إعلان

"الخطأ القاتل".. كيف يؤثر "عزل ترامب" على خطة نتنياهو ضد إيران؟

11:59 ص الأحد 06 أكتوبر 2019

ترامب ونتنياهو

كتب – محمد عطايا:

يبدو أن أوراق اللعب والتحالفات في منطقة الشرق الأوسط، ستتغير في المستقبل القريب، خاصة بعدما غيرت إيران لغتها تجاه دول الخليج، ودعوة رئيس النظام هناك، حسن روحاني للحوار مع الزعماء العرب في أكثر من مناسبة، ما قد يجعل دولة الاحتلال الإسرائيلي مهددة، في ظل علاقة غير مستقرة مع حليفتها الولايات المتحدة، وذلك بحسب ما ذكرته صحيفة "هآرتس".

الصحيفة العبرية، أكدت أن النظام الإيراني يسعى إلى التقارب مع المملكة العربية السعودية، وإنهاء الخلافات مع الإمارات العربية المتحدة، في خطوة قد تقضي على جميع خطط رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضد إيران.

ودعا روحاني خلال اجتماعات الأمم المتحدة في دورتها الرابعة والسبعين، التي أقيمت منذ أيام في نيويورك، إلى تشكيل تحالف جديد يسمى تحالف "الأمل" لضمان الأمن في منطقة الخليج وبحر عمان ومضيق هرمز، ويكون بمشاركة دول المنطقة، وتحت مظلة أممية.

وترى "هآرتس"، أن هناك نوعًا من التقارب والتفهم لدعوة إيران من جانب بعض دول الخليج، وهو ما يعد مؤشرًا لفشل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحليفه الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في التعامل مع أزمة الخليج العربي، فالتصعيد والحصار الاقتصادي لم يأت بنفع، بل على العكس جعل منهما العدو الأكبر.

في الوقت ذاته، أصبحت العلاقة بين ترامب ونتنياهو مختلفة، فالرئيس الأمريكي لا يشغله سوى مصلحته وحسب، وبتورطه في عدد من الأزمات، المتعلقة بعزله من منصبه بعد "فضيحة" المكالمة الهاتفية مع نظيره الأوكراني، حيث طالبه فيها بالضغط على خصمه السياسي والمرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، جو بايدن، لذا لن يصبح ترامب قادرًا على الاستمرار في نهجه والتورط –بحسب هآرتس- مع حليفه في قضية قد تكلفه مقعد الرئاسة.

أيضًا، أصبح نتنياهو لا يتحدث عن علاقته بترامب كثيرًا في خطاباته، فالاجتماع الأخير بالكنيسيت منذ أيام، لم يثن على أي قرار من قرارات الرئيس الأمريكي الذي اعتاد مدحه في كل مناسبة.

وأشارت "هآرتس"، إلى أن خطاب نتنياهو أيضًا حمل نوعًا من الترهيب للمستوطنين الإسرائيليين، بعدما تغيرت لهجة "بيبي"، وأصبح يتحدث عن أن إيران تمثل تهديدًا حقيقًا، بدلًا من قوله السائد إنه تمكن من وضع طهران في وضع دفاعي بفضل استراتيجيته المحنكة.

بحسب الصحيفة العبرية، من المرجح أن يكون خطاب نتنياهو الترهيبي عبارة عن خدعة سياسية يستهدف بها الضغط على خصومه السياسيين في تل أبيب، ليجبرهم على التحالف معه لتشكيل حكومة جديدة، وحل الأزمة.

في كل الأحوال، ترى الصحيفة العبرية أن خطاب نتنياهو في الكنيست يكشف انهيار استراتيجيته التي خطط لها منذ فترة طويلة لإبقاء إيران قيد السيطرة.

الخطأ القاتل

كان الخطأ القاتل في لعبة نتنياهو، هو اعتماده على الرئيس الأمريكي، مفترضًا أنه سيكون شريكًا يستطيع الاعتماد عليه بشكل مستمر، وذلك وفقًا لـ"هآرتس".

وأكدت الصحيفة العبرية أن ترامب يميل إلى الانعزال، وأولويته الحقيقة هي الترويج لنفسه فحسب، فضلًا عن أنه لا يستطيع إدارة السياسية الخارجية بشكل جيد، فهو "متهور"، واستراتيجياته لم تكن لتأييد دولة الاحتلال وحسب، ولكن لإثبات السيطرة وكسب الزخم.

على نحو متواز، ترامب نفسه، لا يستطيع تحقيق معادلة مناسبة لعلاقته بنتنياهو وإدارة سياسة بلاده الخارجية بشكل متوازن، فالرئيس الأمريكي هدد في أكثر من مناسبة باستخدام القوة العسكرية لردع إيران، إلا أنه –بحسب هآرتس- يعلم جيدًا أنه لا يستطيع استخدامها.

وأضافت الصحيفة العبرية، أن ترامب فقد قدرته على حشد تحالف دولي إلى صفه لإيقاف خصومه السياسيين، بسبب موقفه العدائي تجاه دول القارة العجوز، وبالتالي الأوضاع لا تذهب في مصلحة دولة الاحتلال.

خلال الفترة المتبقية من ولايته، سيكون الرئيس الأمريكي منشغلاً بحملته الانتخابية، والسعي خلف تقويض إجراءات عزله بأقصى درجة ممكنة، وبكل السبل، وبالتالي سيفقد نتيناهو بشكل شبه كلي خدمات حليفه، وحلفاء حليفه الأوروبيين.

واختممت الصحيفة العبرية قائلة إن قدرة نتنياهو على التأثير على ترامب لإجباره على إعادة التركيز على وقف العدوان الإيراني أصحت محدودة للغاية، فضلًا عن أن البيت الأبيض يدرك جيدًا أن المستقبل السياسي لـ"بيبي" أصبح ضبابياً.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان