إعلان

لماذا يجب أن تنسحب القوات الأمريكية من سوريا في أسرع وقت؟

12:52 م الأربعاء 09 أكتوبر 2019

الجيش الامريكي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

رغم الانتقادات الموجهة إلى الولايات المتحدة بعد الإعلان عن سحب قواتها من الحدود السورية الشمالية، بالتزامن مع إعلان تركيا للعمل على تنفيذ عملية عسكرية في المنطقة، ترى مجلة ناشيونال إنترست أن هذا القرار صائب، ويجب تنفيذه في أسرع وقت ممكن، وأرجعت الأمر إلى عدة أمور.

ذكرت المجلة، في تحليل منشور على موقعها الإلكتروني، أن الولايات المتحدة كانت دائماً تتورط في حروب لا تخصها، لاسيما تلك المُندلعة في الشرق الأوسط، ويثبت التاريخ أنها لم تجنِ أي شيء سوى الخسائر.

ففي عام 1982، قرر الرئيس السابق رونالد ريجان إرسال قوات البحرية (المارينز) إلى لبنان، حيث كانت الحرب الأهلية مُشتعلة، وتتنافس الجماعات الطائفية من أجل فرض السيطرة، إلا أن اللبنانيين لم يعجبهم الأمر، وتعاملوا مع القوات الأمريكية باعتبارهم غزاة.

حسب ناشيونال إنترست فإن الهجمات التي شنها اللبنانيون على سفارات الولايات المتحدة، والثكنات العسكرية الأمريكية دفعت ريجان إلى الاعتراف بأنه أخطأ في التدخل بهذا النزاع، ثم تراجع وسحب القوات من هناك.

وبعد الإطاحة بحركة طالبان الأفغانية من السلطة، حوّل الرئيس الأمريكي السابق مهمة القوات الموجودة في أفغانستان إلى بناء الأمة. إلا أن الأمور لم تسر على النحو المُخطط، قالت المجلة إنه بعد ثلاث إدارات وأكثر من ثمانية عشر عاماً لم يتحقق أي شيء يُذكر في أفغانستان.

والآن يُهدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتأسيس منطقة آمنة داخل سوريا، وردًا على ذلك أعلن المسؤولون الأمريكيون إنهم سوف يسحبون القوات المتمركزة في شمال سوريا، ويبلغ عددهم 1000 جندي، ممن حاربوا جانب القوات الكردية في هذه المنطقة، ما يعني أن هناك احتمالات باشتعال الحرب في هذه المنطقة.

الأسد يُسيطر على بلاده

الوجود الأمريكي في سوريا غير مُرحب به، لاسيما وأنها لا تقدم أي خدمات لدمشق أو لرئيسها. قالت المجلة إن الرئيس السوري بشار الأسد نجا أكثر من 8 أعوام من الحرب الأهلية، مُشيرة إلى أن المحللين والسياسيين توقعوا أن يسقط قبل أن تمد له روسيا يد العون وتساعده في مواجهة الاحتجاجات.

تقول ناشيونال إنترست إنه حتى مطلع العام الماضي تمكن المتمردون السوريون من السيطرة على بعض ضواحي دمشق، واستطاعوا إطلاق قذائف المدفعية وقذائف الهاون على العاصمة، إلا أن الأمور تغيرت كثيرًا الآن، فتلك المناطق باتت امتدادًا للمباني والركام ولكنها خالية تمامًا من المتمردين، وغدت تُشبه حمص، وحلب وغيرها من المواقع الأخرى التي اُجبر المقاتلون على الخروج منها.

لا تزال سيطرة الأسد ضعيفة في بعض الأماكن إلا أنه في حقيقة الأمر يُسيطر على مساحات واسعة في بلاده حسب ناشيونال إنترست، ما يعني أنه من المستبعد أن تتنازل دمشق عن أي شيء لواشنطن.

ماذا عن عودة داعش؟

أما بالنسبة لما يتردد عن أن انسحاب أمريكا سوف يعيد داعش مرة أخرى، قالت المجلة أن بقايا وفلول التنظيم لا تزال موجودة حتى الآن، والوجود الأمريكي ليس ضرورياً لمنع ظهوره مرة أخرى، مُشيرة إلى أن واشنطن ساعدت على تشتيت التنظيم، لذا يجب على كافة الدول التي مثل لها تهديدًا مثل سوريا والعراق والأردن وتركيا وإيران وغيرهم تحمل المسؤولية والتعامل مع الخطر الذي يواجهها الآن.

الأكراد حصلوا على ما يستحقون

وأخيرًا، تقول المجلة إن الولايات المتحدة لا تستطيع ولا يجب عليها البقاء في سوريا لحماية المنطقة الكردية غير الرسمية، والمعروفة الآن باسم "روج آفا"، مُشيرة إلى أن الأكراد كانت لديهم أسبابهم الخاصة بهم لمحاربة داعش، وبالتالي لن يحصلوا على حماية دائماً، ولن تواجه تركيا أمريكا.

علاوة على ذلك، فإن أي ضمان أمني تمنحه الولايات المتحدة للأكراد يجب أن يكون نابعاً من الكونجرس. أشارت المجلة إلى أن احتلال المنطقة الكردية في سوريا يُعرض الأمن الأمريكي للخطر، من خلال الدفع بواشنطن للتورط في حرب مع العديد من القوة المتنافسة في المنطقة، ما يكلفها مبالغ طائلة ويعرض أرواح جنودها للخطر.

حسب المجلة، فإن حتى المسؤولين والقيادات في البنتاجون الذين يريدون إبقاء القوات الأمريكية في سوريا، باتوا يفكرون في ضرورة المغادرة حال شن أنقرة أي هجوم، والآن بينما تستعد تركيا لتأسيس منطقة آمنة فإن القوات الأمريكية قد تجد نفسها في خضم حرب أكبر وأشد وطأة.

وكانت صحيفة وول ستريت جورنال، قد ذكرت في تقرير نشرته منذ فترة، أن المسؤولين الأمريكيين يشعرون بقلق متزايد إزاء اجتياح تركيا لشمال سوريا، وشن حربًا ضد المقاتلين الأكراد، وهي الخطوة التي قد تدفع إدارة ترامب إلى سحب جميع القوات من سوريا لتفادي التورط في أي صراع.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان