لماذا تخشى روسيا من احتمالية عزل ترامب؟

كتبت- هدى الشيمي:

ذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية أن الإعلام الروسي، الذي يخضع لسيطرة الكرملين (بيت الحكم في روسيا) يدعم الرئيس دونالد ترامب الذي يواجه الآن إجراءات تهدف إلى إقالته بتهمة إساءة استغلال منصبه والضغط على دولة أجنبية بهدف الحصول على معلومات تساعده على تقويض أحد خصومه المُحتملين في الانتخابات الرئاسية المُقبلة.

وأوضحت الشبكة الأمريكية أن موسكو تشعر بالقلق وتخشى من أن تنجح إجراءات الديمقراطيين في عزل ترامب.

من المُقرر أن تبدأ غدًا الأربعاء عرض أولى جلسات الاستماع العلنية العلنية للشهود الرئيسيين في التحقيق الذي يهدف إلى عزل ترامب، بعد أسابيع من جلسات الاستماع الطويلة حول القضية الأوكرانية والتي جرت في جلسات مغلقة في الكونجرس.

سوف تسمح الجلسات الجديدة للأمريكيين "بسماع أشخاص يتحلون بروح وطنية عميقة وهم يروون قصة رئيس قام بابتزاز بلد ضعيف عبر تأخير تسليم المساعدات العسكرية"، وفق ما قال النائب الديمقراطي جيم هايمز.

توقعت "سي إن إن" أن تعود مزاعم تواطؤ حملة ترامب مع الروس وتدخل موسكو في الانتخابات الأمريكية لعام 2016، والتي نفاها الكرملين، إلى صدارة المشهد من جديد خلال جلسات الاستماع العلنية التي تبدأ غدًا.

ساعدت الفوضى التي أحدثها ترامب في الولايات المتحدة منذ وصوله إلى الحكم، موسكو، حسب المُعلق الروسي كارين شاهنازاروف، موضحًا أن الحالة الفوضوية التي تعيشها أمريكا الآن أضعفتها على أصعدة مختلفة، وهو ما صب في صالح روسيا نوعًا ما.

وتابع: "أمريكا تزداد ضعفًأ وروسيا تأخذ مكانها في الشرق الأوسط، كما تتوغل موسكو الآن في افريقيا، لذا من الطبيعي أن يخاف الكرملين مما يُثار بشأن عزل ترامب".

وأضاف: "كلما زادت المشكلات التي يواجهونها كان الأمر أفضل لنا".

وقالت الشبكة الأمريكية إن هناك بعض الدلائل التي تُرجح أن إجراءات عزل ترامب سوف تكون فوضوية ومزعجة بالنسبة لبوتين.

ووفق السي إن إن، يأمل بوتين أن يتم رفع العقوبات التي تصيب اقتصاد بلاده بالشلل، ويسعى إلى عقد المزيد من الصفقات العسكرية، ويعمل على تحسين علاقته بالبيت الأبيض، وقد سوف يغدو هذا صعبًا داخل البيئة السياسية المسمومة في واشنطن.

أشار بوتين، خلال منتدى فالداي الروسي في أكتوبر الماضي، إلى صعوبة التعاون مع واشنطن الآن، وقال: "كيف يمكن أن نتعاون معهم، بينما ينخرطون بالكامل في معركة سياسية محلية؟".

وتابع: "من الواضح أن هذا أمر طبيعي خلال أي حملة انتخابية، ولكن هذه السباق السياسي المحلي وصل إلى ذروته، وأعتقد أن الولايات المتحدة لم تشهد في تاريخها أحداثًا مشابهة".

لفتت الشبكة الأمريكية إلى أن تعامل روسيا مع ترامب والولايات المتحدة يشوبه الكثير من التعقيد والتناقض، فرغم رغبة موسكو في استمرار الفوضى في واشنطن، كي تستغله لتبقى في مركزها القيادي، إلا أنها تتوق إلى بقاء ترامب في منصبه باعتباره الرئيس الوحيد الذي ساعدها على تحقيق بعض مما تسعى إليه.

حسب سي إن إن، فإن العديد من الروس ينظرون إلى ترامب باعتباره صديق لموسكو يندر وجوده في البيت الأبيض، ويعتقدون أنهم سوف يخسرون الكثير إذا اُطيح به من منصبه.