العراق: ارتفاع عدد القتلى والسيستاني يدعو إلى التهدئة
بغداد (وكالات)
قتل أربعة متظاهرين الجمعة بالرصاص الحي وأصيب 18 آخرون بجروح في مدينة الناصرية بجنوب العراق، حيث أحرق متظاهرون مبنى المحافظة إثر استئناف الاحتجاجات المناهضة للحكومة، بحسب مصادر أمنية وطبية.
وهذه هي المرة الأولى التي يسجل فيها استخدام للرصاص الحي منذ مساء الخميس، حيث استؤنفت الاحتجاجات التي أسفرت مطلع الشهر الحالي عن مقتل 157 شخصاً، غالبيتهم بالرصاص الحي. وقتل متظاهران في بغداد خلال النهار، بعدما أصيبا بقنابل مسيلة للدموع في الوجه.
وقالت مصادر بالشرطة لوكالة رويترز إن ما لا يقل عن 3000 متظاهر اقتحموا مقراً حكومياً في مدينة الناصرية بجنوب العراق وأشعلوا النار فيه.
وذكر مصدران أمنيان أن ستة محتجين أصيبوا في مدينة العمارة في محافظة ميسان في جنوب البلاد، بعدما فتح حراس مكتب جماعة "عصائب أهل الحق" الشيعية بالمدينة النار عليهم. وأضاف المصدران أن المحتجين كانوا يحاولوا إشعال النار في المكتب.
وأشارت مصادر بالشرطة إلى أن متظاهرين أضرموا النار في مكاتب تابعة لحزب سياسي شيعي وجماعة شيعية مسلحة في محافظة المثنى بجنوب العراق. وأشعل المحتجون النيران في مقر حزب "تيار الحكمة" وجماعة "عصائب أهل الحق" في وسط مدينة السماوة. وحاولت قوات الأمن تفريق المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع.
من جهتها، أعلنت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق أنها وثقت وفاة متظاهرين اثنين اختناقاً بالإضافة إلى إصابة 974 آخرين في الاحتجاجات التي تشهدها بغداد وعدد من المحافظات الجنوبية في العراق.
السيستاني يدعو إلى الحفاظ على السلمية
من جانبه، دعا الزعيم الأعلى لشيعة العراق، آية الله العظمى علي السيستاني، المحتجين وقوات الأمن على الحفاظ على سلمية الاحتجاجات المناهضة للحكومة. وقال السيستاني عبر ممثل له خلال خطبة ألقاها في مدينة كربلاء: "الإصلاح الحقيقي والتغيير المنشود لإدارة البلد ينبغي أن يكون بالطرق السلمية".
وأضاف السيستاني، الذي نادراً ما يدلي برأيه في السياسة باستثناء في أوقات الأزمات، أن قوات الأمن ينبغي ألا تسمح بمهاجمة الممتلكات العامة والخاصة. وتابع بيان السيستاني: "تأكيد المرجعية الدينية على ضرورة أن تكون التظاهرات الاحتجاجية سلمية خالية من العنف لا ينطلق فقط من اهتمامها بإبعاد الأذى عن أبنائها المتظاهرين والعناصر الأمنية، بل ينطلق أيضاً من حرصها البالغ على مستقبل هذا البلد الذي يعاني من تعقيدات كثيرة يخشى معها من أن ينزلق بالعنف والعنف المقابل إلى الفوضى والخراب".
وذكر السيستاني أن "هناك العديد من الإصلاحات التي تتفق عليها كلمة العراقيين وطالما طالبوا بها"، مضيفاً أن "أهمها مكافحة الفساد واتباع آليات واضحة وصارمة لملاحقة الفاسدين واسترجاع أموال الشعب منهم، ورعاية العدالة الاجتماعية في توزيع ثروات البلد (...) واتخاذ إجراءات مشددة لحصر السلاح بيد الدولة، والوقوف بحزم أمام التدخلات الخارجية في شؤون البلد".
واجتاحت الاحتجاجات المناهضة للحكومة أنحاء العراق الجمعة، حيث يطالب المحتجون باستقالة الحكومة والقضاء على الفساد.
فيديو قد يعجبك: