إعلان

"سيناريوهات الحرب النووية".. متى تقرر إسرائيل استخدام ترسانتها؟

05:32 م السبت 26 أكتوبر 2019

محطة ديمونا النووية الإسرائيلية

كتبت – إيمان محمود
منذ سبعينيات القرن الماضي، حافظت إسرائيل على رادع نووي من أجل الحفاظ على توازن قوتها مع جيرانها العرب، عن طريق ترسانتها النووية التي وصفتها مجلة "ناشونال إنترست" بأنها الأسوأ في العلاقات الدولية.

وقالت المجلة، إن الحكومة الإسرائيلية لم تفكر يومًا في استخدام هذه الأسلحة، رغم ما عاشته من لحظات خوف خلال حرب أكتوبر 1973، التي خاضتها ضد مصر وسوريا.

وأضافت أن السيناريو الأكثر وضوحا لإسرائيل لكي تستخدم أسلحتها النووية؛ سيكون ردًا على هجوم نووي أجنبي.

واستطردت: "دفاعات إسرائيل الصاروخية، والدفاعات الجوية، وأنظمة إيصالها معقدة للغاية لدرجة يصعب معها تصور سيناريو تستطيع من خلاله أي دولة أخرى غير إحدى القوى النووية الكبرى إدارة الضربة الأولى لنزع السلاح. وبالتالي، من المؤكد أن يتحمل أي مهاجم انتقامًا كبيرًا، في وقت قصير".

وتتمثل أهداف إسرائيل في تدمير القدرة العسكرية لأي عدو -وهنا طرحت المجلة مثالا بإيران التي تُعد العدو الأكبر للاحتلال- وكذلك إرسال رسالة مفادها أن "أي هجوم نووي ضد إسرائيل سيواجه ردًا كارثيًا لا يمكن تصوره"، على تعبير المجلة.

وتساءلت المجلة: "لماذا قد تبدأ إسرائيل في حرب نووية؟"

استباقية النووية
وقال المجلة: "إذا بدت قوة معادية - دعنا نقول إيران - على وشك توصيل الأجهزة النووية مع الأنظمة اللازمة، فيمكن أن تفكر إسرائيل في هجوم نووي وقائي".

في حالة إيران، تخيلت المجلة السيناريو الممكن حدوثه، وهو أن تقصف إسرائيل قصفًا عاديًا لكنه عنيفًا بشكل كاف لتدمير البرنامج النووي الإيراني أو تعطيله، وفي مثل هذا السيناريو، يُرجح أن يغيب التدخل المباشر للولايات المتحدة، وهو ما قد يدفع إسرائيل للقيام بهجوم نووي محدود ضد المنشآت الإيرانية.

وبالنظر إلى افتقار إيران إلى دفاعات صاروخية كبيرة، رجّحت المجلة أن تطلق صواريخها الباليستية طويلة المدى من أريحا هجوما من الممكن أن يقتصر على أهداف مرتبطة تحديداً بالبرنامج النووي الإيراني، وبعيداً عن المناطق المدنية.

وترى المجلة أن إسرائيل ستستغل فرصة كسرها المُحرمات الدولية، لتستهدف منشآت وقواعد عسكرية أخرى للهجوم، مع تقييد هذا الاستخدام النووي قدر المستطاع.

وتساءلت المجلة "هل ستنجح؟"، مؤكدة في إجابتها أن الأسلحة النووية من شأنها أن تتسبب في أضرار أكبر مما يمكن أن تفعله معظم الهجمات التقليدية التي يمكن تخيلها، كما أنها تنقل مستوى من الخطورة قد يفاجئ حتى الإيرانيين.

ومن ناحية أخرى، رجحت المجلة أن يزيد استخدام إسرائيل للأسلحة النووية، اهتمام الجميع في المنطقة، وربما في جميع أنحاء العالم، بتطوير ترساناتهم النووية.

نقل الفكرة النووية
قالت المجلة إن أحد أهم مخاوف إسرائيل هو نقل فكرة القوة النووية إلى "إيران، وباكستان، أو كوريا الشمالية"، والتي قد تعطي أو تبيع سلاحًا نوويًا إلى منظمة غير حكومية، مثل حركة حماس الفلسطينية أو حزب الله اللبناني أو جماعة أخرى يكون من الصعب ردعها أكثر من دولة قومية تقليدية.

وأضافت أنه إذا في حال حصلت أي منظمة غير حكومية على سلاح نووي، إما ستستخدمه ضد إسرائيل على الفور، أو ستتفاوض لتجبرها على تقديم تنازلات لا تريد الحكومة الإسرائيلية تقديمها.

وفي مثل هذا السيناريو، قد تفكر إسرائيل جيدًا في استخدام الأسلحة النووية لمنع نقل الأسلحة النووية أو تدميرها بعد تسليمها، وهو الأمر الذي يعتمد على الوصول إلى معلومات استخبارية ممتازة، ولكن من الصعب أن تتمكن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية من توفير مثل هذه البيانات.

هزيمة تقليدية
ترى المجلة أن أصول فكرة البرنامج النووي الإسرائيلي، تكمن في الخوف من أن الدول العربية ستطور قوتها العسكرية بشكل يمكن استخدامه ضدها لاحقًا، وهو ما اقترب من الحدوث في السادس من أكتوبر، حينما استعادت الجيش المصري أرض سيناء، وتقدم الجيش السوري إلى مرتفعات الجولان.

وقالت المجلة: "لا تزال الروايات حول مدى جدية إسرائيل التي ناقشتها باستخدام الأسلحة النووية خلال تلك الحرب غامضة، ولكن لا شك في أن إسرائيل يمكن أن تفكر في استخدام أسلحتها القوية إذا كان التوازن التقليدي يميل لغير صالحها بشكل حاسم".

وحول كيفية حدوث ذلك، قالت المجلة إن هناك سيناريوهات عدة ينطوي معظمها على زيادة العداء بين إسرائيل وجيرانها.

وأشارت إلى أن إسرائيل تمتلك حاليًا مزايا عسكرية ساحقة، لكن هذه المزايا تعتمد إلى حد ما على بيئة استراتيجية إقليمية مواتية، فيما يمكن أن تترك التحولات السياسية دولة الاحتلال معزولة دبلوماسيًا، أو عرضة للهجوم.

وفي مثل هذه الحالة "ستظل الأسلحة النووية جزءًا من مجموعة الأدوات الهامة لضمان بقاءها"، على حد تعبير المجلة.

الخلاصة
ختمت المجلة بقولها: "من غير المُحتمل، بل يكاد يكون من المستحيل، أن تبدأ إسرائيل باستخدام الأسلحة النووية في نزاع مستقبلي، وأفضل طريقة لمنع حدوث ذلك هي الحدّ من الأسباب التي قد تتسبب في ذلك، أي منع المزيد من انتشار الأسلحة النووية".

واستطردت: "إذا استخدمت إسرائيل الأسلحة النووية في أي وقت بغضب، فستعيد كتابة الهيكل الدبلوماسي والأمني في الشرق الأوسط".

فيديو قد يعجبك: