نضال السبع: "حزب الله" يشارك بتظاهرات لبنان.. والحريري يلوم "أشباحًا" (حوار)
كتب - محمد عطايا:
كان اقتراح الحكومة اللبنانية بفرض ضرائب على اتصالات التطبيقات الهاتفية؛ مثل "واتس آب"، بمثابة "القشة التي قصمت ظهر بعيرها"، بعدما عانى الشعب هناك من تردي الأوضاع الاقتصادية، وتفاقم الأزمات التي لم تتمكن الحكومات المتعاقبة في لبنان -منذ الحرب الأهلية- على إيجاد حلول لها، ومن ثم انفجر الشعب منذ الخميس الماضي غضبًا، للاحتجاج على أداء الحكومة الحالية.
خطاب رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، أمس، والذي ألقى فيه باللوم على الانقسامات الداخلية، وعبث السياسيين، وانشغالهم بتصفية الحسابات الشخصية على العمل لصالح الوطن اللبناني، لم يزد الأمور سوى اشتعالاً؛ لتشهد لبنان السبت تظاهرة مليونية للتنديد بالأداء الحكومي.
المحلل السياسي والكاتب اللبناني، نضال السبع، أكد أن هذا الخطاب للحريري، كان مخيبًا للآمال، ولم يمكنه من الحد من وتيرة الأزمة، فضلاً عن افتقاره إلى الحلول.
أضاف السبع أيضًا، في حوار لـ"مصراوي"، أن "حزب الله" شارك بالفعل في تظاهرات لبنان، وقد يستفيد منها بشكل كبير، إلا أنه لا يزال متحفظًا، خاصة بعد حرق بعض مقاره. كما ألقى السبع الضوء على ما قد يحدث بعد مهلة 72 ساعة التي وضعها الحريري في خطابه الأخير، ورد فعل الشارع بعدها.
ـ لماذا زاد الغضب الشعبي بعد خطاب الحريري؟
الشعب اللبناني خرج بكل طوائفه، ولم يتحرك بأمر من أي جهة سياسية، لكن بمحض إرادته، وبشكل جماهيري، وما أثار غضبه هو قرارات الحكومة التي لم تحل المشكلة وإنما زادت من الأزمة.
الشعب اللبناني يدفع بالفعل بدل كلفة الإنترنت، وهي الأعلى في العالم، ومن ثم تزيد الحكومة الأزمة على الشعب بإضافة ضريبة على شركات لا تملكها الدولة أصلاً، وبالتالي فالقرار غير قانوني في الأساس، وفي اعتقادي "سرقة واضحة".
أما خطاب الحريري، فكان مخيبًا للأمال. لقد توقع الناس -بعد فضيحة الغرامة الجائرة على الشعب- أن يقدم الحريري استقالته، لكنه تحدث عن مهلة الـ72 ساعة. الحكومة التي لم تجد حلولاً منذ سنوات، لن تجد حلاً سحريًا في 3 أيام.
إن مهلة الـ72 ساعة، هي 3 أيام أخرى من التوتر، واليوم بالفعل هو الأكثر من حيث كثافة المشاركين بالتظاهرات، وستزداد الأمور غدًا، لأنه يوم عطلة.
ـ في رأيك، هل سيخرج الحريري بحل بعد 72 ساعة؟ وما هو؟
حسب المعلومات المتوافرة لدي، فإن الحريري يعكف حاليًا على كتابة مقترحات حلول سيقدمها للشعب بعد انتهاء المهلة التي أعطاها لنفسه، ولكن ذلك الاقتراح سيزيد الطين بلة، خاصة وأن هناك غضب شعبي. على الحريري أن يحاسب الوزراء ويحاكمهم ويفتح تحقيقات، في ظل الانعدام الحالي لوجود الحلول.
ـ تحدث الحريري عن فشل بعض الجهات، لكنه بدا وكأنه لا يقوى على محاسبتهم، فهل هناك قوة تضغط على الحكومة؟
خطاب الحريري بأكمله لم يكن موفقًا، فإما أن يضع النقاط على الحروف، أو لا يتحدث من الأساس، ولكن التحدث عن أشباح هو أمر غير مقبول. وعلى سبيل المثال، تحدث الحريري في خطابه عن أن تكلفة الكهرباء أكثر من ملياري دولار، وما يسد تلك الفاتورة هو الشعب اللبناني نفسه، ما المغزى إذن من عرض هذه القضية في الأساس؟ هذا يؤكد أن الخطاب كان مخيبًا للآمال.
تحدث الحريري أيضًا عن بعض الأخطاء في تحقيق بعض المشاريع، وكأن المخطؤون أشباحًا. لا أشباح في لبنان، والحريري يتحمل مسؤولية أخطاء وزرائه، وعليه أن يسمى الأمور بمسمياتها.
ـ منذ بداية التظاهرات تساءل الشارع اللبناني عن موقف حزب الله، لماذا شابه الغموض؟
جمهور "حزب الله" مشارك بالفعل في التظاهرات منذ اليوم الأول، وهو ما شاهدناه على التلفاز، وهو عمليًا ترك بيئته بالخروج في التظاهرات.
"حزب الله" قد يستفيد من تلك التظاهرات، فهو مستهدف بعدد من العقوبات الأمريكية التي ينفذها البنك المركزي اللبناني، ومن ثم يسعى للاستفادة من التحرك الشعبي لكسب نفوذ أكبر ربما قد يخرجه من ورطة العقوبات الأمريكية. وعلى الجانب الآخر، "حزب الله" قلق؛ فتقلبات الوضع الحالي تثير شكوكه، نظرًا للهجوم على بعض مقاره ومقار نبيه بري.
ـ بعد خطاب جبران باسيل الذي أثار غضب الشعب، هل نشهد تعديلات وزارية مقبلة؟
خطاب وزير الخارجية جبران باسيل كان محبطًا، وفيه استهانة بقوة الحراك في الشارع. لكنني أريد التوضيح أنه في حال سقطت الحكومة بالفعل "فقط"، فإن شيئًا لن يتغير في المشهد السياسي؛ فالحكومة الحالية أتت نتيجة انتخابات، وهي انعكاس لموازين القوى داخل المجلس النيابي، وبالتالي طالما تلك الموازين هي نفسها بالبرلمان، لن يتغير من الأمر شييء في الحكومة.
لكن إذا تطورت الأمور، وتم حل مجلس النواب، وجرت الدعوة مجددًا لانتخابات جديدة وأفرز المجلس كتلاً أخرى، وأفرز أحزابًا سياسية، هنا فقط تحدث تغيرات أخرى. وفي حال سقطت الحكومة فقط، سيعود التيار الحر الذي ينتمي له جبران باسيل، لأنه مكون أساسي.
ـ من يمكنه قيادة لبنان الفترة المقبلة؟
حتى هذه اللحظة، يدور في ذاكرة الشعب اللبناني حراك 8 و14 آذار (حراك شعبي لديه أعلى تأييد في لبنان)، لكنه لم يفرز قيادات، وبالتالي حال أفرز قيادات، طرحت مطالب ومشاريع تعالج المشاكل الاقتصادية، من الممكن أن يأخذ دورًا كبيرًا الفترة المقبلة.
فيديو قد يعجبك: