إعلان

هل تنكسر شوكة داعش بعد مقتل البغدادي؟

10:40 م الأحد 27 أكتوبر 2019

عناصر من تنظيم داعش

كتب – إيمان محمود

على مدى سنوات من المطاردة، حاولت الولايات المتحدة الأمريكية باستخباراتها ووكلائها في سوريا والعراق، البحث والقضاء على أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش الإرهابي الذي برع في التخفي والفرار، حتى حاصرته قوات دلتا الأمريكية، صباح اليوم، قبل أن يقرر تفجير نفسه بسترته الناسفة، مع أطفاله ومساعديه.

وبعد ساعات من ترقب تأكيد نبأ مقتل رجل داعش الأول، أكدت الولايات المتحدة بشكل رسمي، مقتل البغدادي على لسان الرئيس دونالد ترامب، موضحًا أنه تم التعرف على هوية البغدادي من خلال نتائج اختبارات الحمض النووي التي أُجريت بعد الغارة.

انتهت حياة البغدادي، ليترك وراءه عشرات الأسئلة حول مستقبل التنظيم وعناصره سواء في سوريا والعراق –منشأ الدولة الإسلامية المزعومة- أو في بقاع العالم التي انضم على أرضها مئات المقاتلين لفكرة البغدادي.

أحمد كامل، الخبير في الإسلام السياسي والباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ربط مُستقبل التنظيم بمَن سيخلف أبو بكر البغدادي في زعامته، وهل ستكون مواصفاته قريبة من مواصفات البغدادي.

وأوضح كامل في تصريحات لمصراوي، إن مواصفات خليفة البغدادي، ستحدد بشكل كبير كيفية إعادة تمساك وبناء تنظيم داعش مرة أخرى، موضحًا أن أكثر الأسماء ترجيحًا لخلافة البغدادي، هو مازن نهيري المعروف باسم أبو صفاء الرفاعي، وهو رجل الاستخبارات المسؤول عن أمن التنظيم والذي كان ضابطًا برتبة عقيد في الجيش العراقي حتى عام 2003، والذي أدى أدوار البغدادي في أثناء إصابته عام 2016.

وقال كامل، إن أبو صفاء الرفاعي يمتلك قدرات عسكرية وتكتيكية، وهو ضمن أهل البيعة "أهل الحل والعقد"؛ المجموعة الرئيسية التي كانت تدير شؤون التنظيم مع البغدادي، والتي كانت مكونة من خمسة أسماء من ضمنهم البغدادي.

في الحديث عن فرع التنظيم في سوريا والعراق على الأخص، أو ما يُسمى بالتنظيم البغدادي، قال إنه بعض سقوط الباغوز أصبح الحالة الرمزية لسوريا والعراق ضعيفة.

وتم تحرير بلدة الباغوز الواقعة شرقي سوريا، في مارس الماضي، بعد أن كثّفت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة هجومها على أفراد التنظيم، فقتل عدد كبير منهم واستسلم آخرون، الأمر الذي أثّر بشكل كبير على التنظيم في آخر بقاعه بالأراضي السورية.

لكن مع إعلان هزيمة داعش في سوريا والعراق، أشار كامل إلى أن هناك ما يقرب من 14 فرعًا للتنظيم على مستوى العالم، يبدأ من غرب أفريقيا إلى وسط أفريقيا على حدود الكونغو وموزمبيق وصولاً إلى ولاية الهند وشرق آسيا.

وأكد أن مهمة الخليفة الجديد في لملمة المقاتلين تنحصر في سوريا والعراق فقط، أما بقية الأفرع لاتزال موجودة بقياداتها التنظيمية وأعضائها؛ كفرغ غرب أفريقيا (بوكو حرام سابقًا)، وهو واحد من أهم الأفرع والأكثر نشاطًا، وفرع خُرسان في وسط آسيا، وفرع أفغانستان وفرع كشمير وفرع الهند وفرع الكونغو، "كلها قائمة بالفعل وتقوم بعمليات متعددة وبشكل يومي".

وخلال العامين 2014-2015، بايع عدد كبير من الجاماعات الإرهابية حول العالم تنظيم داعش الإرهابي، من بينهم مجلس شورى شباب الإسلام (الدولة الإسلامية في درنة الليبية)، ولواء أحرار السنة في بعلبك اللبنانية، و حركات إندونيسية متطرفة على رأسها منتدى نشطاء الشريعة الإسلامية وحركة الإصلاح الإسلامية، وجماعة أنصار الشريعة في تونس، وجماعة أبو سياف في الفلبين، وغيرهم.

ايرينا تسوكرمان، الخبيرة الأمريكية في الشؤون الأمنية، تعتقد أن يستخدم داعش أسلوب المنظمات الإرهابية التي تتحول دائمًا وتتطور لتبقى موجودة، مُرجحة أن يوحّد التنظيم صفوفه مع مجموعات أخرى تحت مظلة داعش.

وقالت تسوكرمان في تصريحات لمصراوي، إن داعش سيرغب في الفترة المقبلة تجنب الكثير من التوتر مع الجماعات المختلفة، وسيركز أكثر في تأسيس بنية أكثر تنظيمًا.

وأضافت أن مُستقبل داعش سيكون كنموذج حزب الله وغيره من الجماعات المماثلة التي تشبهه في الهيكل والاستراتيجية.

وأوضحت تسوكرمان أن داعش سيحاول بعد مقتل زعيمه، أن يبحث عن وسيلة ليحافظ على تماسكه ويصبح أكثر احترافية، لكنه في الوقت ذاته سيعمل بمرونة كالجماعات الصغيرة شبه العسكرية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان