روسيا ترفض المقترح الألماني حول شمال سوريا
برلين (دويتشه فيله)
على عكس الترحيب الغربي، قوبل اقتراح وزيرة الدفاع الألمانية بإنشاء منطقة في شمال سوريا بإشراف دولي برفض روسي قاطع. في غضون ذلك توجهت القوات الروسية إلى الحدود السورية التركية تنفيذا للاتفاق التي توصلت إليه أنقرة وموسكو.
ذكرت وكالة ريا نوفوستي للأنباء اليوم الأربعاء نقلا عن وزارة الشؤون الخارجية الروسية أن روسيا لا ترى حاجة لإقامة منطقة آمنة تحت إشراف دولي في شمال شرق سوريا وهو اقتراح طرحته وزيرة الدفاع الألمانية أنغريت كرامب-كارنباور.
وكانت كرامب-كارنباور، وهي زعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي الذي تنتمي إليه المستشارة ميركل، قد اقترحت إقامة منطقة آمنة تشارك فيها تركيا وروسيا تحت إشراف دولي وهي أول مرة تقترح فيها برلين بعثة عسكرية في الشرق الأوسط. ورحبت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي بهذا الاقتراح اليوم الأربعاء.
وأبرمت روسيا وتركيا أمس الثلاثاء اتفاقا ينص على نشر قوات سورية وروسية في شمال شرق سوريا لإبعاد مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية وأسلحتهم من منطقة الحدود السورية التركية، كما نص أيضا على أن موسكو وأنقرة ستشتركان في مراقبتها.
ومن جهته أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاتفاق ووصفه بـ"النجاح الكبير". وكتب ترامب على تويتر "نجاح كبير على الحدود بين تركيا وسوريا. تم إنشاء منطقة آمنة. وقف إطلاق النار صمد والمهمات القتالية انتهت ... الأكراد آمنون وعملوا بشكل جيد معنا. أسرى داعش المسجونون تم تأمينهم". مضيفا أنه سيعطي تصريحا حول ذلك من البيت الأبيض.
البرلمان الأوروبي يرفض "المنطقة الآمنة"
وفي ستراسبورج ندد نواب البرلمان الأوروبي اليوم الأربعاء بالهجوم التركي الذي يستهدف إقامة "منطقة آمنة" في شمال شرق سوريا، مما يمهد الطريق أمام فرض عقوبات مالية أوروبية جديدة على أنقرة. ويطالب مشروع قرار من المتوقع أن يقره البرلمان غدا الخميس باتخاذ "إجراءات اقتصادية مناسبة ومحددة ضد تركيا".
ويدعو مشروع القرار لتجميد المعاملة التفضيلية للصادرات الزراعية التركية لدول الاتحاد الأوروبي. كما يحث على تعليق الاتحاد الجمركي للاتحاد الأوروبي مع أنقرة، وهو إجراء من شأنه أن يؤثر بالسلب على حجم التبادل التجاري السنوي بين 28 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي وتركيا والذي تقدر قيمته بمبلغ 200 مليار يورو.
وجاء في نص مشروع القرار، الذي اطلعت رويترز على نسخة منه، أن المجلس "يرفض بشكل قاطع" طموحات تركيا بشأن المنطقة الآمنة ويحث أيضا على فرض عقوبات على مسؤولين أتراك نسبت إليهم انتهاكات لحقوق الإنسان في إطار الهجوم التركي على شمال سوريا. ويطالب النص كذلك مجلس الأمن الدولي بإصدار قرار بإنشاء منطقة أمنية في شمال سوريا بموجب تفويض من الأمم المتحدة.
في غضون ذلك توجهت القوات الروسية الأربعاء إلى الحدود مع تركيا لضمان انسحاب القوات الكردية، غداة التوصل إلى الاتفاق بين أنقرة وموسكو. وأفادت وكالة أنباء تاس الروسية وشبكة "روسيا24 " الأربعاء أن وزارة الدفاع الروسية أعلنت أن الشرطة العسكرية الروسية عبرت نهر الفرات ظهرا (09,00 ت غ) "وتتقدم باتجاه الحدود السورية التركية".
ويوجب نص الاتفاق إتمام هذه العملية في غضون 150 ساعة. وستسيّر روسيا وتركيا بعد ذلك دوريات مشتركة في منطقتين حتى عمق عشرة كيلومترات شرق وغرب المنطقة التي سيطرت عليها تركيا في عمليتها التي أطلقت عليها "نبع السلام"، والممتدة على طول 120 كيلومترا وبعمق يبلغ 32 كيلومترا بين بلدتي رأس العين وتل أبيض.
فيديو قد يعجبك: