بعد عودتهما إلى الأردن.. مستقبل المزارعين الإسرائيليين في الباقورة والغمر

كتب - محمد صفوت:
أعلن الأدرن، الأحد، عودة منقتطين كانتا تحت سيادة الاحتلال الإسرائيلي منذ معاهدة السلام بين البلدين في تسعينات القرن الماضي؛ إذ رفعت عمان العلم الأردني على الغمر والباقورة بعد 25 سنة من المعاهدة التي سمحت لسلطات الاحتلال بحق الانتفاع بالمنطقة لمدة ربع قرن.

وقال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين: "أعلن اليوم انتهاء العمل بالمُلحقين الخاصين بمنطقتي الغمر والباقورة في اتفاقية السلام وفرض سيادتنا الكاملة على كل شبر منهما."

وأعلن الاحتلال الإسرائيلي، السبت، انسحابه من الأراضي الأردنية وإخراج المستوطنين الإسرائليين من منطقتي الباقورة والغمر وغلق المعابر الحدودية لهما، تمهيدًا لتسليمهما للجانب الأردني.

معاهدة وادي عربة
وأقرت معاهدة السلام بين إسرائيل والأردن المعروفة بمعاهدة وادي عربة، والموقعة في 26 أكتوبر 1994، سيادة الأردن على منطقتي الباقورة والغمر، على أن تأجرهما عمان لصالح تل أبيب لمدة 25 عامًا تنتهي في 10 نوفمبر الجاري، ويستخدمها المزارعون الإسرائيليون.

وبحسب الملحقين (أ، ب) من اتفاقية وادي عربة الموقعة بين تل أبيب وعمان، استأجرت الأولى مساحة 1000 فدان من الأراضي الزراعية الجنوبية للثانية، لمدة 25 عامًا تجدد تلقائيًا ما لم يقم أي من الطرفين بإخطار الأخر بإنهاء العمل بموجب الملحقين بالتفاقية وتجديد المدة أو تمديدها.

وتحدث الأردن في أكتوبر الماضي عن اعتزامه عدم التجديد، رغم محاولات استمرت عدة شهور لتمديد مدة استئجار الأراضي في الباقورة.

مستقبل المزراعون الإسرائيليون
نشرت وسائل إعلام أردنية تصريحات عن مسؤولين من وزارة الخارجية الأردنية دون ذكر أسماء، أكدوا خلالها أن الأردن مارس حقه القانوني وفقًا للاتفاقية الموقعة مع إسرائيل، بعدم تجديد الملحقية (أ، ب) من الاتفاقية.

وبشأن الأراضي الزراعية في تلك المنقطتين، قالت المصادر إن الإردن سيسمح بحصاد الأراضي الزراعية لمرة واحدة فقط بعد انتهاء العمل بالملحقين، وأن الاتفاقية تحترم الملكية الخاصة في المنطقتين.

وأوضحت المصادر أن معاهدة السلام بين الأردن وإسرائيل، أقرت بملكية 820 دونمًا لمزارعين إسرائيلين في الباقورة، أثبتوا ملكيتهم لتلك الأراضي وستسمح لهم المملكة الهاشمية بالحصول على تأشرة دخول لعبور الحدود الرسمية.

وعن أراضي الغمر، أوضحت المصادر أن جميع الأراضي بالمنطقة مملوكة للأردن وانتهى حق الانتفاع بها بإنتهاء الاتفاقية، وستسمح الأردن للمزارعين بها لحصاد أراضيهم لمرة واحدة فقط.
في هذا الصدد، ذكر موقع "واينت" الإسرائيلي، أن هناك اتفاق ضمني بين الحكومتين الإسرائيلية والأردنية، على مواصلة 31 مزراعًا إسرائيليلاً للعمل في الحقول حتى مايو 2020.

ونقلت صحفية "تايمز أوف إسرائيل" عن متحدث باسم مجلس عربة الإقليمي، قوله إن "المزارعين الإسرائيلين لديهم محاصيل تمتد لمساحة 1500 دونم في المناطق التي استعادت الأردن سيادتها عليها، وتمثل مصدر الدخل الأساسي لهم، وعليه تم الاتفاق على عبورهم للحدود ومباشرة محاصيلهم حتى موسم الحصاد المقرر في مايو المقبل.

الباقورة والغمر منطقتين حدوديتين احتلتهما إسرائيل في حرب 1967، وظلت قابعة تحت الاحتلال الإسرائيلي حتى توقيع معاهدة السلام بين تل أبيب وعمان في 26 أكتوبر 1994، التي سمحت للأولى باستغلال الأراضي بموجب حق انتفاع لمدة 25 عامًا.