بعد فوزه في الانتخابات.. هل ينجح جونسون في تنفيذ "بريكسيت"؟
كتبت- هدى الشيمي:
قالت شبكة سي إن إن الأمريكية إن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون سوف يُدرك بعد انتهاء الاحتفالات بفوز حزبه المُحافظ في الانتخابات العامة التي اُجريت أمس الخميس، أنه يواجه مشاكل كبيرة، وأن حلمه بإخراج بلاده من الاتحاد الأوروبي المعروف بـ"بريكسيت" ليس سهلاً، ولكنه بعيد كل البعد عن التنفيذ في الفترة المُحددة.
فاز بوريس جونسون في الانتخابات التشريعية بأغلبية كبيرة، بعد تصويت الناخبين البريطانيين للمحافظين ما يعني أن خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي سيتم في 31 يناير بعد أكثر من ثلاثة أعوام من الانقسامات والتردد في هذا الشأن.
وأكدت النتائج الأولية التي نشرت صباح اليوم الجمعة، بالتوقيت المحلي البريطاني، توجه التقديرات الأولية التي أشارت إلى فوز المحافظين بأغلبية ساحقة بعدما فقدوا هيمنتهم بهذا الشكل على البرلمان البريطاني منذ عهد مارجريت تاتشر.
وبعد انتزاعها الدوائر العمالية التي يسيطر عليها العماليون منذ عقود، بات المحافظون يملكون الصلاحية المطلقة لتنفيذ بريكست الذي وافق عليه 52 بالمئة من البريطانيين في استفتاء 2016 لكنه لم يحقق تقدما عمليا.
حسب سي إن إن، فإن اتفاق بريكسيت الخاص بجونسون ليس سوى المرحلة اللأولى من عملية قد تمتد لسنوات، لاسيما وأن رئيس الوزراء المحافظ لم يضع اطارًا لعلاقة بلاده المستقبلية مع الاتحاد الأوروبي، أو الآثار طويلة الأجل المترتبة على الانفصال عن الكتلة الأوروبية.
ولفتت الشبكة الإخبارية أن بيان حملة حزب المحافظين لم يكن به الكثير من التفاصيل، كما أنه كان خاليًا من أي معلومات بخصوص رؤية جونسون للتفاوض مع الاتحاد الأوروبي بشأن الكثير من الأمور العالقة بينهم، وخاصة الاتفاقية التجارية.
ذكرت "سي إن إن" أن هناك صادماً بين جونسون و زعيمة الحزب الوطني الاسكتلندي نيكولا ستورجيون، والتي تعهدت بإجراء استفتاء جديد بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست" واستقلال إسكتلندا.
وأوضحت الشبكة الأمريكية أن تأكيد المحافظين على أن بريطانيا سوف تغادر الاتحاد الأوروبي، يعني خروج اسكتلندا من الاتحاد الأوروبي ضد إرادتها.
أكد رئيس الحكومة البريطاني أن نتيجة هذه الانتخابات تعني إتمام "بريسكت"، والذي أصبح - على حد قوله- قرارًا من الشعب البريطاني غير قابل للجدل أو المقاومة أو النقاش.
قال جونسون، في كلمته اليوم الجمعة، إن الانتخابات تضع نهاية لكل التهديدات البائسة بشأن إجراء استفتاء ثانِ على بريكست، مؤكدًا اتمام "بريكست" في موعده المحدد بحلول الـ31 من يناير المقبل من دون استثناءات أو احتمالات، مشددا على أن المملكة المتحدة ستغادر الاتحاد الأوروبي.
قالت "سي إن إن" إن هذا الخلاف الحالي بين اسكتلندا ولندن سوف يزيد الطين بلّة، ويجعل العلاقات بين الحكومتين أكثر هشاشة.
قالت ستورجيون لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، إن "بوريس جونسون لديه تفويض بإخراج إنجلترا من الاتحاد الأوروبي، وعليه أن يقبل أن لدي تفويض لتوفير مستقبل آمن لاسكتلندا".
من الناحية السياسية، فإن كل من اسكتلندا وانجلترا سوف تكونان دولتين مُختلفتين تمامًا، وترى "سي إن إن" أن هذا من شأنه خلق ضغوطًا هائلة على الحزب الوطني الاسكتلندي لإجراء استفتاء آخر على الاستقلال.
فيديو قد يعجبك: