"لا صديق سوى الجبال".. هكذا تبدو الحياة لأكراد سوريا
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
كتبت- إيمان محمود:
قبل مائة عام، تشكّل الشرق الأوسط الجديد عندما بدأ المنتصرون في الحرب العالمية الأولى إنشاء بلدان جديدة، فيما بقيت شعوب بلا دول؛ كان من بينهم الأرمن والأذربيجان، والأكراد.
مجلة التايم الأمريكية خصصت غلافها هذا الأسبوع لطفلة كردية سورية، تُدعى نُهات عبد الحميد، تستقل حافلة مع مئات الفارّين من سوريا بعد العدوان التركي على أراضيهم، مُتجهين إلى مخيم بردرش في العراق.
تقول مجلة التايم الأمريكية، إن الأكراد عاشوا على مدى قرون في الجبال والسهول العالية، في بلاد الرافدين والأناضول، ولغتهم وثقافتهم وهويتهم الخاصة، استوفوا المعايير لأن يكوّنوا أمة مُستقلة.
وبدلاً من ذلك، انتهى الأمر بالأكراد داخل حدود خمس دول أخرى، وكالنسيج المُزخرف الذي تم تقطيعه بالمنشار، ما يوثق المصور مويسيس سامان هو أن التقسيم يتجلى في ثلاث دول: الأكراد في العراق يلجأون إلى الأكراد من سوريا، الذين تعرضوا للهجوم من قبل جيش تركيا، الدولة التي تضم أكبر أقلية كردية على الإطلاق.
أما الأكراد في إيران وأرمينيا، فهم غير متورطين في النزاع الحالي، باستثناء مشاهدة القنوات الفضائية الكردية التي توحد ما يقرب من 24 مليون كردي في المنطقة، بالإضافة إلى 1.5 مليون يعيشون في أوروبا.
في 6 أكتوبر الماضي، تحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر الهاتف مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، ثم أمر فجأة القوات الأمريكية بالتخلي عن مواقعها التي تحمي أكراد سوريا، الذين كانوا حلفاء أساسيين في القتال المشترك ضد داعش.
القوات التركية قصفت البلدات الكردية وقامت بعمليات إعدام، وتسببت في تهجير 160 ألف مدني، توجه معظمهم إلى لداخل السوري، فيما شقّ حوالي 15 ألف كردي طريقهم إلى العراق.
في العراق؛ وجد البعض أنفسهم في مخيمات تحت الإنشاء، يعيش فيها أكرادًا فروا من سوريا منذ بداية الحرب الأهلية، بحسب المجلة.
السوريون الذين يصلون إلى الحدود العراقية يقتربون بعد حلول الظلام، ويشيدون بالمغادرين الأكراد العراقيين من الظلام دون لفت انتباه القوات الكردية السورية، الذين يفضلون البقاء في سوريا.
فحوالي 250 كردي يصل في الليلة، وبعد التسجيل، يتم التحقق من أسمائهم في قائمة تحتفظ بها الأجهزة الأمنية الكردية، ثم يتم إعطاؤهم بطانية.
في الصباح، يستقلّون حافلة في رحلة مدتها 60 أو 70 كم إلى معسكر عبر منظر طبيعي مشوه يذكّر بأن الصراع مُستمر.
في المقابر، يسكن ما لا يقل عن 60 ألف كردي قُتلوا على يدّ قوات الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في أواخر الثمانينات.
وبقايا المنازل التي دُمرت خلال المعارك ضد داعش، في عام 2014 ومرة أخرى في عام 2016، والتي قاتل فيها الأكراد من كل من العراق وسوريا حتى الموت.
في سوريا، كان المقاتلون الأكراد الحليف الأساسي للولايات المتحدة، حيث تجاوزوا حدود منطقتهم للقضاء على الخلافة التي كانت أساسية لتجنيد داعش، ويُقدر عدد الضحايا الأكراد في بنحو 11 ألف قتيلاً.
خيانة ترامب لتلك التضحية تتناسب بشكل مثير مع قصة ازدواجية القوى العظمى التي رددها الأكراد منذ عام 1923، عندما تم تجاوز المعاهدة التي أعطتهم دولة كردستان بالمعاهدة التي تم محوها، بحسب المجلة.
"الأكراد ليس لديهم أصدقاء سوى الجبال".. إنها المقولة الشهيرة التي يرددها دائمًا الأكراد، تعبيرًا عن وحدتهم وعدم ثقتهم في المجتمع الدولي الذي كان دائمًا غير وفيًا بعهوده.
فيديو قد يعجبك: