مستشار الإدارة الذاتية لشمال سوريا لـ"مصراوي": أردوغان يقدم هدية لداعش
كتبت - هدى الشيمي ومها صلاح الدين:
أرجع مُستشار الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا الدكتور أنور مشرف، العدوان التركي على المنطقة الحدودية إلى أسباب "استعمارية عدوانية"، تهدف إلى إجراء تغيير ديموغرافي، عبر تهجير السكان الأصليين ليسكن بدلا منهم "مرتزقة امتهنوا الإرهاب" منذ بداية الأزمة السورية وإلى الآن.
واتهم المستشار السوري، في تصريحات لمصراوي، السبت، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالعمل على إبادة عرقية للأكراد ولكافة المكونات في المنطقة التي شنّ عليها الهجوم، مُتذرعًا بالحفاظ على الأمن القومي التركي.
وتسبب العدوان التركي على المنطقة الحدودية شمالي سوريا في نزوح ما يزيد عن 200 ألف شخص بينهم 70 ألف طفل، ووقوع قتلى مدنيين تجاوز عددهم 300 شخص، علاوة على تدمير البنية التحتية، وتدمير المرافق الخدمية، والمشافي والمدارس واستهداف الصحفيين والهلال الأحمر الكردي، عبر استهداف القافلات الخاصة بهم كما حدث قبل 4 أيام، حسب التقارير الصادرة عن قوات سوريا الديمقراطية (قسد).
ويرى المستشار السوري أن الرئيس التركي لا يريد أن يحل الاستقرار في المنطقة، لأنه يستفيد من الفوضى، مؤكدا: "أردوغان لديه أطماع في سوريا منذ بداية الأزمة، ويزعجه حدوث استقرار في سوريا والقضاء على تنظيم داعش الذي تحقق على يد قوات سورية الديمقراطية".
وشدد مشرف على حق الأكراد في الدفاع على أرضهم إذا لم تتحرك الولايات المتحدة لمواجهة الانتهاكات التي ارتكبتها أنقرة في اتفاق وقف إطلاق النار، باعتبارها الراعية لهذا الاتفاق والمسؤولة عن تنفيذه.
وتمكن نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس من إقناع الحكومة التركية بوقف إطلاق النار، خلال زيارته لأنقرة الخميس الماضي، ووافقت تركيا على تعليق هجومها في شمال شرق سوريا، مشترطة انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية من المنطقة الحدودية خلال 5 أيام.
لكن قوات سوريا الديمقراطية (قسد) اتهمت، السبت، الجيش التركي بخرق اتفاق وقف إطلاق النار، مطالبة بإرسال لجنة دولية للإشراف على الاتفاق.
وأعلنت قسد أن تركيا والفصائل السورية الموالية لها تواصل هجماتها على القوات الكردية في الشمال السوري، وتقطع طريق العودة على القافلة الطبية التي تحاول إجلاء الجرحى من مدينة رأس العين الحدودية.
وردًا عما يتردد عن "تقويض العدوان التركي حلم الأكراد بتأسيس دولة مستقلة"، قال مُشرف: "الأكراد لم يقولوا إنهم يريدون انفصال، ومشروع الإدارة الذاتية لكل السوريين في ظل وحدة الأراضي السورية، والدليل على ذلك دعوة الجيش السوري لحماية الحدود".
وحول ما يتردد عن هروب مقاتلي داعش من السجون التي كانت تحميها قوات سوريا الديمقراطية، قال إن مقاتلي داعش حاولوا استغلال العدوان التركي لخلق نوع من البلبلة للهروب من السجون، واعتبروا هذا الهجوم فرصة لإعادة تنظيم أنفسهم من جديد.
وأضاف أن الدواعش شنوا بالفعل عمليات ضد قوات سوريا الديمقراطية في مدينة الرقة، واستهدفوا مركزا أمنيا ولكنه لم يؤد إلى سقوط شهداء، وأردف قائلًا "الهجوم على شمال سوريا هدية أردوغان إلى تنظيم داعش كي يعيد تنظيم نفسه من جديد".
ولم يكشف "مشرف" ما هو مصير الدواعش المحتجزين لدى القوات السورية الديمقراطية، واكتفى برده "إن قوات سوريا الديمقراطية هي الجهة الوحيدة التي ستحدد مصير هؤلاء الدواعش".
كانت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا أصدرت بيانا في 16 أكتوبر الماضي، اتهمت خلاله القوات التركية باستخدام أسلحة كيميائية محرمة دولية كالفسفور والنابالم الحارق، في هجومها على مدينة رأس العين. ونفى الجيش التركي هذا الأمر. وعلق مستشار الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا لمصراوي قائلا إنه ليس لديه ما يقوله أكثر مما ذكره البيان عن الأمر، مشيرا إلى أن الإدارة الذاتية، ستطالب الجهات المسؤولة دوليًا بالتحقيق في الأمر، وإثبات ذلك عبر معاينة المصابين.
فيديو قد يعجبك: