اللعبة الطويلة في بغداد.. هل تستطيع أمريكا استئصال إيران من العراق؟
كتب – محمد عطايا:
تسيطر إيران بشكل كبير على مجريات الأمور في العراق، فالقوات الشيعية الموالية لإيران، يعمل بعضها مع الجيش النظامي العراقي، فضلًا عن موالاة بعض الوزراء داخل حكومة عادل عبد المهدي لطهران، وذلك بحسب ما ذكرته مجلة "فورين بوليسي"، التي أكدت أن واشنطن لن تتمكن من استئصال الأذرع الإيرانية من بغداد، سوى بتعلم كيفية إدارة اللعبة، وألا تعتمد فقط على عقوباتها.
لاحقت قوات الأمن الإيرانية منذ أيام، دبلوماسيين عراقيين، واعتدت عليهم بالضرب في الشوارع بكل قوة، غير مبالية بحصانتهم الدبلوماسية، لتعتقلهما وتزج بهما في السجن، في مشهد أثار غضب السلطات في العراق، وجعلها تغلق قنصليتها في مدينة مشهد.
وفي أول تعليق على الواقعة، قال وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم، إن بلاده تنتظر تفسيرًا إيرانيًا للاعتداء على اثنين من دبلوماسييها بالقنصلية العراقية في مدينة مشهد الإيرانية.
لم يتعرض دبلوماسيي العراق للإهانة فحسب، فالأراضي العراقية أيضًا أصبحت عرضة للانتهاك، حيث سقطت صواريخ منذ فترة، على "المنطقة الخضراء"، وهو حي شديد التحصين في غرب بغداد، توجد به السفارة الأمريكية.
يعد هذا هو الهجوم الثاني من نوعه، منذ مايو الماضي، عندما انفجر صاروخ بالقرب من السفارة الأمريكية.
وتعتقد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن القوات الشيعية العراقية الموالية لإيران، تقف خلف الهجمات الصاروخية على المنطقة الخضراء.
بحسب مجلة "فورين بوليسي"، فإن الإدارة الأمريكية تضغط بشكل مستمر على الحكومة العراقية لتعطيل عمل القوات الموالية لطهران.
في المقابل، أصدرت حكومة عادل عبد المهدي، قرارات بحل أية ميليشيات ليست تابعة للجيش العراقي، إلا أن القرار لا يطبق على أكثر القوات خطورة في بغداد، مثل الحشد الشعبي، وغيرها الكثير.
وأكدت مجلة "فورين بوليسي"، أن إدارة ترامب لن تتمكن من إثناء العراق عن التعاون مع إيران، لكن في أفضل الأحوال، يمكن أن تنجح واشنطن فقط في تمهيد الطريق لحكومة أقل استعدادًا للتعاون مع طهران.
وبرغم العداء الكبير بين الولايات المتحدة والقوات العراقية الشيعة، إلا أن القوتين تعاونتا في السابق ضد تنظيم داعش الإرهابي.
إنهاء خلافة داعش المزعومة في العراق، أظهر العداء مرة أخرى بين واشنطن والقوات العراقية الموالية لإيران، وبدأت بعض المناوشات، حتى أن الحشد الشعبي اتهم الولايات المتحدة منذ أيام، بالسماح لدولة الاحتلال الإسرائيلي بتسيير طائرات لضرب مخازن سلاح تابعة لها.
وأوضحت "فورين بوليسي"، أنه في تلك اللحظات، حيث أصبح من الممكن أن يندلع نزاع طويل المدى بين الولايات المتحدة وإيران في أية لحظة، بات قادة العراق أكثر تخوفًا مما مضى، نظرًا لأنها قد تتحول إلى ميدان حرب بالوكالة بين قوتين مدمرتين.
وأضافت أنه إذا ضغطت واشنطن على بغداد بشدة، فقد تتحرك الميليشيات الشيعية الموالية لإيران للإطاحة برئيس الوزراء عبد المهدي، ومن ثم يواجه العراق بعد ذلك فترة طويلة من الانقسام السياسي، تاركاً الحكومة غير قادر على فعل أي شيء ضد الميليشيات، لافتة إلى أن الأسوأ من ذلك، أن الأحزاب الشيعية قد تتفق على رئيس وزراء جديد أكثر معاداة للولايات المتحدة.
في الوقت الحالي، فإن أفضل رهان لواشنطن –بحسب فورين بوليسي- هو الوقوف إلى جانب الحكومة العراقية حيث تحاول حل التوترات الداخلية التي تجعلها عرضة بشكل كبير للاستعانة بقوى خارجية مثل إيران.
إيران تعرف كيف تلعب اللعبة الطويلة في العراق، وذلك بحسب "فورين بوليسي"، التي أكدت أنه لكي تنجح واشنطن في استئصال طهران منها، فيجب على الولايات المتحدة أن تتعلم اللعب أيضًا.
فيديو قد يعجبك: