لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

المتناقض.. العدوان العسكري التركي يكشف تناقضات أردوغان

10:23 م الخميس 17 أكتوبر 2019

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

كتب: محمد صفوت

يرفض الدخول في مباحثات مع الولايات المتحدة ويعود لطاولة المفاوضات، يعلن عدم لقاءه مسؤولون أمريكيون صباحًا ويلتقيهم ليلًا، يطلق عدوانًا عسكريًا على سوريا ويتراجع عنه، يعلن جاهزيته للرد على العقوبات الأمريكية ويرضخ لها لتجنبها، مواقف اظهرت التناقض الواضح في شخصية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

كشفت الأيام القليلة الماضية منذ إنطلاق العدوان التركي العسكري على شمال شرق سوريا، التناقض الواضح في شخصية أردوغان، فبين اتخاذ القرارات وعسكها عَرف نفسه أردوغان خلال الفترة الماضية.

البداية في التاسع من أكتوبر الجاري، حين أعطى الرئيس التركي شارة إنطلاق العدوان على شمال شرق سوريا، زاعمًا أن هدف عمليته القضاء على الممر الإرهابي - حسب وصفه - المراد إنشاؤه قرب حدود تركيا الجنوبية، بدعم من وحدات حماية الشعب، والمحسوبة على حزب العمل الكردستاني، والمدعومة من قوات سوريا الديمقراطية، وذلك بعد قرار دونالد ترامب بسحب القوات الأمريكية من شمال شرق سوريا.

بعد ساعات من إطلاق العدوان التركي على شمال شرق سوريا، خرجت الإدانات من دول العالم وحملت أردوغان مسؤولية الجرائم التي ترتكب هناك وهروب عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي، من السجون الواقعة تحت حماية قوات سوريا الديمقراطية، ليخرج أردوغان بتصريحات "عنترية" معلنًا استمرار العدوان التركي على شمال شرق سوريا.

استمرت تلك التصريحات طوال فترة العدوان على سوريا، فبعد إعلان عدد من الدول الأوروبية حذر بيع الأسلحة إلى تركيا ومنها "ألمانيا، وفرنسا، وهولندا" خرج أردوغان في رسالة بثها التليفزيون التركي الرسمي، قائلًا: "بعدما أطلقنا عمليتنا، واجهنا تهديدات على غرار عقوبات اقتصادية وحظر على بيع الأسلحة لأنقرة، من يعتقدون أن بإمكانهم دفع تركيا للتراجع عبر هذه التهديدات مخطئون كثيرا".

توالت التصريحات المتناقضة خلال فترة العدوان التركي على سوريا، قبل إعلان وقف إطلاق النار مساء اليوم الخميس، فبعد أعلان الرئيس الأمريكي فرض عقوبات ضد أنقرة على خلفية العدوان العسكري بحق الأكراد شمال شرق سوريا، ألقى "أردوغان" كلمة أمام مجلس النواب التركي، قائلًا: "العملية العسكرية التي تشنها أنقرة ضد المسلحين الأكراد في سوريا مستمرة حتى تتحقق أهدافها".

وأعلن الرئيس التركي، رفضه للدعوات التي تطالبه بوقف إطلاق النار في شمال سوريا، قائلًا: "العملية العسكرية ضد المقاتلين الأكراد ستستمر بالرغم من العقوبات التي فرضتها واشنطن".

وعقب إعلان الرئيس الأمريكي، عن زيارة لنائبه ووزير خارجيته لتركيا للقاء الرئيس التركي وبحث وقف إطلاق النار في سوريا، ظهر "أردوغان" في تصريحات بثتها شبكة "سكاي نيوز" معلنًا أنه لن يلتقي الوفد الأمريكي الذي يضم نائب الرئيس الأميركي مايك بنس ووزير الخارجية مايك بومبيو، وأنه لن يلتقي إلا بنظيره الأمريكي دونالد ترامب إذا زار أنقرة.

وكرر تصريحاته في ختام اجتماع بالبرلمان لنواب حزب العدالة والتنمية الحاكم، قائلًا: "لن ألتقي بهما. سيلتقيان بنظرائهما، أما أنا فلن أتحدث إلا مع ترامب إذا جاء إلى أنقرة".

ساعات قليلة مرت، وتبخرت تصريحات أردوغان، عقب تأكيد مدير الاتصالات في الرئاسة التركية فخر الدين ألتون أن الرئيس التركي سيلتقي نائب الرئيس الأميركي اليوم الخميس.

وعقب لقاء نائب الرئيس الأميركي مايك بنس ووزير الخارجية مايك بومبيو، أعلنت تركيا تعليق إطلاق النار في شمال شرق سوريا، والاستعداد لدخول في مفاوضات مع قوات سوريا الديمقراطية "قسد" والقبول بهدنة مع الأكراد.

وشنت تركيا يوم الأربعاء الماضي، عدوانًا على شمال سوريا، تحت اسم "نبع السلام" وزعمت أن هدف العملية هو القضاء على ما أسمته "الممر الإرهابي" المراد إنشاؤه قرب حدود تركيا الجنوبية، في إشارة إلى "وحدات حماية الشعب" الكردية، التي تعتبرها أنقرة ذراعا لـ "حزب العمال الكردستاني" وتنشط ضمن "قوات سوريا الديمقراطية" التي دعمتها الولايات المتحدة في إطار محاربة "داعش".

وذلك بعد إعلان ترامب سحبه القوات الأمريكية من شمال سوريا، في 7 أكتوبر الجاري، ما اعتبره العديد من الدول والسياسيون بمثابة الضوء الأخضر لتركيا لشن هجومها على الأكراد.

وعقد نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، الخميس، مباحثات مع الرئيس التركي أردوغان، في محاولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار ووقف الهجوم التركي على شمال سوريا، الذي استمر لحوالي 80 دقيقة، بحضور وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، ونظيره التركي تشاويش أوغلو، وعدد من المسؤولين الأتراك، بحسب ما نشرته "العربية".

وأسفر الاجتماع عن تعليق إطلاق النار في شمال شرق سوريا، والبدء في تنفيذ منطقة عازلة على الحدود السورية التركية خلال 120 ساعة من الاتفاق، وتسليم الأكراد لأسلحتهم الثقيلة للجيش التركي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان