إعلان

مذبحة دموية في أسبوع.. نيويورك تايمز: هذا ما يحدث عندما يتبع ترامب حدسه

03:36 م الثلاثاء 15 أكتوبر 2019

الرئيس دونالد ترامب

كتبت- هدى الشيمي:

قالت صحيفة نيويورك تايمز إن موافقة الرئيس دونالد ترامب على سحب القوات الأمريكية من عمق الأراضي السورية تسبب في حدوث مذبحة دموية خلال أسبوع واحد فقط.

وأوضحت الصحيفة، في تحليل نُشر على موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء، عنونته بـ"هذا ما يحدث عندما يتبع ترامب حدسه" أن قرار ترامب جعله يتخلى عن المشروع الأمريكي الذي حقق نجاحا دام خمس سنوات، ساهم في الحفاظ على السلام على الحدود المُضطربة، وسمح لخصوم أمريكا الأربعة، روسيا وإيران والحكومة السورية وتنظيم داعش، بالانتصار.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنه في تاريخ الولايات المتحدة لم يتخذ رئيس قرارًا ظهرت نتائجه الفورية كما حدث مع ترامب بشأن سوريا، مؤكدة أن عواقب هذا القرار كارثية على الولايات المتحدة وحلفائها ومصالحهم جميعا.

خرج ترامب عن النص، قالت نيويورك تايمز إنه من المتوقع أن يهتم المؤرخون والخبراء في الشرق الأوسط والمهتمين بنظرية المؤامرة بالقرار الذي اتخذه الرئيس الأمريكي أثناء محادثة مع نظيره التركي رجب طيب اردوغان.

وأعلن ترامب، الأحد قبل الماضي، سحب القوات الأمريكية من الحدود السورية- التركية، ما أفسح المجال لأنقرة ببدء عملية أطلقت عليها اسم "نبع السلام" قالت إن الهدف منها تطهير المنطقة ممن اعتبرتهم إرهابيين، إلا أن دول حكومات ودول العالم أدانت العدوان التركي.

وأكدت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، اليوم الثلاثاء، أن الأوضاع الإنسانية في مناطقها تشهد تدهورا شديدا وسط انقطاع تام للمساعدات. وأشارت إلى أن "عدد النازحين بسبب العدوان التركي وصل إلى أكثر من 275 ألف نازح، بينهم 70 ألف طفل، إضافة للعديد من المصابين والجرحى دون توفر الرعاية والتجهيزات الطبية والدوائية اللازمة بعد توقف معظم المراكز الطبية عن العمل".

كل شيء كان واضحًا، حسب نيويورك تايمز، تجاهل ترامب تحذيرات مستشاريه حول المصائب المُحتمل حدوثها في حالة اتخاذه قرار مماثل، واتباع غرائزه دون تفكير، وما زاد الطين بلّة هو أن الرئيس لم يكن لديه خطة بديلة حال فشل مخططاته الأولية.

تفاجأ ترامب ومستشاروه بانهيار كل شيء حولهم فجأة وبهذه السرعة الشديدة عقب اتخاذ القرار، وقالت نيويورك تايمز إنه أمر طبيعي بالنظر إلى أن فريق السياسية الخارجية المحيط بالرئيس قليل الخبرة.

يوم بعد يوم، خرج مستشارو ترامب وأعضاء إدارته يحاولون تفسير قراره. أشارت نيويورك تايمز إلى أنهم حاولوا احتواء الغضب العالمي الذي أعقب قرار الانسحاب، ولكن محاولاتهم كلها تفشل.

استبعدت نيويورك تايمز أن تتحسن الأوضاع قريبًا، مُشيرًة إلى أن تخلي ترامب عن الأكراد أجبرهم على إدارة ظهرهم لواشنطن والتحالف مع الرئيس السوري بشار الأسد، الرجل الذي وصفته الولايات المتحدة بـ"مُجرم الحرب".

أربك قرار ترامب كافة الجهات في الولايات المتحدة، وفقًا لنيويورك تايمز فإن المسؤولين في الوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" يعانون من أجل العثور على الرد المناسب على القوات التركية، لاسيما وأن حوالي 1000 جندي أمريكي لا يزال متواجدًا في المنطقة، وباتت الآن مُحتجزة بعد قطع أنقرة الطرق.

وخلال اليومين الماضيين، ناقش ممثلو وزارة الخارجية الأمريكية ووزارة الطاقة إمكانية سحب 50 سلاحًا من قاعدة إنجرليك العسكرية في مقاطعة أضنة، جنوب تركيا.

ونقلت الصحيفة عن مصادر، تبين أن الأسلحة الأمريكية، التي يتم نشرها الآن في القاعدة ، كانت في الواقع رهائن لأردوغان.

طالما أكد ترامب ثقته في حدسه، وقال للصحفيين العام الماضي، إن حدسه يُخبره في بعض الأحيان أشياء لا يمكن أن يتوصل إليها بعقله. وذكرت نيويورك تايمز أن ترامب ألقى باللوم على سلفه باراك أوباما، خلال مناظرة رئاسية مع هيلاري كلينتون عام 2016، لأنه أمر بسحب القوات الأمريكية من العراق.

وقال ترامب، وقتذاك، إنه لم يكن من المفترض ارسال قوات أمريكية إلى العراق في المقام الأول، ولكن بمجرد وصولها إلى هناك، فإن خروجها كان كارثي، وتسبب في ظهور داعش.

وترى نيويورك تايمز أن هناك مجموعة من الحقائق التي يجب أن يضعها ترامب في عين الاعتبار حول سوريا، لا شيء يمكن أن يوقف اردوغان، الروس سيستفيدون من الوضع دون أدنى شك، وهناك طرق أخرى للتعامل مع إيران، وأنه تخلى عن قليل من النفوذ الذي كان يتمتع به.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان