لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الجفاف يهدد زيمبابوي بمجاعة

04:17 م السبت 05 أكتوبر 2019

الجفاف يهدد زيمبابوي

هراري- (أ ف ب):

في الأشهر الأخيرة شهدت بوهيرا كارثة تلو الأخرى، لكن بعد مرور الإعصار الاستوائي المدمر إيداي باتت هذه المنطقة تعاني من جفاف خطير يهدد سكانها بمجاعة.

تتذكر أوميغا كوفاكونيزو (40 عاما) كما لو أن الأمر حدث بالأمس، الأمطار التي انهمرت بغزارة على قريتها الصغيرة ماهوينغوا قبل ستة أشهر. وتقول هذه الأم لستة أولاد "هطلت أمطار غزيرة طوال الأسبوع. بعض الناس خسروا منازلهم".

وتضيف "تسربت المياه إلى الجدران، لكن لحسن الحظ صمدت أكواخنا".

لكن المحاصيل لم تصمد. فمع وصول الإعصار إيداي كان المزارعون قد تخلوا عن زراعة الذرة التي قضى عليها الجفاف بالكامل. وكانوا يأملون في تدبر أمرهم بزراعات أنواع أخرى من الذرة أكثر مقاومة للحر.

لكن جهودهم ذهبت سدى لأن ما زرعوه أغرقه الإعصار وبدأ يبرعم من ساقه. وقالت أوميغا كوفاكانيسو "من المستحيل أكل بذور مبرعمة".

وبعدما دمر بيرا في وسط موزمبيق حيث أسفر عن مقتل 650 شخصا، واصل إيداي مساره إلى زيمبابوي حيث قتل أكثر من 350 شخصا وخلف عشرات الآلاف من المنكوبين.

وكان سكان منطقة بوهيرا الذين واجهوا مواسم جفاف متكررة يحصلون على مساعدة طائرة من برنامج الغذاء العالمي تتمثل بثمانية دولارات شهريا لكل شخص وزيت وحصص غذائية للأطفال.

وأكدت كوفاكانيسو "كان ذلك كافيا للحصول على ثلاث وجبات يوميا ودفع رسوم مدارس الأطفال ووجباتهم في المدرسة".

السد وحده يمكن أن ينقذنا

لكن هذه المساعدة التي تقتصر على الفترات الواقعة بين موسمي حصاد توقفت، لكن لم يتوقف معها الجفاف.

وبين أكواخ القرية، أصبحت الأرض مغبرة وليس هناك سوى بعض الأشجار التي تحمل القليل من الأوراق الخضراء. واضطرت العائلة لتكييف نظامها اليومي، إذ تخلت عن وجبة الغداء ولم تعد تتناول سوى حساء خفيفا يسمى "سادزنا" على العشاء.

وقالت ربة العائلة إن "الأطفال يجمعون الثمار البرية وفي المساء يتناولون حساء سادزا المؤلف من خضار نزرعها محليا"، لكن هذا لا يكفي.

أما مياه الشرب، فليست في وضع أفضل. فالبئر التي حفرتها في حديقتها تكاد تجف. وقالت "بناء سد وحده يمكن أن ينقذنا".

في القرى المحيطة بات آلاف السكان يعانون من غياب الأمن الغذائي بسبب المحاصيل السيئة.

وتقول الأمم المتحدة إن عدد هؤلاء سيصل إلى 7,7 ملايين شخص -- نحو نصف سكان زيمبابوي-- بحلول يناير، ، بينهم 2,2 مليون في المدن.

وأطلقت وكالات تابعة للأمم المتحدة في أغسطس نداء محلا لجمع تبرعات تبلغ 331 مليون دولار ترى أنها ضرورية لمساعدة هذا البلد الغارق أساسا في أزمة اقتصادية كارثية.

بانتظار تحقيق ذلك، يكافح سكان بوهيرا من أجل البقاء.

في قريتها جوني، أسست فونغاي موغومبي (49 عاما) وهي أم لسبعة أولاد، مع زوجتي زوجها الأخريين شركة صغيرة لبيع خردة تجمعها.

بحاجة إلى مساعدة

وفي أغلب الأحيان تبادل هذه الخردة بقليل من الغذاء ومرة حصلت على بقرة. وقالت "وضعت عجولا صغيرة قبل أن أحصل عليها تماما. آمل أن تضع عجولا أخرى".

وتؤكد حكومة زيمبابوي أنها خصصت 1,8 مليار دولار زيمبابوي (120 مليون دولار أمريكي بالسعر الرسمي) من ميزانيتها القليلة لإنتاج "زراعات استراتيجية".

لكن هذه الزراعات تأخرت كثيرا في بلد غارق في أزمة منذ عشرين عاما.

ولا يخفي المسؤول الإداري عن بوهيرا أن الوقت يضيق بالنسبة للسكان البالغ عددهم نحو 300 ألف شخص في المنطقة. وقال فريمان مافيزاده "عدد الذين يحتاجون إلى مساعدة تجاوز المئة ألف في مارس".

وشجعت السلطات المزارعين على إنتاج زراعات مقاومة للجفاف بدلا من الزراعات التقليدية وحددت حتى مواقع يمكن تأمين الري لها. لكن مافيزاده لا يستطيع القول متى يمكنهم بدء الانتاج.

وقال "المزارعون بحاجة فعلا إلى مساعدة لحرث أراضيهم".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان