كيف أصبح "خادم الرئيس المخلص" أقوى رجل في إدارة ترامب؟
كتبت- هدى الشيمي:
قالت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية إن واشنطن تورطت في لعبة من نوع خاص لعدة أشهر، وكان الجميع يتساءل عما إذا كان وزير الخارجية مايك بومبيو سوف يترك منصبه، لكي يخوض انتخابات مجلس الشيوخ في كانساس، مسقط رأسه، بعد أن طلب منه الجمهوريون أن يفعل ذلك. بدت الفكرة هزلية في بداية الأمر، لماذا يتخلى بومبيو عن منصبه كبيرًا للدبلوماسيين في البلاد لكي يفعل ذلك، خاصة وأن طريقه نحو هذه المكانة لم يكن سهلاً.
ذكرت المجلة الأمريكية، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، أن بومبيو حقق نجاحاً كبيراً في عهد ترامب، إذ انتقل من كونه عضو الكونجرس إلى تولي رئاسة وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي إيه)، إلى أن بات أقوى مسؤول في إدارة ترامب، لماذا إذا يتخلى عن كل هذه المكاسب كي يصبح سيناتور من جديد؟
من المعروف في الأوساط السياسية الأمريكية، حسب المجلة، أن بومبيو يرغب في الوصول إلى سدة الرئاسة، وربما يسعى لتحقيق ذلك في أقرب وقت ممكن، من الممكن بحلول عام 2024، وقد يكون المُرشح الجمهوري للانتخابات المُقبلة، بغض النظر عما سوف يحدث مع ترامب، كما أنه بارع في جمع التبرعات، ولديه خبرة طويلة في هذا الأمر، وقد يتمكن من جمع مبالغ كبيرة من الأموال على مدار العامين المُقبلين.
لكن هناك عوامل أخرى يجب وضعها في عين الاعتبار حسب المجلة الأمريكية، على عكس سلفه ريك تيلرسون، يعتبر بومبيو واحدًا من أكثر الرجال ولاءً واخلاصاً لترامب، وكان وُصف من قبل بـ"وزير ترامب".
وكانت مجلة نيويوركر الأمريكية قد وصفت بومبيو، في تقرير مطوّل نشرته منذ فترة، بأنه "خادم ترامب المُخلص"، الذي يدعمه ويسانده بغض النظر عن مدى "حماقة" قراراته وتصرفاته التي تُوصف في بعض الأحيان بالأحادية، والتي أثارت جدلاً كبيرًا في واشنطن.
لم يدعم بومبيو ترامب في بداية الحملة الانتخابية عام 2016، وفضل مرشح المحافظين الجدد ماركو روبيو، ولكن على عكس السياسيين الآخرين الذين أعربوا رفضهم القاطع لصعود ترامب، حافظ بومبيو على هدوئه حتى فاز المُرشح الجمهوري وقتذاك في الانتخابات.
بعد إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية الماضية، عمل بومبيو على ملء أحد المقاعد الشاغرة في إدارة الرئيس الجمهوري، ولم يتردد لحظة واحدة في قبول منصب مدير مكتب الاستخبارات المركزية "سي آي إيه"، وبعد فصل وزير الخارجية السابق ريك تيلرسون، أعلن بومبيو، عبر تغريدة على حسابه بموقع تويتر، إنه مسرورًا لكي يخدم الولايات المتحدة، وأن يكون على رأس قائمة دبلوماسييها.
زاد ثقل بومبيو في الإدارة الأمريكية بعد إقالة جون بولتون، مستشار الأمن القومي، من منصبه على خلفية نزاعات بينه وبين ترامب، واختلافهما بشأن عدة أمور متعلقة بالسياسة الخارجية على رأسها الملف النووي الإيراني وكوريا الشمالية، وقالت وكالة الأنباء الفرنسية إنه منذ خروج بولتون من البيت الأبيض فإن وزير الخارجية بات يعتبر من ركائز الإدارة الأمريكية.
بيد أن فضيحة أوكرانيا قد تقلب الموازين، حسب ناشيونال إنترست. ذكرت المجلة الأمريكية أن الأزمة التي قد تتسبب في الإطاحة بالرئيس الأمريكي وقد تُنهي عهده بصورة لم يتوقعها تُلقي بظلالها أيضاً على وزير خارجيته، والعديد من المسؤولين الآخرين في إدارته.
وكان مُخبر، كُشف عن كونه عميل سابق في الاستخبارات الأمريكية، قدم بلاغاً يفيد بوقوع مكالمة بين ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في يوليو الماضي، حاول الرئيس الأمريكي خلالها الضغط على كييف من أجل الحصول على معلومات تساعده على التخلص من منافسه المُحتمل في الانتخابات المُقبلة، وهو ما دفع الديمقراطيون لبدء تحقيقات تهدف إلى إقالته.
كان بومبيو حاضرًا خلال الاتصال الهاتفي الذي جرى بين ترامب وزيلينسكي، وبات في صلب إجراءات العزل، وهو أمر روتيني بالنسبة لوزير خارجية، حسبما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية.
أثار وزير الخارجية الأمريكي الكثير من الجدل خلال الفترة الماضية، بسبب أول رد فعل صدر عنه ردًا على أسئلة شبكة "إيه بي سي"، عما يعرفه عن تلك المكالمة، فقد تجنب الإجابة ملمحاً إلى أنه لا يعرف ما دار من حديث خلالها.
ودعت صحيفة واشنطن بوست، في تقرير نشرته أمس الجمعة، بومبيو إلى الاستقالة من منصبه. في المقابل، قال وزير الخارجية الأمريكي إنه لن يلتزم بأوامر استدعاء مجلس النواب في المتعلق بفضيحة أوكرانيا، فيما ذكرت الإدارة الأمريكية أنه لا يفعل أي شيء يخالف القانون.
فيديو قد يعجبك: