يوم دام في العراق.. الدبابات تحمي المزارات والرصاص يحصد الأرواح

كتب - محمد صفوت

يشهد العراق منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس مشاهد دامية، أسفرت عن مقتل حوالي 28 شخصًا من المحتجين في مدن مختلفة، كما فرضت السلطات حظر التجوال في مدينة النجف بعد ساعات من إحراق القنصلية الإيرانية بالمدينة.

كما نشرت الحكومة الدبابات وكثفت الإجراءات الأمنية أمام المزارات الشيعية في البلاد بهدف ضبط الأمن ومساعدة قوات الشرطة، وكانت قد فرضت أيضًا حظر التجوال بمدينة الناصرية.

شهدت الناصرية مواجهات دموية بين المتظاهرين وقوات الامن العراقية سقط خلالها عشرات القتلى بين المتظاهرين، الذين شيعوا جثامين الضحايا متحدين حظر التجوال، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

وفي النجف، قالت مصادر طبية لوكالة "رويترز" إن قوات الأمن العراقية قتلت بالرصاص 28 محتجا على الأقل يوم الخميس. كما أشارت إلى أنه ما لا يقل عن 24 شخصًا من الحصيلة لقوا مصرعهم عندما فتحت القوات النار على متظاهرين أغلقوا جسرًا في مدينة الناصرية الجنوبية قبل فجر يوم الخميس.

فيما سقط أربعة آخرون قتلى في بغداد حيث أطلقت قوات الأمن الذخيرة الحية والطلقات المطاطية قرب جسر على نهر دجلة.

ويمثل هذا اليوم أحد أكثر الأيام دموية منذ بدء الانتفاضة في بداية أكتوبر الماضي.

من جانبها أعلنت السلطات العراقية تشكيل "خلايا أزمة" من المدنيين والعسكريين لكبح الاضطرابات وتعهد القائد العسكري للحشد الشعبي باستخدام القوة لمنع أي هجوم على السلطات الدينية الشيعية.

فيما قرر رئيس الوزراء إقالة القائد العسكري بالناصرية الفريق جميل الشمري، بعد ساعات من تعيينه مسؤولاً عسكريًا على هذه المدينة التي تشهد منذ أيام احتجاجات متواصلة.

أفادت وكالة "فرانس برس" أن عناصر أمن انتشروا في محيط الناصرية وقاموا بعمليات تفتيش لجميع السيارات والأشخاص الذين يحاولون الدخول، وسط أنباء عن إضرام النيران في فوج للمهمات الخاصة بالناصرية، بعد سقوط قتلى بين صفوف المحتجين.

وكلف رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي قيادات عسكرية بمساعدة المحافظين في المحافظات التي تشهد مظاهرات احتجاجية لأداء مهامهم في ضبط الأمن وفرض القانون.

وقال بيان لخلية الإعلام الأمني في قيادة العمليات المشتركة اليوم الخميس: "لأهمية ضبط الأمن وفرض القانون في المحافظات وحماية المؤسسات والمصالح العامة والخاصة وحماية المواطنين تم تشكيل خلية أزمة برئاسة المحافظين وحسب توجيهات رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة تقرر تكليف بعض القيادات العسكرية ليكونوا أعضاء في خلية الأزمة".

أفاد شهود عيان اليوم بأن القوات العراقية عززت انتشارها في الشوارع وأمسكت نقاط تفتيش لمنع توسع حركة الاضطرابات في بغداد وتسع محافظات بعد ليلة تم فيها إحراق مقر القنصلية الإيرانية.

وذكر الشهود أن القوات الأمنية "فرضت إجراءات أمنية مشددة في المدينة القديمة التي تضم منازل ومكاتب المرجعيات الدينية الشيعية