سي إن إن: ثلاثة شهود قد يملكون مفتاح عزل ترامب
كتب – محمد صفوت
نشرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية مقالاً للكاتب إيلي هونج، يؤكد فيه أن الشهود الثلاثة الذين استدعتهم لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكي، قد يحمل أحدهم مفتاح عزل الرئيس دونالد ترامب، دون غيرهم من الشهود.
ويقول الكاتب الأمريكي، إن الشهود الثلاثة بيل تايلور، وجورج كنت، وماري يوفانوفيتش، جميعهم لديهم سجلات لا تشوبها شائبة من الخدمة العامة غير الحزبية.
ويتحدث عن أن شهادتهم لم يطعن فيها أحد حتى الآن، رغم محاولات لجنة الاستخبارات بمجلس النواب، تسجيل نقاط سياسية من خلال تسليط الضوء على الجوانب المختلفة لشهادة الثلاثي، لكن لم يكذب أي برلماني أحد الشهود الثلاثة.
هل يدلي نصير ترامب بشهادته؟
ويرى الكاتب، أن جلسات الأسبوع الجاري قد تختلف عن الجلسات الماضية، خاصة حال أدلى السفير الأمريكي لدى الاتحاد الأوروبي بشهادته، الذي تتضاءل سيرته الذاتيه في الخدمة العامة مقارنة بالشهود السابقين.
ويرجح أن يكون جوردون سونلاند سفير أمريكا بالاتحاد الأوروبي، من أنصار ترامب، خاصة أنه تم تعيينه بهذا المنصب بعد تبرعه بمليون دولار للحملة الانتخابية لترامب، وعدم وجود خبرة في مجال السياسة الخارجية، وليست المرة الأولى التي يعيين ترامب بعض الأشخاص في مناصب قيادية بالولايات المتحدة، كشكر على خدمات سابقة أو دعم خلال الحملة الانتخابية أو حتى بعد وصوله إلى البيت الأبيض.
وبحسب الكاتب فإن سوندلاند، كان على اتصال مباشر بالرئيس الأمريكي منذ بدء الأزمة الحالية التي يواجهها ترامب بشأن أوكرانيا.
واستخدم الكاتب مثالاً لتدعيم رآيه إذ يقول: "إنه بعدما قال تايلور، إنه من الجنون جحب مساعدات عسكرية مقابل التعاون في حملة سياسية انتخابية، اتصل سونلاند في منتصف الليل بالرئيس الأمريكي، مباشرة لمناقشة الرد المناسب على كلام تايلور".
المكالمة الهاتفية بين الرئيس الأمريكي وسونلاند، قال عنها الأخير، إن ترامب لا يريد مقابل لكنه يريد من نظيره الأوكراني أن يفعل الصواب، حسبما ذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
أزمة مصداقية
ويتحدث الكاتب، عن أزمة مصداقية يواجهها الشاهد سونلاند، فقد سبق استكمال شهادته سابقًا بعد حذف تفاصيل دقيقة ليبعد أي تهم عن الرئيس الأمريكي.
وفي 5 نوفمبر الجاري، غير سوندلاند شهادته أمام الكونجرس الأمريكي فجأة، حيث قال، وقال إنه يتذكر الآن إخبار أحد كبار المستشارين للرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بأنه لن يُفرج عن نحو 400 مليون دولار مساعدات عسكرية لكييف ما لم تعلن الحكومة الأوكرانية عن إجراء تحقيق، وهو ما أراده الرئيس ترامب، في التعاملات التجارية لهانتر، نجل جو بايدن، والذي يرأس إحدى شركات الطاقة الأوكرانية، حسبما ذكرت "بي بي سي".
وكان سوندلاند قد نفى في وقت سابق مقايضة أوكرانيا.
وذكرت الشبكة الأمريكية "سي إن إن" أنه من المرجح أن الشاهدة السابقة للسفير الأمريكي بالاتحاد الأوروبي، قد حذفت منها أي إشارة إلى اتصالات هاتفية أجراها مع ترامب بشأن التحقيقات الجارية وفقًا لأحد الشهود.
يمكن لسفير أمريكا بالاتحاد الأوروبي الاحتجاج بحق التعديل الخامس في القانون ضد تجريم الذات، بدعم من محاميه، لكنها ستكون وصمة عار لسونلاند، وقال ترامب في وقت سابق "إذا كنت بريئًا، لماذا تأخذ التعديل الخامس؟"
والتعديل الخامس لدستور الولايات المتحدة الأمريكية هو جزء من دستورها ومن وثيقة حقوق الولايات المتحدة، يقول التعديل: لا يجوز اعتقال أي شخص لاستجوابه بشأن جناية أو جريمة شائنة أخرى، إلا تبعاً لصدور قرار اتهامي أو مضبطة اتهام عن هيئة محلفين كبرى.
4 طرق أمام الكونجرس
ويتساءل الكاتب، ما الذي يلجأ إليه مجلس النواب عندما يرفض شهود الاستدعاء الحضور؟ متابعًا: أن هذا أحد أكثر الأسئلة الشائعة التي تشغل الرأى العام الأمريكي والمتابع للقضية، مستكملاً حديثه، إن الشهود المحتملين ميك مولفاني ومايك بومبيو وجون إيزنبرج وغيرهم، يتبعون أوامر البيت الأبيض ويرفضون الامتثال لمذكرات الاستدعاء.
للرد على هذا السؤال، لجأ الكاتب إلى محلل للأمن القومي في شبكة "سي إن إن" سام فينوحراد، وقاما بالبحث للرد على السؤال، وكشف الخيارات المتاحة أمام الكونجرس حال رفض الشهود الامتثال لمذكرات الاستدعاء.
وبحسب ما توصل إليه الكاتب والباحث بالأمن القومي الأمريكي، فإن الكونجرس أمامه 4 خيارات، ليس بينهم خيارًا مثاليًا، أولهمها، إحالة القضية إلى وزارة العدل لمقاضاة جنائية وهو ما يبدو غير مرجح نظرًا لوجود النائب العام وليام بار على رأس السلطة، أو استخدام صلاحيات فرضه الكامنة التي كانت غائبة منذ ثلاثينيات القرن الماضي والتي أبدى الكونحرس اهتمامًا بإنعاشها.
ويستكمل حديثه قائلاً: إن الخيار الثالث هو الذهاب إلى المحكمة المدنية للحصول على أمر من قاض لإجبار الشهود على الشهادة، وهو ما يستغرق وقتًاـ أو إعادة المساءلة عن عرقلة الكونجرس، عن إجراء التحقيق وهي النتيجة الأكثر ترجيحًا.
إمكانية الإدلاء بشهادته
وتساءل الكاتب، عن إمكانية أن يدلي ميك مولفاني كبير موظفي البيت الأبيض بشهادته بعد استدعاءه للإدلاء بها؟
ورفض مولفاني قبل ذلك المثول للمساءلة أمام النواب الأمريكيين، بعد استدعاءه حيث تأكد من إمكانية عدم امتثاله للمساءلة أمام الكونجرس، مستندًا على حصانة البيت الأبيض، وأعلن انسحابه من الدعوة ورفض الإدلاء بشهادته.
ويوضح الكاتب، أن لجنة الاستخبارات بالبرلمان يمكنها رفع دعوى قضائية لإجبار مولفاني على الإدلاء بشهادته، لكنها ابتعدت عن هذا الطريق بعدما رأت أن الدعوى القضائية ربما تأخذ وقتًا أطول من عملية المساءلة نفسها.
ويرى الكاتب أن غياب مولفاني عن المساءلة أمر طبيعي فهو صاحب دور رئيسي في حجب المساعدات عن أوكرانيا، فضلاً عن اعترافه بأن ترامب ربط منح مساعدات مقررة لأوكرانيا باعتبارات تتعلق بالسياسة الداخلية الأمريكية، في بيان له في أكتوبر الماضي.
وأكد شهود آخرون من بينهم بيل تايلور وجورج كنت، دور مولفاني في تعليق المساعدات الأجنبية لأوكرانيا.
وكان السيناتور ليندسي جراهام قال إنه يرفض مشاهدة جلسات الاستماع.
ويوضح الكاتب، أن هناك 100 شخص، من أعضاء مجلس الشيوخ يتصرفون كونهم هيئة محلفين، لكنهم لا يشبهون المحلفين الذين سيحاكمون في محكمة جنائية أو مدنية.
وبحسب الكاتب، فإن هيئة المحلفين بالمحاكم، يتم اسبتعادهم أو استبعاد أحد أعضاء الهيئة، حال أبدوا رأيًا في القضية المنظورة قبل إصدار الحكم، لكن الأمر يختلف في مجلس الشيوخ، فلا توجد آلية إجرائية يمكن من خلالها استبعاد أعضاء مجلس الشيوخ من هيئة المحلفين.
واختتم الكاتب مقاله بثلاثة أسئلة ينتظر الإجابة عليها، وهي: هل ستضر شهادة أليكس فيندمان من مجلس الأمن القومي ترامب من خلال التأكيد على أن المساعدات الخارجية كانت مشروطة بأن تحقق أوكرانيا بايدن وانتخابات عام 2016؟ وهل سيدلي جوردون سوندلاند بشهادته، وهل سيشهد الموظفون الآخران الذين حضروا المكالمة مع ديفيد هولمز؟ وهل سيصبح المبعوث الأمريكي الخاص السابق إلى أوكرانيا كيرت فولكر، الشاهد النجم في البيت الأبيض؟.
فيديو قد يعجبك: