من أصول مصرية.. من هو ريموند شينازي مخترع "السوفالدي"؟
كتب - محمد عطايا:
منذ 5 سنوات، تمكنت مصر من التعاقد مع شركة جلياد الأمريكية، لاستيراد عقار "السوفالدي" الذي يستخدم لعلاج مرضى التهاب الكبد الوبائي (سي)، وذلك في بداية حمة قومية لعلاج هؤلاء المرضى.
وتقول تقديرات وزارة الصحة والسكان إن عدد حالات الإصابة بالفيروس سنوياً تبلغ 100 ألف شخص، في حين تشير دراسات إلى أن مصر من بين الأعلى في العالم من حيث عدد من يحملون ذلك النوع من المرض.
عقار "سوفالدي" الذي أصبح ينتج في مصر حاليًا، لا يعلم الكثير أن مخترعه هو عالم كيميائي يهودي يحمل الجنسية الإيطالية وهو من أصول مصرية خرج من مصر ضمن اليهود الذين خرجوا منها بعد ثورة 1952، قبل أن يعود إلى مصر مشاركا في أحد المؤتمرات الطبية في 2014.
"يمكنك أن تحلم بأشياء قد يراها الناس مستحيلة، إلا أنك بالمثابرة تثبت أنهم كانوا على خطأ"، هكذا يؤمن شينازي الذي حصل على الدكتوراة في الكيمياء من جامعة باث البريطانية، ويحمل في جعبته 92 براءة اختراع من الولايات المتحدة، و120 براءة اختراع دولية، وذلك بحسب ما ذكره موقع "يركس إيموري"، التابع مركز يركس الأمريكي الذي يعمل فيه شينازي.
تركز أبحاث شنازي على تطوير عقاقير للعدوى التي يسببها فيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز"، والتهاب الكبد الوبائي، وفيروسات حمى الضنك.
بالإضافة إلى مركز يركس، يشغل شنازي منصب كبير علماء الأبحاث في المركز الطبي لشؤون المحاربين القدامى في أتلانتا، والمدير المشارك لجهاز اكتشاف الأمراض والعقاقير في إيموري.
نشأة شينازي
ولد في الإسكندرية عام 1951، من أسره يهودية، من أم مصرية وأب إيطالي. درس بكلية فيكتوريا بالإسكندرية.
وقال الدكتور شينازي، في إحدى لقاءاته الصحفية، إنه عندما كان في عمر الثامنة، أصاب والدته مرض خطير، ولم يكن متوافر علاج في مصر لها حينها، ما جعله مضطرًا للسفر مع عائلته إلى الولايات المتحدة للبحث عن علاج.
وأضاف أنه فوجئ أن والدته أصبحت بأفضل حال، وتعافت بشكل كبير من مرضها بعد حصولها على العلاج، وهذا –على حد وصفه- ما أثر فيه بشكل كبير لأن يصبح طبيبًا، ويطور أدوية لعلاج المرضى.
وأكد أنه عاش سعيدًا في مصر، إلى أن أصبحت الأمور غير ملائمة لهم، ما جعله مضطرًا للسفر مع عائلته خارج البلاد، بعدما طرد خلال عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، عندما كان عمره 13 سنة، ليعيش في مخيم لاجئين بإيطاليا.
ورغم خروجه من مصر، قال عالم الكيمياء اليهودي، إن المحروسة لم ينساها على الإطلاق، ودائمًا في ذاكرته.
انتقل إلى بريطانيا، وحصل على بكالوريوس العلوم سنة 1972، والدكتوراه سنة 1976 في الكيمياء من جامعة باث، بإنجلترا، ومن هناك إلى الولايات المتحدة ليدرس علم الصيدلة بجامعة ييل المرموقة، كما درس علم الفيروسات والمناعة بجامعة إيمورى.
تمكن شينازي من خلال ابحاثه من توفير الأدوية لأهم الأمراض الفيروسية بشكل تجاري وبأسعار رخيصة. وكانت له مساهمة بارزة في اكتشاف وتطوير العديد من العلاجات الرئيسية لفيروس نقص المناعة البشرية "إيدز"، والتهاب الكبد "فيروس سي".
أسس أكثر من 5 شركات في البيو تكنولوجي. وأنجز أكثر من 500 بحث علمي معتمد و10 كتب، ويترأس في الوقت الحالي، أحد أهم المناصب في جامعة "إيموري" .
ومن بين تلك الشركات، شركة فارماسيت للتكنولوجيا الحيوية، التي طورت عقار السوفوسبوفير "سوفالدي" لعلاج التهاب الكبد الوبائي.
تركيبة مجانية
خلال مشاركته بمؤتمر الدورة التدريبية لأمراض الكبد والجهاز الهضمي بالقاهرة في سبتمبر 2014، قال شينازي، إنه منح مصر تركيبة خاصة لعلاج فيروس سى يتم تصنيعها في البلاد، دون الاستعانة بالشركات الأجنبية.
وأكد في تصريحات صحفية أن العقار الجديد سيتم تصنيعه من قبل شركات الدواء المصرية حيث سيكون هدية للشعب المصري دون مقابل حتى يصل للمرضى المصريين بسعر زهيد جدًا، وهو ما حدث بالفعل في السنوات اللاحقة.
وقال شينازي عن زيارته لمصر: "عندما زرت مصر، كنت بحاجة لأن أعالج نفسي مما حدث في الماضي، أنه مميز للغاية، ولا أزال استخدم اللغة العربية بشكل خفيف، وأتذكر جيدًا طريقة المزاح المصرية".
فيديو قد يعجبك: