العدل الأوروبية: فرنسا انتهكت حدود تلوث الهواء

لوكسمبورج (د ب أ)

قضت أعلى محكمة في الاتحاد الأوروبي اليوم الخميس بأن فرنسا قد انتهكت بشكل منهجي ومستمر قيود الاتحاد الأوروبي الخاصة بثاني أكسيد النيتروجين، وهو الملوِّث الناتج بشكل أساسي عن عوادم السيارات التي تعمل بزيت الديزل.

ورفعت المفوضية الأوروبية دعوى ضد فرنسا لدى محكمة العدل الأوروبية في عام 2015 لفشل الدولة في الوصول بقيم ثاني أكسيد الكربون إلى مستوى يتماشى مع حدود الاتحاد الأوروبي في 12 منطقة حضرية من بينها باريس ومرسيليا وستراسبورج ونيس.

ويجب على فرنسا الآن الامتثال لهذا الحكم والوفاء بالمعايير على مستوى الاتحاد الأوروبي التي تم تحديدها في عام 2010، وإلا تواجه احتمال فرض غرامات باهظة.

ودفعت باريس بأن البلاد واجهت صعوبات هيكلية تمنعها من تنفيذ قواعد الاتحاد الأوروبي، لكن المحكمة قالت إنه "من غير المهم ما إذا كان الفشل في الوفاء بالالتزامات جاء بشكل متعمد أو نتيجة إهمال ... (أو) صعوبات تقنية أو هيكلية".

وخلص قضاة محكمة العدل الأوروبية التي تتخذ من لوكسمبورج مقرا لها إلى أن فرنسا لم تضع خطة من أجل جودة الهواء "للحد قدر الإمكان" من الانتهاكات المتعلقة بثاني أكسيد النيتروجين .

وقالت وزارة البيئة الفرنسية إن البلاد خفضت عدد المناطق الحضرية التي تنتهك قواعد جودة الهواء الخاصة بالاتحاد الأوروبي من 24 منطقة عام 2000 إلى 11 منطقة عام 2018 .

وأوضحت الوزارة إن فرنسا قد وضعت بالفعل تدابير مثل المكافآت لشراء السيارات والشاحنات الصغيرة التي تعمل بالطاقة الهيدروجينية، والكهربائية وتخطط لاتخاذ مزيد من التدابير بما في ذلك تنفيذ مناطق منخفضة الانبعاثات في 23 منطقة حضرية.

لكن زعيم الخضر الفرنسي يانيك جادوت ندد بما وصفه بأنه "مأساة بالنسبة لنا، وبشكل خاص، مأساة لأطفالنا".

وفي تغريدة على تويتر ومقطع فيديو مصاحب، اتهم عضو البرلمان الأوروبي جادوت الحكومة "بالتسامح بشكل لا يصدق" تجاه شركات صناعة السيارات.

كما رفعت المفوضية الأوروبية دعاوى ضد ألمانيا والمجر وإيطاليا ورومانيا وبريطانيا لدى المحكمة نفسها في عام 2015 بسبب عدم امتثال هذه الدول لمعايير جودة الهواء. ولا تزال الأحكام المتعلقة بالعديد من هذه القضايا معلقة.