"المسيرة الخضراء".. ذكرى محاولة ملك المغرب ضم أرضٍ بتظاهرات شعبية
كتب – محمد عطايا:
منذ 44 عامًا، خرج الآلاف من الشعب المغربي في مسيرات، عرفت حينذاك باسم "المسيرة الخضراء"، للتعبير عن رأيهم في اعتبار منطقة الصحراء الغربية المتنازع عليها مع موريتانيا تابعة للمغرب.
دعوة الملك الحسن الثاني لخروج الشعب المغربي للتعبير عن آرائهم بشأن ضم الصحراء الغربية إلى بلاده، استجابة من قبل أكثر من 350 ألف شخص.
ولم يقف الأمر عند ذلك الحد، حيث قدم باقي أفراد الشعب الدعم من ماء وطعام اللازمة لإعاشة المشاركين في المسيرة التي انطلقت في السادس من نوفمبر 1975.
لماذا خرج الشعب المغربي؟
قبل سنوات من تاريخ المسيرة الخضراء، احتلت إسبانيا المغرب، وبعد خروج المستعمر، فكرت المغرب في ضم الصحراء الغربية، نظرًا لأن ساحلها الممتد على أكثر من 1100 كيلو متر على المحيط الأطلسي، غني بالثروات المعدنية.
تحتضن الصحراء المغربية ما يقرب من ملياري طن من الفوسفات النقي، وهي ثروة من شأنها تعزيز موقف المغرب في السوق العالمية.
الأرض الغنية بالفوسفات، كانت بمثابة عامل الجذب لإسبانيا لاحتلال تلك البقعة.
في تلك الأوقات تولى الملك الحسن الثاني حكم المغرب، ولم يكن بارعًا في ممارسة الحياة الديمقراطية، فاعتمد –بحسب تقارير إعلامية- على الجيش، ومحاولة عرقلة الحكم البرلماني.
علق الملك البرلمان وأعلن حالة الطوارئ التي استمرت حتى إقرار الدستور الجديد في العام 1970، إلا أنه لم يتمكن من التمادي في سياسته التي أغضبت الشعب المغربي حينها.
تصاعدت الأوضاع بالدرجة التي تعرض فيها الملك لمحاولة اغتيال في العام 1971، عندما هاجم عدد من كبار الضباط حفل عيد ميلاده على أحد الشواطئ.
لتحسين الوضع القائم في بلاده، حاول الملك الحسن التواصل مع زعماء القبائل في الصحراء الغربية، وإعلان دعمه لحراك المقاومة ضد الأسبان.
اكتسب الملك الحسن الثاني شعبية كبرى من دعمه لحركات التحرر من المحتل الإسباني في الصحراء المغربية.
أمام المقاومة الشعبية لم تجد إسبانيا بدٌ سوى نيتها إجراء استفتاء بشأن حق تقرير المصير لسكان المنطقة.
أقرت المحكمة الدولية أحقية الصحراء الغربية في الانفصال عن المغرب وموريتانا والتحرر من إسبانيا، وهو أمر مغاير لما كان يريده الملك الحسن الثاني، ليخرج في خطبة جماهيرية يدعو فيها إلى مسيرات تاريخية، لقبت بـ"المسيرة الخضراء"، للمطالبة باعتبار تلك المنطقة جزء من المغرب.
نجح المغرب في ضم الصحراء الغربية بعد هذه المسيرة، التي اعتُبرت أكبر مسيرة على الإطلاق في أفريقيا.
لم يسعد الملك الحسن الثاني كثيرًا بضم الصحراء الغربية، فمنذ العام 1976 اندلعت مواجهات مع جبهة البوليساريو لإقامة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، في تلك المنطقة.
فيديو قد يعجبك: