خلف الكواليس: ماذا جرى بين ترامب وإردوغان قبل العدوان التركي؟
كتبت- هدى الشيمي:
سلط موقع "اكسيوس" الإخباري الأمريكي الضوء على المفاوضات التي جرت بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب، والتركي رجب طيب إردوغان، والتي سعى الأخير من خلالها إلى إقناع نظيره الأمريكي بالسماح له بتنفيذ عملية عسكرية في الحدود الشمالية السورية، حيث تتمركز قوات سوريا الديمقراطية، التي تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية بسبب علاقتها مع حزب العمال الكردستاني، المُصنف في تركيا باعتباره جماعة إرهابية.
وتحدث الموقع الإخباري مع ستة مسؤولين كبار، لم يسمهم، ونقل عنهم تشكك ترامب في تصرفات إردوغان، ووصفه له أكثر من مرة، على مدار العامين الماضيين، بالمخادع.
وأشار الموقع الأمريكي، في تحليل نُشر اليوم الاثنين، إلى أن بعض المسؤولين البارزين الحاليين والسابقين، في البيت الأبيض لم يعتقدوا أن إردوغان قد يُنفذ تهديداته بالتوغل نحو الحدود السورية، والاشتباك مع الأكراد، سعياً إلى تأسيس المنطقة الآمنة، وتطهير المنطقة ممن وصفهم بالإرهابيين.
ورغم الانتقادات الدولية للعملية العسكرية التركية على الحدود السورية، قال إردوغان، في تصريحات اليوم الاثنين، إن هدف تركيا من الهجوم يتمثل في إعادة المدينة إلى السكان العرب، الذين قال إنهم "سكانها الشرعيون".
وتأتي تصريحات الرئيس التركي بالتزامن مع انتشار الجيش السوري قرب الحدود مع تركيا، الاثنين، بعد ساعات من إعلان قوات سوريا الديمقراطية الاتفاق مع دمشق.
ضجة في واشنطن
وذكر "إكسيوس" أن قرار إردوغان شن هجوم تركي على الحدود السورية أوقع ترامب في أزمة دبلوماسية، وأحدث ضجة كبيرة في واشنطن، خاصة وأن العديد من السياسيين الجمهوريين والديمقراطيين انتقدوا قرار الرئيس الأمريكي بسحب القوات من المنطقة، ما أفسح المجال لأنقرة لبدء العملية العسكرية.
وقال مسؤولون أمريكيون مُطلعون على الأمر للموقع الإخباري، إن المصادر في تركيا أشارت إلى أنه بينما كان إردوغان يطلب من ترامب السماح له ببدء العملية العسكرية على الحدود، ظنّ أن الرئيس الأمريكي سيقيده ويعيقه عن الأمر.
وأوضح المسؤولون الأتراك والأمريكيون أن إردوغان لم يتوقع أن يسمح له الرئيس الأمريكي بالتوغل إلى هذا القدر من الحدود السورية، وافترض أنه سيجري مفاوضات مُرهقة حتى يحصل على موافقة ترامب، وهو ما لم يحدث.
خلف الكواليس
وفقًا لمصادر كانت متواجدة في غرفة الاجتماعات وكانوا مُطلعين على المكالمات الهاتفية، فإن ترامب وصف إردوغان بالمُخادع في مكالمات هاتفية وخلال اجتماعات مع مستشاريه وأفراد إدارته في عام 2017.
وحسب أحد المصادر المُطلعة، فإن إردوغان أعرب عن استيائه، خلال مكالمة هاتفية مع ترامب في 2017، من التهديدات التي تمثلها القوات الكردية المتواجدة على الحدود، وطالب الرئيس الأمريكي بالسماح له بالتعامل مع الأمر.
استحضر أحد المصادر ما جرى ذلك اليوم، حيث جرت المكالمة بين الرئيسين التركي والأمريكي، وقال: "كان ترامب غاضبًا للغاية، وحذر إردوغان من الاشتباك مع القوات الأمريكية المتمركزة في المنطقة".
ونقل المصدر قول ترامب: "لا أريد أن أكون هناك في المقام الأول، ولكنك تعلم أن رجالنا موجودون هناك، ربما لا أريد ذلك، ولكن إذا قمت بتجاوز الحدود واشتبكت معهم، فكُن مستعدًا لأي شيء قد يحدث، وحضّر نفسك جيدًا، لأنك ربما لا تريد ذلك".
حسب المصدر، فإن رسالة ترامب خلال تلك المكالمة كانت واضحة، ومفادها "لا تعبث مع الجيش الأمريكي".
بعد هذه المكالمة، أشار ترامب إلى أنه سيسحب القوات الأمريكية من سوريا، ولن يبقيها في المنطقة لفترة طويلة، ولن يتركها هناك لحماية الأكراد من الأتراك، حسبما أوضح المصدر.
كما لفت مسؤول بارز سابق في الإدارة الأمريكية، كان مع ترامب واردوغان بينما زار الأخير البيت الأبيض في 2017، إلى أن الرئيس الأمريكي وصف نظيره التركي بـ"المخادع".
وقال المصدر إن ترامب أخبر إدروغان بأنه بإمكانه القيام بما يحلو له في المنطقة، إذا لم يعود إليه طالبًا المساعدة.
فيديو قد يعجبك: