لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

دبلوماسي أمريكي سابق: هناك فرص جيدة لحل أزمة سد النهضة

01:58 م الخميس 24 أكتوبر 2019

سد النهضة

برلين (دويتشه فيله)

وصول مفاوضات سد النهضة إلى طريق مسدود وضعت مصر وإثيوبيا أمام معادلات صعبة. أطراف خارجية تبدي استعدادها للوساطة، فواشنطن مثلا دعت الدولتين والسودان لاجتماع. حول هذا حاورت DW عربية الدبلوماسي الأمريكي السابق د. نبيل خوري.

بعد ساعات قليلة من تصريحات أدلى بها رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، وأشار فيها إلى احتمال نشوب حرب بين بلاده ومصر بسبب سد النهضة، قالت مصر إنها قبلت دعوة أمريكية لاجتماع في واشنطن يشارك فيه وزراء خارجية مصر والسودان وإثيوبيا، لبحث مشروع سد النهضة، الذي تشيده إثيوبيا على نهر النيل ويثير نزاعا متناميا بين مصر وإثيوبيا. ولمعرفة أبعاد الدور الأمريكي في هذه القضية أجرت DW عربية حوارا مع الدبلوماسي الأمريكي السابق نبيل خوري.

DWعربية: لماذا تحركت الولايات المتحدة الأمريكية الآن بالذات في ملف النزاع حول مياه النيل بين مصر وإثيوبيا؟

نبيل خوري: لا شك أن أي صدامٍ محتمل بين مصر وأثيوبيا حول مياه النيل سيكون كارثياً على البلدين، ولذلك منطقياً وإنسانياً يجب أن تكون هناك وساطة سياسية.

أما لماذا تحركت الولايات المتحدة الأمريكية الآن؟ فهذا سؤال مطروح بما أن إدارة ترامب لا تضع الدبلوماسية أولاً في كثير من مشاكلها ومشاكل العالم، وبما أنه ليس لديها على الإطلاق أي رصيد نجاح دبلوماسي.

تعد مشاكل دونالد ترامب الداخلية أيضاً، والنقد القوي الذي يتعرض له، دافعاً آخر، خاصة بعد تخوفاته الأخيرة من توجه الكونغرس لإقالة الرئيس بسبب استغلاله العلاقات الدولية لتحقيق مصالحه الشخصية، سواء كانت سياسية أم مالية.

وبهذا يتساءل المرء عن ماهية اهتمامات ترامب الشخصية في قضية سد النهضة، وما الذي لفت نظره إلى وساطة من هذا النوع، هناك بالطبع فرص استثمار كبيرة، بما أن بناء السد لم ينتهِ بعد، إذ تبلغ تكاليف الاستثمار ما بين تشغيله وإكمال بنائه نحو 5 مليارات دولار، فإن وجدت فرصة للاستثمار فبالطبع سيكون هناك اهتمام "ترامبي".

من ناحية أخرى، قد برز الدور الروسي من خلال القمة الروسية الأفريقية في سوتشي، ونظراً للعلاقة التي تربط بين ترامب وبوتين، فلا يسعنا إلا أن نتساءل، إن كان هناك علاقة بين ما يريد بوتين القيام به، أو ما يفعله ترامب الذي يساند بوتين في أطماعه، كما رأينا في سوريا.

نضيف إلى ذلك تساؤلاً حول الصداقة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وترامب، فنحن لا نعرف إن كان هناك أية صداقة لترامب مع رئيس وزراء أثيوبيا، وبهذا يشكك المرء إن كانت الوساطة متجردة وبناءة، وهل ستكون مصلحة الطرفين أهم من المصلحة الأمريكية؟

للرئيس ترامب دوماً حوافز شخصية، بعضها سياسي، قد يساعده في حملته الانتخابية القادمة، لأنه يرغب بالبروز كبطل للسلام، وقد حاول هذا سابقاً مع كوريا الشمالية ولم ينجح.

وهناك المصلحة المالية، إذ أن إثيوبيا بإمكانها منح دور لشركات أمريكية، ولا أتعجب إن كانت هناك شركة تخص عائلته.

لماذا رفضت أثيوبيا التدخل الدولي سابقاً وتقبل الآن دوراً أمريكيا؟

حصل رئيس وزراء إثيوبيا حديثاً على جائزة نوبل للسلام، ومن المستغرب أن يرجح بعد هذا كفة الحرب على كفة السلام، وأظن أن هذه الجائزة تحفزه أكثر على أن يكون منفتحاً لكل سبل الدبلوماسية، وتدفعه للابتعاد عن لغة التهديد والاستعداد لأي حرب مزمعة.

تاريخياً قبل قدوم إدارة ترامب، كان هناك دور أمريكي ريادي في المفاوضات في العالم، وأعتقد أن رئيس الوزراء الإثيوبي يريد أن يستغل أي فرصة قد تجنبه خوض الحرب، هو في النهاية لن يخسر أي شيء في استعراض الوساطات، وعنده حق قبول أو رفض أي اقتراحات سيتم التوصل إليها.

-هل تسعى الولايات المتحدة للحيلولة دون النفوذ الإيراني في منطقة القرن الإفريقي؟

حتى هذه اللحظة من غير المعروف إن كان هناك دور مباشر لإيران في هذا الموضوع، ولا أعتقد أن هذا سيكون على قائمة أولويات الإدارة الأمريكية، فالموضوع بعيد عن مشاكل إيران في الخليج والشرق الأوسط، ومن الممكن أن تكون على اللائحة ولكن لا أعتقد أنها من أولويات الاهتمام.

هل لإسرائيل دور في تحرك الولايات المتحدة للعب الوسيط في المفاوضات المصرية الإثيوبية، وذلك انطلاقاً من اهتمامها السابق بإثيوبيا ودول النيل الثلاث؟

اهتمامات إسرائيل في إثيوبيا تعود إلى وجود الجالية الإثيوبية في إسرائيل "يهود الفلاشا" والتي هاجرت إلى هناك منذ فترة، ولإسرائيل دوماً اهتمامات اقتصادية وعسكرية، سواء كانت بيع أسلحة وما إلى ذلك، ولكن الآن من غير المعروف إن كان لها دور كبير في هذه المفاوضات، والأيام كفيلة بكشف هذا الدور (إن وُجِد).

ما يجب التركيز عليه هو إذا ما كان هناك أي وعود بين إثيوبيا والبيت الأبيض حول تكملة بناء السد.

وكوني دبلوماسيا أمريكيا سابقا، فأنا فخور بتاريخ الدبلوماسية الأمريكية، ولكن للأسف في ظل الإدارة الحالية، فإن أي تحرك دبلوماسي مشكوك في أمره.

في رأيك هل هناك فرص نجاح لهذه المحادثات؟

أي محادثات، أيَّا كانت، يمكنها أن تؤدي إلى تفاهم بين الطرفين (المصري والإثيوبي)، سواء كانت عبر وساطة روسية أو أمريكية أو أوروبية.

أنغيلا ميركل تحاول الآن لعب دور في الوساطة، وكل هذه الأدوار من الممكن أن تكون مفيدة، لأن أي حرب بين مصر وإثيوبيا غير منطقية تماماً، لأن مسألة المياه هي مسألة تقنية.

إذ على الرغم من حيوية وأهمية المياه للطرفين، إلا أن هناك دوماً سبلاً تقنية لتوزيع المياه بين البلدين بشكل عام، وأعتقد أن التدخل الأوروبي يمكن أن ينجح أكثر من غيره، لأن ليس لأنغيلا ميركل ليست لديها أية مصالح شخصية، وفي العادة فإن التدخل الأوروبي غير منحاز، وبغض النظر عمن سيتدخل ويستفيد فإن فرص حل المشكلة سلمياً هي فرص جيدة.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان