قتل على بعد 5 كيلومترات.. لماذا حاول البغدادي الهروب من ناحية تركيا؟
كتب – محمد عطايا:
صباح يوم الأحد، أعلنت وسائل إعلام أمريكية، نقلًا عن مصادر عسكرية، مقتل أبو بكر البغدادي، الإرهابي رقم واحد في العالم، وزعيم تنظيم داعش الإرهابي.
أكدت الولايات المتحدة بشكل رسمي، نبأ مقتل البغدادي على لسان الرئيس دونالد ترامب، الذي أكد أن بلاده توصلت إلى النتيجة بعد 15 دقيقة فقط من تحليل الحمض النووي.
بحسب الرواية الأمريكية، نفذت الولايات المتحدة العملية العسكرية ضد البغدادي في بلدة باريشيا، غرب محافظة إدلب السورية.
قصفت المقاتلات الأمريكية مواقع تواجد بها زعيم داعش الإرهابي، ما جعلت البغدادي يلوذ بالفرار من مخبأه، ويحاول الهرب إلى تركيا.
تمكنت الولايات المتحدة من تعقب البغدادي، حتى اختبأ الأخير في نفق ليفجر نفسه مع زوجتيه و3 من أطفاله، وكان يفصل بينه وبين حدود تركيا، 5 كيلومترات فقط.
لماذا حاول الهروب لتركيا؟
تعد إدلب محافظة استراتيجية ومهمة للغاية، نظرًا لأنها تقع على البوابة الشمالية لسوريا التي تطل منها على تركيا وأوروبا.
يتواجد في المحافظة عدد كبير من التنظيمات الإرهابية، مثل بقايا داعش، وجبهة النصرة التي أعلنت انضمامها إلى هيئة تحرير الشام، فضلًا عن تمركز بعض فصائل المعارضة، والقوات العاملة مع الحكومة التركية مباشرة.
توجه البغدادي خلال الأيام الماضية إلى إدلب، لأنه يعلم جيدًا أن تلك المنطقة يتواجد بها العديد من التنظيمات المقاتلة التي ترحب وتتعاون مع داعش، وفي الوقت ذاته يتحالف بعضها مع أنقرة، ويسمح لأغلبها الدخول والخروج بسهولة من وإلى تركيا، وذلك وفقًا لريزان حدو، المستشار الإعلامي السابق لوحدات حماية الشعب الكردية.
وقال في تصريحات لمصراوي، إن القوات الموالية لتركيا تتواجد بكثافة في إدلب، وتتعاون بشكل كبير مع التنظيمات المتطرفة والإرهابية، مثل النصرة وداعش، ومن ثم لا يستبعد أن يكون للبغدادي وهو زعيم أكبر تنظيم إرهابي، تلقى بعض المساعدات من تركيا والتنظيمات في الداخل التي تساعد على تهريبه.
قائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، أكد أن قواته كانت تراقب البغدادي منذ فترة، وعلمت بوجوده في سوريا، وأبلغت الولايات المتحدة.
وأضاف "لقد كانت العملية نتاج 5 أشهر من العمل المشترك والتنسيق مع الاستخبارات الأمريكية، لكنها اُجلت بسبب العدوان التركي على شمال سوريا.
فيما ترى إيرينا تسوكرمان، الخبيرة الأمريكية في الشؤون الأمنية، أن البغدادي يعرف الطريق جيدًا في سوريا، وأن المدينة التي تواجد بها (إدلب) هي منطقة حدودية وقريبة جدًا من تركيا.
وأضافت في تصريحات لمصراوي، أن المدينة السورية المحاصرة حاليًا من القوات الحكومية، وممتلئة عن أخرها بالتنظيمات الإرهابية مثل داعش وجهة النصرة وهيئة تحرير الشام، جميعها يحظى بدعم من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يسهل للعديد من قادة تلك التنظيمات الإقامة في بلاده هربًا من القصف الروسي والسوري.
وأكدت الخبيرة الأمريكية، أن تواجد البغدادي في سوريا كان لهدف معين، إلا أنه ارتكب خطأه الأكبر بالسفر في تلك الفترة، نظرًا لاعتقاده أن العدوان التركي على سوريا، والانسحاب الأمريكي من المنطقة، سيجعل الجميع مشغولًا عن مراقبته، إلا أنه كان مخطأً، فمخابرات 4 دول تمكنت من تعقبه بشكل ناجح.
واسطردت تسوكرمان، أن الهرب في العمق، والتوغل تجاه ريف دمشق سيجعله يصطدم بالميليشيات الشيعية العاملة لصالح طهران، والجيش الوطني السوري، وهما ألد الأعداء لداعش، فكان تفكيره السريع هو الخروج من ناحية تركيا.
فيديو قد يعجبك: