إعلان

إثيوبيا على صفيح ساخن.. هل تزعزع الاحتجاجات شعبية آبي أحمد؟

03:09 م الجمعة 25 أكتوبر 2019

رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد

كتبت - إيمان محمود:

لم تمر سوى أيام على فوز رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، بجائزة نوبل للسلام على جهوده لإنهاء النزاع الخارجي الذي خاضته بلاده مع إريتريا، حتى دخل في نزاع داخلي مع ناشط معارض بارز ومن ورائه مئات المُحتجين.

الأسبوع المُنصرم، اندلعت احتجاجات واسعة في مدن إثيوبية عدة، في وجه رئيس الوزراء البالغ من العمر 43 عامًا، بعد أن حاول عدد من أفراد جهاز الأمن اعتقال الناشط السياسي والإعلامي البارز جوهر محمد، مؤسس شبكة أوروميا الإعلامية المعارضة، التي تتخذ من الولايات المتحدة الأمريكية مقرًا لها.

وقالت وكالة الأنباء الفرنسية، إن هذه الانقسامات من شأنها تقويض موقع رئيس الوزراء قبيل الانتخابات المرتقبة في مايو 2020، خاصة بعد تعامل الشرطة مع المُتظاهرين بعنف ومقتل 16 شخصًا على الأقل.

بداية الأزمة

بدأت الأزمة حينما حاولت قوات أمنية اعتقال جوهر، مساء الثلاثاء، عقب اتصال ضابط إثيوبي بعدد من أفراد الحراسة المُكلفين من جانب جهاز الأمن الإثيوبي بحماية جوهر في منزله، ومطالبتهم بـ"التخلي عنه وإخلاء المكان فورًا دون علمه".

غير أن أفراد الحراسة رفضوا الامتثال لتكليف المسؤول الأمني، مبررين ذلك بأن أوامر الإخلاء ليست قانونية ولم تتبع البروتوكولات المعروفة لديهم، وفضلوا البقاء مقررين تحمل تبعات عدم تنفيذ الأوامر العسكرية.

كما سرّب أفراد الحراسة المكالمة الهاتفية لهذا المسؤول لوسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، لتنطلق بعدها مظاهرات غاضبة بالآلاف نحو منزل جوهر وفي عدد من المدن الإثيوبية.

وهتف المتظاهرون، الذين كانوا يرتدون قمصانا مزودة بأغطية للرأس، "جوهر .. جوهر" و "يسقط آبي.. يسقط آبي".

وأكد جوهر محمد عبر حسابه الرسمي على فيسبوك أنّ السلطات سعت لإبعاد موظفي حمايته الشخصية عنه، قائلاً: "المخطط لم يكن يقضي بإيقافي، وإنّما بإبعاد جهاز الحماية عني ليتسنى لهم لاحقاً توجيه جمع من المعتدين نحوي".

وقال جوهر: "لماذا حاولوا إبعاد حرسي الخاص في الليل؟ عندما كانوا يريدون تغيير أفراد حراستي في الماضي كانوا يبلغونني أو يبلغون قائد حرسي. ما الذي تغير؟".

وتدهورت العلاقات خلال الفترة الأخيرة، بين جوهر محمد وآبي أحمد، بعدما انتقد الأول عددًا من إصلاحات رئيس الوزراء، الحائز على جائزة نوبل في 11 أكتوبر الجاري.

وحتى الآن فيما لم يعلق مكتب آبي أحمد على سحب حماية المعارض الإثيوبي، ولم يتضح لماذا تم تطويق منزل جوهر لكن رئيس الوزراء كان حذّرا في كلمة له أمام البرلمان في وقت سابق يوم الثلاثاء، من يملكون وسائل إعلام من إثارة قلاقل.

وقال آبي: "إن بعض الشخصيات من حاملي جوازات السفر الأجنبية يحاولون العبث بالبلاد، في إشارة إلى جوهر الذي يحمل جواز سفر أمريكيًا.

من جانبها، نقلت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية عن صحفي إثيوبي، قوله إن رئيس الوزراء الإثيوبي الحالي متخوف من نفوذ جوهر، وحاول تقليص نفوذه بطرق مختلفة، والحد من حضوره الإعلامي؛ لكنه فشل في ذلك.

وأضاف الصحفي للشرق الأوسط: "هو سياسي محنك، وخطابي مؤثر لدى جموع الناس، ويتمتع بصلات قوية مع قادة الأحزاب السياسية، وبالأخص الكيانات السياسية الأورومية الكبيرة؛ ولهذا سيكون ترشحه أمام آبي انقلاباً في اللعبة السياسية، وإيذاناً بأفول نجم رئيس الوزراء الحالي داخلياً وخارجياً".

من هو جوهر؟

المعارض الإثيوبي جوهر محمد درس العلوم السياسية في كبرى الجامعات الأمريكية، وأقام في الولايات المتحدة تخوفاً من اعتقاله حال عودته للبلاد، في ظل نشاطه السياسي المناهض لأنظمة الحكم السابقة لآبي أحمد، ودعواته المتكررة للمتظاهرين للخروج ضد السلطة.

وبعدما التقى رئيس الوزراء الإثيوبي خلال زيارته لأمريكا، ووعد الأخير له بعدم التعرض له والترحيب به في البلاد، عاد إلى وطنه، حيث استقبل كالبطل في أغسطس من العام الماضي، بعد تعزيز مسار الإصلاح الذي انتهجه آبي أحمد.

وينتمي جوهر إلى قومية الأورومو التي تمثل أكبر عرقية في البلاد، والتي ينتسب إليها آبي أيضًا، كما يملك حضوراً فاعلاً على وسائل التواصل الاجتماعي حيث يتابع حسابه على فيسبوك نحو 1.75 مليون شخص ما يبرز قدرته على الحشد السريع للمظاهرات.

وعلى مدار سنوات الإقامة في الولايات المتحدة، أسس الناشط الإثيوبي شبكة أوروميا الإعلامية وحصل على دعم من الجالية الأورومية هناك، ودعا لمظاهرات في كُل أنحاء إثيوبيا، كما عمل على بناء شبكة تواصل فعّالة بين الشباب جميع محافظات إقليم أوروميا، بحسب صحيفة الشرق الأوسط.

وأنشأ جوهر كذلك العديد من المنظمات الشبابية التي تعنى بالشأن النضالي للشعب الأورومي وقاد العديد من المظاهرات أمام جمعيات الأمم المتحدة في جنيف احتجاجاً على سياسات الحكومة الإثيوبية السابقة.

قتلى

صباح الجمعة، أعلنت منظمة العفو الدولية، مقتل 16 شخصًا على الأقل في أحداث العنف التي اندلعت في إثيوبيا مع خروج تظاهرات مناهضة لرئيس الوزراء الحائز على جائزة نوبل للسلام أبيي أحمد، وفق ما أفاد باحث لدى منظمة العفو الدولية.

وقال فيسيها تيكلي لفرانس برس "حتى الآن، تأكدنا من مقتل 16 شخصًا لكن يتوقع أن يكون العدد أكبر مع ورود تقارير جديدة لم نتأكد من صحتها بعد".

وأضاف تيكلي أن العنف شمل حوادث إطلاق نار من قبل قوات الأمن على المتظاهرين لكن الأحداث بدأت تتحول بشكل متزايد إلى اشتباكات عرقية ودينية.

وأكد: "خسر بعض الأشخاص حياتهم بسبب "تعرضهم للضرب بالعصي والسواطير" بينما أُحرقت بعض المنازل. استخدم الناس حتى الرصاص والأسلحة الخفيفة في مواجهة بعضهم البعض".

وفي إشارة إلى استمرار الاحتجاجات المناهضة لآبي أحمد، قال: "لا أملك تفاصيل التطورات الأخيرة التي حدثت خلال الليل لكن لا يوجد مؤشر على أنها قد تخف".

فيما قالت وسائل إعلامية عامة الخميس، إن إطلاق النار من قبل الشرطة لتفريق احتجاجات في أداما، في جنوب-شرق أديس أبابا، أدى إلى مقتل شخصين وجرح 50 آخرين، في وقت سافر فيه رئيس الوزراء إلى روسيا لحضور القمة الروسية الأفريقية المنعقدة في سوتشي.

وقال قائد شرطة هذه مدينة أداما الواقعة في إقليم أوروميا، ديجين موليتا لوكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية، إن المظاهرات تسببت بخسائر مادية جسيمة"، لكنه لم يوضح أسباب مقتل وجرح الضحايا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان