كيف سقط نتنياهو بعد سيطرة على الحكومة دامت 13 عامًا؟
كتب- محمد صفوت:
فاز بيني جانتس رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي السابق، ورئيس حزب "أزرق وأبيض"، برهانه الذي أعلنه عقب انتخابات 17 سبتمبر الماضي، التي حصد فيها 33 مقعدًا في الكنيست، مقابل 32 مقعدًا لحزب الليكود في البرلمان المؤلف من 120 مقعدًا، بأن يعطي بنيامين نتنياهو الفرصة الأولى لتشكيل الحكومة مراهنًا على فشله للمرة الثالثة على التوالي خلال عام ونصف العام في تشكيل حكومة.
وقبل يومين من انتهاء المهلة التي منحها رؤوفين ريفلين رئيس إسرائيل، لنتنياهو لتشكيل الحكومة قابلة للتمديد 14 يومًا، أعلن الأخير قراره بالتخلي عن تشكيل حكومة جديدة بعد عدم تمكنه من تشكيل ائتلاف في أعقاب انتخابات برلمانية غير حاسمة، وأعاد التفويض للرئيس الإسرائيلي.
ريفلين يكلّف جانتس بتشكيل الحكومة
وقال مكتب الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، في بيان له أمس الاثنين، إن ريفلين سيكلف بيني جانتس زعيم حزب أبيض أزرق بتشكيل حكومة.
وجاءت الخطوة بعدما أعاد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، تفويض تشكيل الحكومة المقبلة إلى الرئيس ريفلين، بعدما أخفق في جمع عدد كافي من نواب الكنيست للانضمام للائتلاف الحكومي.
الفشل يلاحقه
هذه هي المرة الثانية خلال عام ونصف العام، التي يفشل فيها نتنياهو في تشكيل حكومة في أعقاب انتخابات عامة.
وتشير وكالة أنباء "بلومبرج" في تقرير لها، إلى أنه على الرغم من أن فشل نتنياهو لم يكن مفاجئًا، إلا أن هذا الفشل يعني أن هذه ستكون المرة الأولى منذ عام 2006 التي سيحصل فيها سياسي غير نتنياهو على الفرصة لتشكيل حكومة.
ونقلت الوكالة عن نتنياهو قوله في مقطع فيديو نشره على صفحته على موقع "فيس بوك" إنه عمل "علانية ووراء الكواليس" لمحاولة تشكيل "حكومة وحدة وطنية واسعة يريدها الناس وتحتاجها إسرائيل، في وقت يشهد تصاعد التحديات الأمنية".
بداية السقوط
نتنياهو الذي ظل في رئاسة الوزراء الإسرائيلية على مدار 13 عامًا، منهم 10 أعوام على التوالي، يبتعد مجبرًا عن منصبه، بعدما فشل في تشكيل حكومة.
2019 كان عامًا قاسيًا على نتنياهو، شهد انتخابات للكنيست لمرتين، الأولى في 9 أبريل الماضي، قبل 7 أشهر من موعدها الأصلي، بعد إعلان أفيجادور ليبرمان وزير الدفاع استقالته من حكومة نتنياهو، بعد سعي الأول إلى ضمان الموافقة على مشروع قانون يهدف إلى جعل الخدمة العسكرية إلزامية لليهود المتدينين، وآخرها اقتراب موعد محاكمته على خلفية تهم فساد في 4 ملفات شملت خيانة الأمانة ورشوة خلال فترة ترأسه لرئاسة الوزراء الإسرائيلي.
في الانتخابات الأولى تساوى حزبين الليكود وأزرق وأبيض في حصد المقاعد بالكنيست بـ35 مقعدًا لكلٍ منهما، ليشرع نتنياهو في تشكيل حكومة ائتلافية، فشل بعد محاولات عدة، مع الحزب المنافس ما اضطره لدعوة الكنيست الإسرائيلي لحل نفسه في مايو الماضي، والدعوة لإجراء انتخابات جديدة في سبتمبر 2019.
لم يفلح الليكود في حصد مقاعد مساوية لمنافسه هذه المرة وأعلنت اللجنة المشرفة على الانتخابات الإسرائيلية، فوز حزب أزرق أبيض بـ33 مقعدًا متقدمًا بفارق مقعد واحد عن الليكود، وحصدت القائمة العربية المشتركة 13 مقعدًا لتكون بذلك ثالث قوة سياسية في إسرائيل.
تكليفه بتشكيل حكومة ثانية
عقب انتهاء الانتخابات كلّف الرئيس الإسرائيلي، نتنياهو بتشكيل حكومة جديدة. ومنح ريفلين، رئيس الوزراء المنتهية ولايته 28 يومًا بداية من 26 سبتمبر الماضي، لتشكيل الحكومة، وفي حال عدم استطاعته القيام بذلك سيتم منحه 14 يومًا أخرى أو منح الفرصة لمنافسه جانتز.
وحذره من أنه لن يسمح بإجراء انتخابات ثالثة حال فشله في تشكيل حكومة جديدة، وأن منافسه بيني جانيتس سيكون المكلف بتشكيلها حال فشله هذه المرة.
محاولات الاستمرار في المنصب
بمجرد تكليفه بتشكيل الحكومة دعا نتنياهو مرة أخرى منافسه جانتس للمشاركة في حكومة وحدة وطنية، وهو الأمر الذي سبق ورفضه جانتس، ملوحًا بورقة تدوير رئاسة الوزراء بينهم مستشهدًا باتفاق في الثمانينيات بين رئيس الوزراء السابق شيمون بيريز، اليساري، وإسحاق شامير سلف نتانياهو في حزب الليكود.
انهارت محاولات "نتنياهو" سريعًا بعد أيام قليلة من تكليفة، في محاولته لتشكيل حكومة ائتلافية، بعد تبادله مع منافسه اللوم على انهيار المحادثات وفشل الجهود المبذولة للتوصل لاتفاق يقضي بتشكيل الحكومة.
وبحسب ما نشرته وكالة الأنباء الألمانية "د ب أ"، فإن جولة جديدة من المفاوضات بين حزب الليكود بزعامة نتنياهو وتحالف أزرق أبيض الوسطي بزعامة جانتس انهارت بعد أيام قليلة من المحاولات الأولى، وبدا الطرفان بعيدان عن إمكانية التوصل إلى حل.
وأوضح الليكود إن نتنياهو سيبذل "آخر جهد" للتوصل إلى اتفاق قبل إبلاغ رئيس دولة الاحتلال الإسرائيلي رؤوفين ريفلين بأنه غير قادر على تشكيل حكومة.
أزرق وأبيض وإسرائيل بيتنا يحملاه الفشل
وقبل ساعات من إعلان فشله في تشكيل الحكومة، وتفويض الرئيس الإسرائيلي باختيار آخر لتشكيلها، حملته أحزاب "أزرق وأبيض" و"إسرائيل بيتنا" مسؤولية الوصول لطريق مسدود في محاولاته لتشكيل الحكومة.
وكتب ليبرمان رئيس حزب إسرائيل بيتنا، تدوينة على حسابه بموقع "فيس بوك": "هجمات نتنياهو على كل من يخالفه الرأي لا يمكنها أن تخفي حقيقة فشله 3 مرات متتالية في تشكيل الحكومة".
وأضاف: "بدلًا من تحمل المسؤولية عن هذه الاخفاقات، شرع نتنياهو في حملة انتخابية ثالثة، ويحاول فرض حكومة الإكراه الديني بدلًا من حكومة وحدة ليبرالية واسعة".
كما اتهم ليبرمان رئيس الوزراء بأنه كان أكبر المتعاونين مع السلطة الفلسطينية ورئيسها ياسر عرفات، في حينه، ومع أحمد الطيبي والقائمة المشتركة.
من جانبه، دعا جانتس، رئيس الوزراء إلى إعادة التفويض بتشكيل الحكومة فورًا إلى الرئيس رؤوفين ريفلين، بعد فشل نتنياهو في الحصول على الأغلبية في الكنيست.
وقال جانتس إن "الحملة الانتخابية انتهت بعد الانتخابات وبدلًا من إهدار الوقت على تصوير مقاطع فيديو، يجب عليك أن تعيد التفويض إلى الرئيس ليتيح لنا الفرصة لتشكيل حكومة وحدة ليبرالية تقود الدولة بحكمة ومسؤولية".
استسلام نتنياهو
بعد ساعات من تصريحات منافسيه أعلن بنيامين نتيناهو أنه قرر التخلي عن جهوده لتشكيل حكومة جديدة، لعدم تمكنه من تشكيل ائتلاف في أعقاب انتخابات برلمانية غير حاسمة.
وقال نتنياهو، الذي يتزعم حزب ليكود اليميني، إنه يعيد التفويض إلى الرئيس الإسرائيلي، ملقيًا باللوم على منافسه جانتس لرفضه التفاوض على الشروط المقدمة له.
فيديو قد يعجبك: