مجلة أمريكية: بوتين يُحقق حلمه في أفريقيا
كتبت- هدى الشيمي:
حقق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العديد من الانتصارات خلال الفترة الأخيرة الماضية، خاصة وأنه اقترب من تحقيق هدفه الرئيسي المُتمثل في توسيع نفوذ موسكو الجيوسياسي.
عقد الرئيس الروسي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان اجتماعًا، الأسبوع الماضي، يسمح لأنقرة وموسكو بالإشراف العسكري على المنطقة الحدودية شمال سوريا، كما أنه يخدم مصالح الرئيس السوري بشار الأسد، حليف بوتين المُقرب، وساعد على تعزيز موقفه.
قالت مجلة فورين بوليسي، في تحليل نشرته على موقعها الإلكتروني، إن بوتين تمكن خلال الأيام الماضية، من استغلال كل الفرص المُتاحة أمامها حتى تحل محل واشنطن كلاعب رئيسي في سوريا، علاوة على تعزيز مكانتها كوسيط قوة في الشرق الأوسط.
وفي الوقت نفسه، أشارت المجلة الأمريكية إلى أن بوتين يعمل على تعزيز وجوده على جبهة جيوسياسية أخرى، وهي أفريقيا. استضاف الرئيس الروسي، يومي الأربعاء والخميس، الزعماء الأفارقة في القمة الاقتصادية الأفريقية- الروسية الأولى التي اُقيمت في مدينة سوتشي، المُطلة على البحر الأسود، في محاولة لإحياء العلاقات القديمة التي انشأها الاتحاد السوفيتي مع القارة السمراء.
ذكرت المجلة الأمريكية أن موسكو أرسلت شحنات أسلحة من الجزائر وحتى موزمبيق، وساعدت زعماء الدول على النجاة من خلال بعض الاستراتيجيات، ونشرت المقاولين العسكريين، وتابعت مشاريع الموارد الطبيعية في جميع أنحاء أفريقيا.
"أرض خصبة"
ورغم أن أفريقيا ليست من أولويات موسكو في سياستها الخارجية، إلا أن الكرملين يعتبرها أرضًا خصبة لتعميق العلاقات مع الشركاء القدامى والحدد، حسب فورين بوليسي.
قال جوزيف سيجل، مدير الأبحاث في مركز الدراسات الاستراتيجية بجامعة الدفاع الوطني، إن ما تفعله روسيا في افريقيا عبارة عن طريقة منخفضة التكلفة وعالية المستوى لتعزيز مكانتها هناك كقوة عالمية.
ذكرت فورين بوليسي أن الاتحاد السوفيتي كان القوة المُهيمنة في موسكو إبان الحرب الباردة، واستغل الإرث الاستعماري الغربي لدعم حركات الاستقلال وتعزيز نفوذه فيها، وكسب دعم السكان والنخب السياسية على حد السواء.
إلا أن الأمور تغيرت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، إذ ضعفت الروابط بين روسيا والدول الافريقية، ولكن في الوقت نفسه استمر دعم موسكو للعديد من دول القارة السمراء.
مواجهة العزلة الغربية
قالت فورين بوليسي إن هناك تحولاً كبيرًا في موقف روسيا بالمنطقة في جميع أنحاء العالم، فبعد ضم موسكو لشبه جزيرة القرم في عام 2014، وتدخلها العسكري في شرق أوكرانيا، فرض عليها الغرب عقوبات اقتصادية، وحاول عزلها والضغط عليها لتغيير سلوكها، إلا أنها لم تيأس وحاولت التغلب على هذه العزلة من خلال ايجاد فرص جديدة في جميع أنحاء العالم.
كما هو الأمر في الشرق الأوسط، أوضحت المجلة أن عودة روسيا إلى أفريقيا عززها تراجع الاهتمام الأمريكي بالقارة بأكملها، والذي زاد بعد وصول ترامب إلى الرئاسة.
ولفتت فورين بوليسي إلى أن العاملين في إدارة ترامب، وخاصة مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون، لم يهتموا كثيرًا بمشاكل الدول الأفريقية، وركزوا اهتمامهم على احتواء التأثير الصيني والروسي.
فيديو قد يعجبك: