حظر تجوال وانقطاع للإنترنت وحرق علم إيران.. ماذا يحدث في العراق؟ (صور)

كتبت- إيمان محمود:

يشهد العراق منذ 3 أيام احتجاجات غاضبة اجتاحت أغلب محافظات البلد الذي يُعد من أعلى الدول في مُعدلات الفساد المالي والإداري، للمطالبة بتغيير الحكومة ومحاربة الفساد وحلّ أزمة البطالة المتفشية منذ سنوات وتحسين الخدمات.

واندلعت الاحتجاجات السلمية يوم الثلاثاء الماضي، مع أكثر من ألف شخص توجهوا نحو ساحة التحرير وسط بغداد، عندما بدأت الشرطة بإلقاء القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، ما أدى إلى تعرض البعض لمشاكل في التنفس.

وانتشرت المواجهات في سبع محافظات أخرى على الأقل في البلاد، وخرج في مدينة البصرة حوالي 3 آلاف مُحتج، مساء الأربعاء.

وأقدم المتظاهرون في أحياء عدة من بغداد، على إشعال إطارات وقطع طرق رئيسية، ما أدى إلى شلّ حركة المرور.

كما أحرق المتظاهرون خلال الاحتجاجات أعلام إيران تعبيرًا عن رفضهم تدخلها في شؤون العراق الداخلية.

فيما سعى المحتجون، الذين يواجهون القوات الأمنية وجهًا لوجه، للسير نحو ساحة التحرير في وسط العاصمة العراقية بغداد، التي تعتبر نقطة انطلاق تقليدية للتظاهرات في المدينة، ويفصلها عن المنطقة الخضراء جسر الجمهورية.

وبعد مقتل متظاهرين اثنين على يد الشرطة، يوم الثلاثاء، دعا الرئيس العراقي برهم صالح، قوات الأمن إلى ضبط النفس.

وقال صالح على حسابه الرسمي عبر تويتر: إن "التظاهر السلمي حق دستوري أبناؤنا في القوات الأمنية مكلفون بحماية حقوق المواطنين"، مضيفًا: "أبناؤنا شباب العراق يتطلعون إلى الإصلاح وفرص العمل، واجبنا تلبية هذه الاستحقاقات المشروعة".

الضحايا

نقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول محلي في العراق قوله إن عدد القتلى ارتفع اليوم الخميس إلى 18 قتيلًا.

وأفادت بمقتل 11 شخصًا في محافظة ذي قار، وكبرى مدنها الناصرية، التي تبعد 300 كيلومتر جنوب بغداد، منذ الثلاثاء، بينهم شرطي.

وقُتِل 4 متظاهرين آخرين في مدينة العمارة، كبرى مدن محافظة ميسان، إضافة إلى متظاهرين اثنين في بغداد وآخرين في الكوت بشرق البلاد، وفق المصدر نفسه، فيما أصيب أكثر من 600 شخص بجروح في أنحاء البلاد.

وفي وقت سابق الخميس، أعلن عضو مجلس المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق علي البياتي، سقوط 13 قتيلًا بينهم رجل أمن و708 جرحى جراء المظاهرات.

وصرّح البياتي لوكالة الأنباء الألمانية،بأن قتيلين سقطا في بغداد و7 في الناصرية بينهم رجل أمن، وقتيلين في محافظة واسط، وقتيلين في محافظة ميسان، مشيرًا إلى أن هناك 10 جرحى حالتهم حرجة في محافظة ميسان.

ولفت إلى اعتقال 132 شخصا معظمهم تم الإفراج عنهم.

حظر تجوال

بعد خروج الاحتجاجات عن السيطرة، أعلن رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، فرض حظر للتجول في بغداد اعتبارًا من فجر اليوم الخميس، لحين إشعار آخر، وذلك بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء العراقية (نينا).

وقال عبدالمهدي في بيان "منع التجول التام في بغداد من الساعة الخامسة صباح يوم الخميس وحتى إشعار آخر".

وأضاف أنه سيجري "استثناء المسافرين من وإلى مطار بغداد وسيارات الإسعاف والحالات المرضية من قرار حظر التجول، واستثناء العاملين في الدوائر الخدمية كالمستشفيات ودوائر الكهرباء والإسالة من قرار حظر التجول".

وقطعت القوات الأمنية العراقية، الخميس، الطرق الرئيسية بين الأحياء في بغداد، في الوقت الذي رفضت فيه بعض مناطق بغداد الاستجابة لحظر التجول الذي فرضته الحكومة العراقية.

وتحدى المتظاهرون قرار حظر التجوال، وخرجوا صباح اليوم إلى الشوارع لاستكمال احتجاجاتهم، فردت الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريقهم بعد أن تجمعوا في ساحة التحرير وسط بغداد.

انقطاع الانترنت

بعد ساعات من تنفيذ قرار الحظر، أفادت قناة "السومرية نيوز" صباح الخميس، بانقطاع خدمة الإنترنت في عموم المحافظات العراقية.

ومنذ اندلاع الاحتجاجات، بدأت مواقع التواصل الاجتماعي تتباطأ سرعتها، وفى وقت سابق من الأربعاء، بدت مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر وإنستجرام وتطبيق التراسل واتس آب مُعطلة في أنحاء العراق باستثناء إقليم كردستان الذي يمتلك بنية تحتية منفصلة فيما يتعلق بالإنترنت.

إيران تغلق معابرها

بالتوازي، أغلقت السلطات الإيرانية أمس الأربعاء، معبري خسروي وجذابة الحدوديين مع العراق، بعد تطور الأوضاع الأمنية بسبب الاحتجاجات.

وقال قاسم رضائي قائد حرس الحدود الإيرانية إنه "تم إغلاق منفذي خسروي وجذابة الحدوديين مع العراق منذ أمس لدواع أمنية".

وفي وقت لاحق، أعادت طهران فتح معبر جذابة مع العراق، والإبقاء على معبر خسروي مغلقا حتى إشعار آخر، وفق ما أفادت وكالة "إرنا" الرسمية للأنباء.