"عملية مستمرة لسنوات".. الأسد يتحدث عن موعد إعادة إعمار سوريا
كتبت- رنا أسامة:
قال الرئيس السوري بشار الأسد إن المدة الزمنية اللازمة للانتهاء من عملية إعادة إعمار سوريا، تتوقف على "كم سنة سيستمر الحصار وما هي أساليبه.. ويعتمد على عودة السوريين من الخارج".
وتابع الأسد خلال جزء من مقابلة مع مجلة "باري ماتش الفرنسية"، نشرتها وكالة الأنباء السورية، الخميس: "الآن هم (السوريون في الخارج) يعودون، ولكن أيضًا بشكل تدريجي، فإذا من الصعب إعطاء جواب على هذا الموضوع، ولكن هي عملية مستمرة لسنوات طبعا".
وأشار إلى أن "أكثر من مليون سوري خلال أقل من عام، وهناك تسارع الآن، وخاصة بعد تحرير دمشق والمنطقة الجنوبية ومحيطها"، موضحًا أن جزء من عودتهم يرتبط "بعودة البنى التحتية والخدمات الأخرى كالكهرباء، والمدارس، والمشافي. ومع كل أسف فإن هذه القطاعات الثلاثة هي الأكثر تأثراً بالحصار".
وذكر أن "هناك في الوقت نفسه ضغط غربي أيضًا على اللاجئين لعدم العودة إلى سوريا لأنها بالنسبة لهم قضية إنسانية تستخدم كورقة لأهداف سياسية".
كما أقرّ بأن العقوبات المفروضة على بلاده أثّرت بشكل كبير على السوريين، وقال: "هذا صحيح تماما، لكن مع ذلك، على سبيل المثال، الصناعة في مجالات عدة أصبحت أكبر وليس العكس، فهي لم تتراجع في بعض القطاعات، قطاع الأدوية مثلا توسع".
وأضاف: "أما بالنسبة لإعادة إعمار ما هُدم، فتستطيع أن تذهب إلى حلب، التي كانت مدمرة بشكل كبير من قِبل الإرهابيين، وترى الفرق الكبير كل عام، وأن الدولة تقوم بعملية إعادة إعمار وأيضا المواطنون"، حسبما أورت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
وردا على سؤال بشأن الاستثمارات الأجنبية في سوريا، في ظل انخفاض سعر الليرة السورية، كشف الأسد عن وجود إقبال من بعض الشركات الأجنبية للاستثمار في سوريا، لكنه أشار إلى أن العقوبات الغربية المفروضة على دمشق تعيق العملية.
وأوضح الأسد: "مؤخرًا، خلال الأشهر الستة الأخيرة، بدأت تأتينا بعض الشركات من الخارج للاستثمار في سوريا، طبعا الجانب الاستثماري الخارجي سيبقى بطيئا في هذه الظروف، لكن هناك أساليب للالتفاف على العقوبات".
وتابع الرئيس السوري: "بدأنا بالتنسيق مع هذه الشركات، بإيجاد طرق وسيأتون قريبا للاستثمار، لكن هذا لا يعني أن عملية الاستثمار وإعادة الإعمار ستكون سريعة".
كانت البنية التحتية لسوريا تضررت بشكل كبير في ظل الحرب التي تشهدها منذ سنوات. وبحسب تقديرات الخبراء، فإن سوريا في حاجة إلى نحو 300 - 400 مليار دولار لإعادة إعمارها.
وتشكل إعادة الإعمار في سوريا مسألة ذات أولوية لدول الاتحاد الأوروبي، لكن هذه الدول تربط ذلك بإتمام العملية السياسية المتمثلة، من وجهة نظر اللاعبين الأوروبيين في المنطقة، بعملية انتقال سياسي تضمن الاستقرار الدائم للمنطقة، وفق تقرير سابق لمجموعة الأزمات الدولية المعنيّة بمنه حدوث وتسوية النزاعات الدموية حول العالم من خلال تحليلات ميدانية.
فيديو قد يعجبك: