتر،: "عندما وصلت إلى واشنطن، كان تنظيم داعش يتوسع في المنطقة، ولكننا هزمناه سريعًا، وقضينا على 100 بالمائة من الخلافة المزعومة، وأسرنا آلاف من مقاتلي التنظيم، ومعظمهم من أوروبا، إلا أن أوروبا لم تستعيدهم، وطالبوا أمريكا بالاحتفاظ بهم ولكني رفضت".
وأكد الرئيس الأمريكي أن بلاده قدمت معروفًا كبيرًا للعالم، والآن تريد أوروبا من الولايات المتحدة احتجاز مقاتلي التنظيم في السجون الأمريكية بتكلفة كبيرة.
وأضاف: "حارب الأكراد معنا، ولكنهم حصلوا على كميات كبيرة من المال والمعدات لفعل ذلك، قاتل الأكراد لعقود، وأوقفت هذه الحرب لمدة 3 سنوات تقريبًا، لكن حان الوقت للانسحاب من هذه الحرب اللانهائية السخيفة، وإعادة جنودنا للوطن".
وأضاف: "يتعين الآن على تركيا وأوروبا وسوريا وإيران والعراق وروسيا والأكراد تسوية الوضع".
تهديد بتدمير اقتصاد تركيا
في اليوم ذاته، هدد ترامب –في تغريدات نشرها عبر حسابه على تويتر- تركيا بتدمير اقتصادها إذا تجاوزت الحدود في سوريا، مُشيرًا إلى أنه سبق أن فعل ذلك مع أوروبا ودول أخرى.
قال ترامب، الاثنين: "كما ذكرت من قبل، وأكرر مرة أخرى، إذا فعلت تركيا أي شيء أعتبره، بحكمتي العظيمة التي ليس لها مثيل يتجاوز عن الحدود، فسوف أدمر اقتصادها بالكامل، والقضاء عليه، وقد فعلت ذلك من قبل مع أوروبا وغيرها".
وتابع: "عليهم مراقبة مقاتلي تنظيم داعش وعائلاتهم الذين جرى أسرهم. الولايات المتحدة قدمت الكثير".
وأشار ترامب إلى أن الولايات المتحدة تمكنت من استعادة 100% من الأراضي التي كانت تحت سيطرة تنظيم داعش، وقال: "حان الوقت الآن لكي تحمي بعض دول المنطقة، خاصة الدول الثرية، المناطق الخاصة بها. الولايات المتحدة دولة عظيمة!".
وفي مؤتمر صحفي عقده مساء الاثنين، ترامب، أكد ترامب أن بقاء قوات من الجيش الأمريكي في شمال شرق سوريا لا يغير الوضع هناك، قائلًا: "أقحمنا أنفسنا في الحرب بين تركيا والأكراد وهذا ما لا نرغب به".
وهدد الرئيس الأمريكي، نظيره التركي، مرة أخرى، مؤكدًا أنه لن يسمح بإصابة جندي أمريكي، و"إلا ستكون هناك مشكلة كبيرة".
"تركيا شريك تجاري"
في اليوم التالي، وبعد وصف ترامب، تركيا بأنها "شريك تجاري كبير" للولايات المتحدة.
وغرّد ترامب عبر تويتر: "كثيرون ينسون أن تركيا شريك تجاري كبير للولايات المتحدة، وفي الواقع تصنّع الإطار الفولاذي الهيكلي لطائراتنا طراز إف-35 ".
وتابع: "كانوا جيدين في التعامل معنا، وساعدوني في إنقاذ الكثير من الأرواح بمحافظة إدلب السورية وفي إعادة القس أندرو برونسون، بناء على طلبي "، مضيفًا: "تذكّروا أيضا، والأهم من كل ذلك، أن تركيا عضو مهم في حلف شمال الأطلسي الناتو".
كما أشار ترامب في تغريداته إلى أن أردوغان سيزور الولايات المتحدة في 13 من نوفمبر المقبل.
"لم نتخل عن الأكراد"
في اليوم ذاته، أطلق ترامب عدة تغريدات داعمة للأكراد، قائلاً إن قراره بسحب القوات الأمريكية في سوريا ليس تحركًا للتخلي عن القوات الكردية.
وأضاف: ربما نكون بصدد مغادرة سوريا، لكننا لم نتخل عن الأكراد بأي حال من الأحوال، إنهم أشخاص مميزون ومقاتلون رائعون".
"أسوأ قرار في تاريخ الولايات المتحدة"
قبل ساعات من اجتياح العدوان التركي الأراضي السورية، اعتبر ترامب الغزو الأمريكي للعراق في 2003 كان أسوأ قرار في تاريخ الولايات المتحدة، موضحًا أنه اتُخِذ بذريعة باطلة تم دحضها لاحقا وتمثلت بوجود أسلحة دمار شامل لدى نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين.
وغرّد ترامب في تغريدات، يوم الأربعاء: "الولايات المتحدة أنفقت 8 تريليونات دولار للقتال ولعب دور الشرطة في الشرق الأوسط، آلاف من جنودنا العظماء قتلوا أو أصيبوا بجروح حرجة، فيما قتل ملايين الأشخاص في الطرف الآخر".
وقال: "كان الذهاب إلى الشرق الأوسط أسوأ قرار اتخذ في تاريخ بلادنا! خضنا حربا بذريعة باطلة تم دحضها لاحقا وهي أسلحة دمار شامل. لم تكن هناك!" (أسلحة).
وأضاف: "والآن نقوم بإعادة جنودنا وعسكريينا العظماء بتأن وعناية إلى الوطن. إن تركيزنا على الصورة العامة! الولايات المتحدة أعظم من أي وقت مضى!".
"الغزو التركي فكرة سيئة"
وبعد ساعات من بدء الهجوم البري التركي على شمال سوريا، أصدر ترامب بيانًا قال فيه إن الغزو التركي لشمال سوريا "فكرة سيئة"، وأنه "لا يؤيد العملية العسكرية".
وأضاف أن أنقرة تتحمل الآن المسؤولية عن كافة مقاتلي داعش في المنطقة، موضحًا: "الولايات المتحدة لا تؤيد هذا الهجوم، وقد أوضحت لتركيا أن هذه العملية فكرة سيئة"، مشيرًا إلى عدم وجود قوات أمريكية في منطقة الهجوم.
وتابع ترامب قائلا: "التزمت تركيا بحماية المدنيين، وحماية الأقليات الدينية، بما في ذلك المسيحيون، وضمان عدم حدوث أزمة إنسانية – وسنجعلهم يلتزمون بهذا التعهد".
واستطرد ترامب قائلا: "تركيا مسؤولة الآن عن ضمان الإبقاء على جميع مقاتلي داعش المحتجزين في السجن، ومسؤولة عن ألا يعيد داعش تشكيل نفسه بأي طريقة أو شكل".
"الأكراد لم يساعدونا في الحرب العالمية"
يوم الأربعاء، علت الأصوات الأمريكية الرافضة للعدوان التركي والناقدة لتخلي واشنطن عنهم، ما دفع ترامب للدفاع عن قرار الانسحاب قائلاً: "الأكراد لم يُساعدوا الولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية وإنزال النورماندي".
وأكد ترامب في تصريحاته للصحفيين بالبيت الأبيض، أنه يُحب الأكراد، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أنهم "يحاربون من أجل أرضهم، عليكم أن تفهموا هذا".
وقال: "أنفقنا أموالا طائلة لدعم الأكراد، سواء على صعيد الذخائر، الأسلحة، أو المال".
ترامب يهدد من جديد
يوم الخميس، كرر الرئيس الأمريكي تهديداته لتركيا، قائلاً إنه سيفرض عقوبات قاسية على أنقرة حال لم تلتزم بالقواعد، في عدوانها على الأكراد في شمال سوريا.
وغرد ترامب يقول إن تركيا تخطط لهجومها على الأكراد منذ زمن طويل، و"أنهم يقاتلون هناك للأبد،" مضيفا أن الولايات المتحدة ليس لها جنود بالقرب من المنطقة التي تعتدي عليها تراكيا.
وقال ترامب: "أحاول أن أنهي الحروب التي لا نهاية لها. أتحدث إلى الجانبين. البعض يريدوننا أن نرسل عشرات الآلاف من الجنود إلى المنطقة ونبدأ حربا جديدة.
واستطرد: "تركيا عضو في الناتو. اخرون يقولون ابق بعيدا، ودع الأكراد يخوضون معاركهم (حتى بمساعدتنا المالية). أقول أضرب تركيا ماليا وبالعقوبات بشدة إذا لم يلتزموا بالقواعد! أرقب عن كثب."
ثلاثة حلول لصدّ العدوان
أكد ترامب، أن الولايات المتحدة قضت بنسبة 100% على تنظيم داعش في المناطق التي يعتدي فيها الجيش التركي على القوات الكردية، في الشمال السوري.
وأضاف في سلسلة تغريدات، أن لديه حل من ثلاثة للتعامل مع العدوان التركي على سوريا، موضحًا أن الحلول تتمثل في إرسال آلاف الجنود للفوز عسكريًا، أو ضرب تركيا اقتصاديًا من خلال العقوبات، أو التوصل إلى اتفاق بين الجانبين "التركي والكردي".
وفي مؤتمر صحفي عقده مساء الخميس، جدد ترامب تهديده بفرض عقوبات على أنقرة إذا تجاوزت حملتها العسكرية الحدود.
وأضاف للصحفيين: "آمل أن نستطيع التوسط .. من الممكن أن نفعل شيئا قويًا للغاية فيما يتعلق بالعقوبات وأمور أخرى".
فيديو قد يعجبك: