"النساء المنسيات".. من هن مؤسسات الجمهورية الصينية في القرن العشرين؟
كتبت- هدى الشيمي:
ألقت مجلة التايم الأمريكية الضوء على الجهود التي قامت بها فتيات ثلاث ساهمن في تأسيس الجمهورية الصينية في القرن العشرين، وأوضحت أنهن يُعرفن باسم "الأخوات سونج"، بنات تشارلي سونج، التبشيري الصيني الذي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة ثم انتقل إلى شنجهاي، وكوّن ثروة كبيرة من خلال كتابة وطباعة الأنجيل باللغة الصينية. في هذا الوقت لم تكن الصين آمنة، لذلك أرسل تشارلي بناته إلى كلية ويسليان في أمريكا لإنهاء تعليمهم.
الابنة الكُبرى هي إي- لينج، (1890- 1972)، وكانت ناشطة حقوقية وتملك موهبة كبيرة في إدارة الأعمال والتجارة. عند عودتها إلى شنجهاي، عملت كسكرتيرة للدكتور سون يات- سين، قائد الثورة التي ساهمت في إنشاء جمهورية الصين في عام 1911. ولكن بعد عامين اُجبرت الثورة الثانية إي- لينج على الفرار إلى اليابان، وهناك تزوجت من إتش. إتش كونج ابن عائلة صينية ثرية، ثم عادوا إلى بلادهم، في الثلاثينيات، وكان زوجها وقتذاك أغنى رجل. وأنجبت أربعة أبناء.
كانت إي- لينج من المؤيدين لحزب كومينتانج اليميني، وشغل زوجها العديد من المناصب المهمة في الحكومة القومية. وبعد سقوط الحزب في عام 1949، انتقلت هي وزوجها إلى الولايات المتحدة، لكنها واصلت دعمها لنشاط الحزب والحقوقيين في الصين حتى وفاتها.
كانت تشينج- لينج (1893- 1981) نقيض شقيقتها إي- لينج. كانت طالبة خجولة لديها العديد من المعتقدات المثالية بشأن القومية الصينية. بعد زواج إي- لينج، شغلت وظيفة شقيقتها الكبرى كسكرتيرة لسون يات- سين. ورغم الفارق الكبير بينهما والذي يصل إلى 27 عامًا إلا أنهما تزوجا، وكانت أكثر مؤيديه.
بعد وفاة سون يات- سين، اُنتخبت تشينج لينج لعضوية اللجنة التنفيذية المركزية لحزب كومينتانج. ولكن بعد طرد الشيوعيين من الحزب عام 1927، أدانها الزعيم اليميني تشيانج كاي شيك لخيانة إرث سون، ما دفعها إلى مغادرة الصين.
وبعد عودتها، صُدمت نشينج- لينج لاكتشافها أن شقيقتها الصغرى ماي- لينج تزوجت من تشيانج، ما خلق فجوة بين الشقيقتين، وهو الأمر الذي يقول المؤرخون إنه لم يُحل ابدًا.
بقت تشينج لينج في الصين، وشغلت منصب نائب رئيس الجمهورية الشعبية حتى عام 1975، وبذلت مجهودًا كبيرًا في مجال الحقوق ورعاية الأطفال ومساواة المرأة. قبل أسبوعين فقط من وفاتها في عام 1981 ، حصلت على لقب أول رئيس فخري لجمهورية الصين الشعبية.
والابنة الثالثة هي ماي لينج، (1898- 2003)، وتعد أكثر الفتيات الثلاث سحرًا وجاذبية. عملت جنبًا إلى جنب في الحملات السياسية مع زوجها، وانشأت العديد من المنظمات الخيرية. لعبت دورًا محوريًا في إقناع الفصائل المتحاربة في الصين بالتوحد بعد اندلاع الحرب الصينية اليابانية عام 1937، وعملت هي وشقيقاتها معًا من أجل التحرر الصيني.
لكن بعد استسلام اليابان في عام 1945، استأنف الشيوعيون وحزب كومينتانج الحرب الأهلية، وانحازت ماي لينج وشيقاتها إلى الأخير. وفي عام 1949، عندما أسس ماو تسي تونج جمهورية الصين الشعبية، فرت ماي لينج مع زوجتها إلى تايوان، وهناك أسس زوجها حكومته العسكرية. وهناك استأنفت ابنة سونج الصغرى عملها في الشؤون الدولية حتى وفاة زوجها عام 1975.
توفيت ماي لينج في نيويورك عام 2003، عن عمر يناهز 106 أعوام.
فيديو قد يعجبك: