لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

فجوة سوالكي.. "حصان طروادة" المحتمل للحرب الروسية على الغرب

07:53 م السبت 26 أكتوبر 2019

أرشيفية

كتب - محمد عطايا:

أجرت روسيا، نهاية سبتمبر الماضي، مناورات عسكرية مع بيلاروسيا، بمشاركة عدد كبير من القوات في كلا الجانبين، وصل قوامها 12 ألف جندي، و950 مركبة مدرعة.

لم تكن تلك التدريبات في حد ذاتها مقلقة لحلف شمال الأطلسي "ناتو"، العدو التقليدي للدب الروسي، ولكن مكان إقامة تلك التدريبات وتحرك الجيش الروسي بعدها إلى مناطق حدودية بين بولندا وليتوانيا، خاصة بالقرب من ممر حيوي يُدعى "فجوة سوالكي"، هو ما شكل أزمة وذعرًا، وفق ما نقل موقع "ديلي بيست".

في 3 أكتوبر، شوهدت القوات العسكرية الروسية على طريق سريع حدودي مع بيلاروسيا وبولندا وليتوانيا، بالقرب من فجوة سوالكي، وهو المكان -بحسب ديلي بيست- الذي يمكن أن تبدأ موسكو الحرب منه على أمريكا وحلفائها في الناتو.

تقع فجوة سوالكي بين بولندا وليتوانيا، العضوتين في الناتو، على حدود تبلغ 40 ميلاً تقريبًا، وتفصل روسيا عن الدولتين كالينيجراد.

ذكر الموقع الأمريكي أنه إذا أصبحت الحرب الباردة الجديدة "ساخنة"، فقد تكون منطقة فجوة سوالكي، هي المكان الذي يبدأ منه القتال. وبالنسبة لحلف الناتو، تعد تلك المنطقة مشكلة كبرى، فهي على التحديد -بحسب ديلي بيست- تقع على الحدود الإقليمية للحلف، وتتركز بها بعض قواته إلا أن العتاد الروسي في كالينينجراد أكثر قوة وكثافة.

وأوضح بن هودجز ويانوش بوجاجسكي وبيتر دوران، في تقرير صدر عام 2018 لمركز السياسة الأوروبية: "أن فجوة سوالكي هي المكان الذي تتلاقى فيه نقاط الضعف العديدة في استراتيجية الناتو".

مع 29 دولة عضوًا بما في ذلك الولايات المتحدة، يمتلك الناتو قوة عسكرية أكبر بكثير من روسيا، إلا أن العديد من احتياطيات قوات حلف شمال الأطلسي من القوات والدبابات تقع على مئات أو حتى آلاف الأميال من ساحات القتال المحتملة مثل فجوة سوالكي، بينما عملت روسيا على وضع قواتها وعرباتها في المنطقة العسكرية الغربية، على بعد مسافة قصيرة من "سوالكي".

وبحسب الموقع الأمريكي، فإن أماكن تمركز القوات يرجح بشكل كبير فرصة الفوز بالضربة العسكرية الأولى، ويمهد للاجتياح العسكري، مؤكدًا أنه خلال أي مواجهة مستقبلية من ناحية "سوالكي"، ستُصب النتيجة في صالح روسيا.

في عامي 2014 و2015، أكد مركز أبحاث "راند"، في كاليفورنيا، أن الروس قادرين على تعبئة 25 كتيبة - حوالي 10000 من القوات البرية -في وقت قصير للغاية- في الوقت الذي سيحشد الناتو حوالي 17 كتيبة فقط تضم 6800 جندي.

وأوضح التقرير الذي أصدره مركز الأبحاث الأمريكي، أن كل كتيبة يمكن أن تستدعيها روسيا للهجوم، تمتلك عربات مصفحة، بما في ذلك الدبابات الثقيلة، بينما لن يتمكن الناتو من أن تتسلح بنفس القوة.

وأكد "ديلي بيست"، أن أكبر سلاح هجومي يتملكه الناتو خلال تعبئة قواته قرب "فجوة سوالكي"، هو مدفع يبلغ قطره 30 مم، بينما مدافع الدبابات الروسية قطرها 125 ملم مع قوة تفجير أكبر.

وأوضح أن روسيا تفكر حاليًا في السيطرة على منطقة "فجوة سوالكي"، حتى وأن كان الثمن بدء قتال مع القوى الغربية، لافتًا إلى أن الاستيلاء على تلك المنطقة يمكنها من فصل بولندا وليتوانيا عن باقي دول الحلف.

وقالت أجنيا جريجاس، عالمة سياسية أمريكية من أصل ليتواني، لـ"ديلي بيست"، إن روسيا لن تبدأ حملة عسكرية للسيطرة على "سوالكي" وحسب، ولكنها أيضًا ستعمل على تأمين تلك المنطقة بشكل قوي للغاية. وأضافت جريجاس: "على الناتو أن يراقب ليس فقط التكتل الروسي في كالينينجراد وبيلاروسيا، ولكن أيضًا في سوالكي".

أكد الموقع الأمريكي أن روسيا قد تستفيد من الخلاف والتوتر بين ليتوانيا وبولندا، ورفض الجانبين تبادل المعلومات، ومن ثم نشر موسكو قوات لها في المنطقة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان