لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مكالمة هاتفية لترامب غيرت كل شيء.. ماذا يحدث في شمال سوريا؟ (س/ج)

02:41 م الثلاثاء 08 أكتوبر 2019

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

كتبت- هدى الشيمي:

قوبل قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من شمال سوريا بالانتقادات اللاذعة، ووُجهت له اتهامات بالتخلي عن الأكراد، حلفاء واشنطن الذي لعبوا دورًا حاسمًا في الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق، وما زاد الطين بلّة هو إعطائه الضوء الأخضر لتركيا بشن هجمات عسكرية في المنطقة، بعد المكالمة الهاتفية التي أجراها مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان.

وبعد ساعات من إعلان ترامب "أنه حان الوقت للانسحاب من الحرب السورية اللانهائية السخيفة، وإعادة الجنود الأمريكيين إلى الوطن"، كتب سلسلة من التغريدات التي يهدد فيها أنقرة بتدمير اقتصادها إذا فعلت شيئا فيه تجاوز للحدود.

قالت شبكة إيه بي سي الاسترالية، في تقرير نشرته اليوم الثلاثاء، إن الرئيس الأمريكي بعث للعالم مجموعة من الرسائل المُتضاربة، فبعد إعلانه أن الوقت بات مناسبًا لسحب القوات، تراجع عن قراره وتحدث إلى تركيا بلهجة شديدة العدائية.

وفي الوقت نفسه، قال ترامب - عبر تويتر- إن الأكراد الذين شاركوا الأمريكيين الحرب حصلوا على مقابل، فقد حصلوا على مبالغ كبيرة من المال والمُعدّات العسكرية لفعل ذلك.

ورغم تهديدات ترامب، أعلنت وزارة الدفاع التركية، اليوم الثلاثاء، "استكمال" الاستعدادات لشن عملية عسكرية في شمال سوريا.

من هم الأكراد؟

يعتبر الأكراد أكبر أقلية عرقية في العالم، ولكنهم لا يملكون دولة خاصة بهم. يعيش ما يقرب من 35 مليون كردي عبر حدود العراق وسوريا وإيران وتركيا، التي تضم أكبر عدد من الأكراد.

تعود أزمة الأكراد إلى فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى بعد سقوط الامبراطورية العثمانية، عندما وضع الفرنسيون والبريطانيون خريطة للشرق الأوسط لم يحددوا فيها المناطق التي يعيش فيها الأعراق والجماعات التي عاشت في هذه المنطقة وقتذاك، ما ترتب عليه تقسيم الأكراد للعيش في أربعة بلدان مختلفة.

على مدار عقود، ناضل الأكراد من أجل تأسيس دولة مستقلة خاصة بهم، ولكن الحكومات قمعت طموحاتهم وبذلت مجهودًا كبيرًا لإجهاض أحلامهم، حسبما توضح الشبكة الاسترالية.

هل تنسحب القوات الأمريكية من شمال سوريا؟

أعلن مسؤول أمريكي بارز، أمس الإثنين، أنّ قرار ترامب بسحب القوّات المتمركزة قرب الحدود التركيّة لا يشمل سوى نحو 50 الى 100 جنديّ فقط من أفراد القوّات الخاصّة "سيتمّ نقلهم إلى قواعد أخرى" داخل سوريا.

حسب المسؤول الأمريكي، الذي يُكشف عن هويته، فإن الأمر لا يتعلّق بانسحاب من سوريا، مشدّداً على أنّ إعادة نشر تلك القوّات لا يعني في أيّ حال من الأحوال إعطاء "ضوء أخضر" لعمليّة عسكريّة تركيّة ضدّ القوّات الكرديّة في شمال شرق سوريا.

وأوضح المسؤول في الإدارة الأمريكية طالبا عدم كشف هويته أنّ هناك "ما بين 50 و100 عنصر من القوات الخاصة في هذه المنطقة، يجب ألا يكونوا عرضة لخطر الإصابة أو القتل أو الوقوع في الأسر إذا ما عبَرَ الأتراك الحدود وخاضوا معارك مع القوات الكردية المحلية".

ماذا وراء الانتقادات الموجهة لقرار ترامب؟

عملت القوات الأمريكية على الأرض جنبًا إلى جنب مع القوات الكردية، وقدمت لهم دعماً حاسماً على مدار السنوات التي خاضوا فيها حرب ضد تنظيم داعش.

حسب الشبكة الأسترالية، فإن العديد من الأكراد كانوا يأملون أنه بمجرد الانتصار على تنظيم داعش، فإنه سيُسمح لهم بأن يقيموا دولة مستقلة، وهو ما كانت تروج له الولايات المتحدة.

وجدت "إي بي سي" الاسترالية أن الوضع الآن يُشبه ما كان عليه في الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الأولى، إذ أن الأكراد لا يحصلون على شيء مما وُعدوا به. على سبيل المثال، في عام 2017، بعد الإعلان عن هزيمة داعش في العراق، أجرى الأكراد العراقيون استفتاءً، أيده 90 % من الناخبين، إلا أن الحلفاء الغربيين عارضوه، وفيما بعد انتزعت بغداد الشرعية عنه، ما دفع زعيمهم إلى التنحي.

وفي عام 2018، بعد الإعلان عن هزيمة داعش في سوريا، قال ترامب إنه يُخطط لبدء سحب القوات الأمريكية من هناك، ولكنه تراجع عن موقفه بعد الاتهامات والانتقادات التي وُجهت إليه.

في أغسطس 2019، وافقت الولايات المتحدة وتركيا على إنشاء منطقة عازلة على طول الحدود بين تركيا وسوريا، وأيد المسؤولون الأكراد الفكرة، وبدأوا في تفكيك التحصينات الحدودية، بعد حصولهم على تأكيدات بأن تركيا لن تغزو المنطقة.

والآن أعلن ترامب أن الولايات المتحدة ستنسحب من شمال سوريا، وفي الوقت نفسه أعلنت أنقرة أنها تستعد لتطهير شمال سوريا من الإرهابيين، في إشارة إلى الأكراد.

كيف يؤثر الانسحاب الأمريكي على الأكراد؟

في حال انسحاب الولايات المتحدة فإنها ستترك حلفاءها الأكراد عرضة لغزو تركي واسع النطاق. وحذر الجمهوريون والديمقراطيون من أن السماح لتركيا بشنّ هجوم على سوريا، سيبعث برسالة مُقلقة لحلفاء واشنطن في جميع أنحاء العالم.

وقال إريك شوارتز، رئيس منظمة خيرية مُستقلة لمساعدة اللاجئين، إن التوغل التركي المُحتمل في سوريا قد يكون له عواقب إنسانية كبيرة، مُشيرًا إلى أنه قد يفتح جبهات جديدة في الصراع، ومن شأنه تشريد مئات الآلاف من المدنيين في منطقة تعاني بالفعل من أزمة انسانية.

حسب شوارتز، فإن الهجوم التركي المُحتمل في المنطقة قد يجبر المنظمات الإنسانية على إجلاء مئات الآلاف من المواطنين، في الوقت الذي يخطط فيه إردوغان إلى إعادة ملايين اللاجئين السوريين إلى المنطقة الآمنة التي يدعو إلى تأسيسها.

وأشار المُحلل والكاتب فلاديمير فان ويلغنبرج إلى أن قوات سوريا الديمقراطية كانت تعمل على تمهيد المنطقة، من خلال إزالة أنفاق الدفاع والتحصينات، بعد الوعود التي حصلت عليها من واشنطن بعدم وقوع أي هجوم.

إلا أن كل ذلك تغير تماما بعد مكالمة هاتفية واحدة بين ترامب وأردوغان، حسب ويلغنبرج الذي تحدث إلى شبكة إيه بي سي الاسترالية.

فبعد المكالمة أعلن ترامب خطته لسحب القوات، لكنه سرعان ما تراجع بعد ضغوط أمريكية داخلية وتوعد تركيا في حال شنت هجوما على الأكراد.

يؤكد ويلغنبرج أنه بينما أعلن الأكراد أنهم منفتحون على فكرة إجراء حوار مع تركيا، فإنهم في الوقت ذاته على أتم استعداد للدفاع عن أنفسهم ضد أي هجوم مُحتمل.

يُشار إلى أن العلاقة بين القوات الكردية والسورية لم تكن جيدة منذ بداية النزاع في عام 2011، إلا أن ويلغنبرج يتوقع أن يقدم الرئيس السوري بشار الأسد تنازلات حال استمرار الأتراك في استفزازاتهم.

وأكد سياسيون أمريكيون ومحللون دوليون أن أي هجوم تركي على سوريا سيكون له عواقب وخيمة على أنقرة. وحذر سيناتور أمريكي تركيا من الهجوم على الأكراد، لاسيما المدنيين الأبرياء، وشدد على أهمية تفكير اردوغان في الأمر جيداً، خاصة وأنه يسعى إلى الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وأي فعل متوحش كهذا سيحول دون تحقيق رغبته.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان