كيف يمكن للجيش اللبناني مواجهة حزب الله بعد تعليق المساعدات العسكرية؟
كتب - محمد صفوت:
بددت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرصة للاستفادة من الاحتجاجات الشعبية في لبنان، بعد قرارها بتعليق المساعدات العسكرية البالغة 105 مليون دولار للجيش اللبناني.
ويرى بلال صعب مدير برنامج الدفاع والأمن في معهد الشرق الأوسط، وفقًا لمقاله المنشور في مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أن القرار الأمريكي مثير للجدل، فبدلًا من مضاعفة الدعم للقوات المسلحة اللبنانية التي من شأنها الضغط على حزب الله؛ اتجه البيت الأبيض لتعليق المساعدات العسكرية له.
وبحسب المجلة الأمريكية، فإن مجلس الأمن القومي التابع للرئيس الأمريكي هو من اتخذ القرار دون الرجوع لوزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيتين، الأمر الذي لا يعد مفاجئ، خاصة أن موظفو المجلس المسؤولين عن الشرق الأوسط يسعون بقوة لتقليص المساعدات العسكرية إلى لبنان منذ أكثر من عام.
ويقول الكاتب: "حتى الآن لم تقدم أي أسباب تتعلق بتعليق المساعدات، إلا الحجج التي قيلت قبل ذلك بأن حزب الله يسيطر على الحكومة اللبنانية ويشكل تهديدًا لأمن إسرائيل، شعار أمريكا أولاً الذي رفعه ترامب لتحديد سياساته الخارجية"، متسائلاً "كيف يستطيع الجيش اللبناني تحدي حزب الله مع تعليق المساعدات العسكرية؟.
ويرى الكاتب أن مخاوف مجلس الأمن الأمريكي ووزارتي الدفاع والخارجية والقيادة المركزية حول حزب الله دقيقة إلى حد ما، فهي جماعة تسيطر سياسياً على لبنان وتقرر وحدها متى تخوض الحرب ومتى تصنع السلام في البلاد.
واستكمل: "أن الخلاف مع الإدارة الأمريكية الحالية لا يتمثل في المخاوف أو التحديات التي يمثلها حزب الله، لكن في طرق معالجة هذه التحديات".
الاعتقاد الأمريكي بأن وقف المساعدات العسكرية عن الجيش من شأنه أن يدخله في مواجهة مباشرة مع حزب الله، غير منطقي فالجيش اللبناني لا يمتلك السلطة أو الأسلحة التي بحوزة حزب الله، وكل ما يمكنه هو تقديم نفسه للبنانيون كبديل موثوق عن حزب الله، وهي عملية طويلة الأمد.
قيادات الجيش اللبناني تدرك مخاطر مواجهة حزب الله الذي تمكن من مواجهة الجيش الإسرائيلي في 2006، والانشقاقات المحتملة في صفوف الجيش على أسس طائفية والعودة إلى الحرب الأهلية.
ورغم ذلك صدت قوات الجيش اللبناني، أتباع حزب الله الذين حاولوا فضَّ الاعتصامات اللبنانية بالقوة أكثر من مرة.
وأضاف بلال: "أن قرار إدارة ترامب بمعاقبة الجيش اللبناني الشريك الذي لا تشوبه شائبة في حربه ضد تنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين، أمر محير ويثير المخاوف".
ويرى الكاتب أن الإجراء الأخير يُضعف موقف واشنطن في جهودها لإقناع قادة الجيش بعد الانصياع وراء الدعم الروسي.
ويحتاج الجيش اللبناني لكل الدعم في الوقت الحالي في ظل صراعة لمنع وقوع حرب أهلية طائفية في البلاد مرة أخرى، وعلى واشنطن أن ترحب بقرارات الجيش اللبناني وتواصل تقديم الدعم له.
ويقول الكاتب: "إن الإدارة الحالية للبيت الأبيض تفتقد التقييم الجاد للعواقب المحتملة جراء نهجها الجديد، ما تسبب في ضعف واشنطن في مواجهة قوة عالمية مثل روسيا واحتمال فقدان الجيش اللبناني الذي يُعد شريك قادر على مكافحة الإرهاب".
ووصف الكاتب عدم إطلاع وزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيتين، على القرار بـ"الكارثة" وأن مجلس الأمن القومي الأمريكي غير مبالي بالعواقب المحتملة للقرار.
وتابع: "القرار لن يؤثر في الوقت الحالي، أو لن يظهر تأثيره على الأقل حيث هناك 132 مليون دولار بحساب بنكي للجيش اللبناني، لكن كما طالت فترة تعليق المساعدات فإن الأمور ستصبح أكثر خطورة".
واختتم مقاله مطالبًا واشنطن بمكافئة الجيش اللبناني وليس معاقبته مشيدًا بقرار الجيش بالانحياز للشعب اللبناني خلال احتجاجاته ومحاولته لتقويض البيئة التي إزدهر فيها حزب الله".
فيديو قد يعجبك: