لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"ماذا سيحدث لنا؟".. أطفال الدواعش بسجون الأكراد يتساءلون عن مصيرهم

02:57 م الأربعاء 23 أكتوبر 2019

أطفال الدواعش

كتبت- هدى الشيمي:

أجرت نيويورك تايمز زيارتين نادرتين إلى سجون لمقاتلين سابقين لدى تنظيم داعش، في شمال شرق سوريا، بالتزامن مع تفاقم الأزمة القانونية والانسانية التي اختار العالم تجاهلها.

وقالت الصحيفة الأمريكية، في تقرير منشور على موقعها الإلكتروني، إنه مع انهيار تنظيم داعش، الذي كان يسيطر على مساحات واسعة في سوريا والعراق، اُسر عشرات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال الذين كانوا يمتثلون لأوامر قادتها، وحاولوا تحقيق هدفها بالتوسع والسيطرة على المزيد من الأراضي في المنطقة، وجرى احتجازهم في السجون التي تسيطر عليها القوات الكردية التي شاركت القوات الأمريكية القتال ضد التنظيم الإرهابي.

والآن، بعد أن شنت تركيا عدوانًا عسكريًا على هذه المنطقة الحدودية، بات مصير الآلاف من جهاديي داعش السابقين وأفراد عائلتهم مجهولاً، خاصة وأن أوطانهم رفضت استرجاعهم، خوفًا من أن ينشروا أفكارًا متطرفة، أو يشنون هجمات إرهابية، وفضلت حكومات تلك الدول تركهم في عهدة القوات الكردية.

حسب نيويورك تايمز، فإن أوضاع المُحتجزين في السجون الكردية باتت سيئة للغاية، خاصة وأنهم يفتقرون إلى الماء والطعام، ولا يجدون العديد من الموارد اللازمة التي تبقيهم على قيد الحياة.

تكتظ الزنازين الصغيرة بالمُحتجزين القاصرين والأطفال الذين يتراوح عمرهم ما بين 9 و14 عامًا. أوضحت نيويورك تايمز أن إحدى الزنازين تضم حوالي 86 قاصرًا من سوريا، والعراق، وموريشيوس، وروسيا، وأماكن أخرى، فيما تضم أخرى 67 مُراهقًا أحدهم روسي في التاسعة من عمره، عندما سُئل عن مكان والديه أجاب ببساطة "لقد قتلوا".

أشارت نيويورك تايمز إلى أن مصير المُحتجزين في السجون بشمال سوريا بات أكثر تعقيداً بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب قواته من المنطقة، وزاد الأمر التباسًا اتفاق الرئيسين رجب طيب اردوغان وفلاديمير بوتين، والذي من المقرر أن تنسحب القوات الكردية بموجبه من المنطقة.

يعتقد الحراس الأكراد أن أغلب الرجال المُحتجزين كانوا مقاتلين في صفوف داعش، وأن أغلبهم لا يزال يحمل أيدولوجية التنظيم الإرهابية، فيما قال رجل فلسطيني مُحتجز إنه ذهب إلى سوريا لطلب المساعدة، وأشار مُحتجز روسي إلى أنه كان يعمل طباخًا في مدرسة ابتدائية، وأوضح آخر أنه كان يعمل في إصلاح السيارات.

وأكد صبيان مُحتجزون، خلال العديد من المقابلات التي أجرتها نيويورك تايمز معهم، أنهم لم يشاركوا في القتال، وأعربوا عن رغبتهم في العودة إلى أوطانهم، أو الحصول على عفو لنبذهم داعش.

وفقًا لنيويورك تايمز لم يتضح حتى الآن سبب احتجاز بعض القاصرين في السجن، بينما نُقل أغلب أطفال مقاتلي داعش وأتباعهم إلى معسكرات الاعتقال.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن الزنازين كانت شديدة الازدحام، ولم يكن هناك مساحة فارغة لموطئ قدم، وعندما أغلق الحارس باب الزنزانة، احتشد الأطفال خلف الباب، لكي ينظروا إلى الخارج من نافذته الصغيرة.

درب داعش هؤلاء الصبيان على القتال وحاولوا تحضيرهم لكي يستأنفوا ما انتهى القادة عنده، ولكن حتى الآن لم يتضح عما إذا كانوا قد شاركوا بالفعل في المعارك. وأشارت نيويورك تايمز إلى أنه لا أحد من الصبية القاصرين ينتظر المحاكمة، لأن السلطات الكردية السورية لا تحاكم الأجانب.

من جانبها، شددت الأمم المتحدة على ضرورة أن يحصل المُحتجزين القاصرين على كل المساعدات الضرورية، بما في ذلك التعليم والرعاية الطبية والاستشارات القانونية. غير أن الصبية المُحتجزين أكدوا أنهم لا يحصلون على أي من هذه الخدمات.

وقال صبي، 16 عامًا من موريشيوس، إن الأوضاع شديدة السوء في السجن، ودعا إلى التعجيل بالمحاكمة. وأضاف: "عشنا أشهر على هذا النحو دون معرفة ماذا سيحدث، وإذا استمر الوضع كذلك، ربما نُصاب بالجنون، يمكن أن يقولوا إننا إرهابيون حاربنا مع داعش، ولكننا لا نزال بشرًا".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان