لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"ارتفع ضجيج القصف وهدأت أنفاس أمي".. مأساة عائلة السواركة يرويها الناجون

11:55 م السبت 14 ديسمبر 2019

مأساة عائلة السواركة يرويها الناجون

كتب – محمد عطايا:
"شعرت كأني مخدرة، في الحقيقة لم أشعر بشيء، جراء ما حدث في تلك الليلة.. حينها كان الجميع نائمين، ولكني لم أتمكن من النوم بسبب ضجيج الطائرات.. لم تمر لحظات حتى سمعت صوتًا هائلًا نتج عن قصف منزلنا.. ارتفع صوت الضجيج، ثم هدأت جميع الأصوات، وهدأ معها أنفاس معظم أفراد عائلتي"، هكذا تصف نور السواركة، طفلة فلسطينية في الحادية عشرة من عمرها، تفاصيل مأساة دير البلح، بقطاع غزة.

الطفلة الفلسطينية، استُشهد 9 من أفراد عائلتها، في ليلة الرابع عشر من نوفمبر الماضي، في قصف لمقاتلات الاحتلال الإسرائيلي، على مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة.

تقص سليلة عائلة السواركة، للباحثة الحقوقية ألفت الكورد، من جمعية "بتسليم" غير الربحية الإسرائيلية، تفاصيل تلك الليلة الدامية، التي نقلتها صحيفة "هآرتس" العبرية، تقول: "هربت مسرعة من القصف، بعيدًا عن شقيقتاي نيرمين وريم، اللتان كانتا نائمتين بجواري... هربت بسرعة - دون أن أرى شيئًا، لأن الكهرباء انقطعت بسبب القصف. سمعت ثلاث تفجيرات في بضع ثوان. في تلك اللحظة رأيت نيرمين، التي حاولت الهرب لكنها لم تنجح، لأن ساقيها أصيبتا".

وأضافت، "ابتعدت عن المنزل، وعندما توقف القصف، عدت لأبحث عن عائلتي، لكنني لم أجد منزلي، بل كومة من الأنقاض داخل حفرة كبيرة.. لقد وجدت وسام، زوجة عمي وأولادها، وبدأنا معًا في البحث عن أخواتي وأبناء عمي.. لقد وجدت أختي ريم مدفونة تحت الرمال. كان وجهها مغطى بالدماء. حاولت إنقاذها، وسحبها من الرمال إلا أن قواي خارت ولم أستطع إنقاذها".

"لقد وجدت أخي سالم وأختي لمى بجوار والدتي، الذين نطقا الشهادة، وغطوا في ثبات عميق.. حاولت أن أيقظهما، لكنها لم تستجيب فأدركت أنها رحلت"، وذلك وفقًا للطفلة الفلسطينية.

تقول نور، "وصلت سيارة إسعاف لنقلنا إلى المستشفى، وبدأ الناس يتجمعون حول أنقاض منزلنا، أخذت سيارة الإسعاف الأولى، زوجة عمي وأولادها. كان هناك أيضًا جثة في السيارة لم أتعرف عليها. أخي وأخواتي كانوا في سيارة إسعاف مختلفة. وعندما وصلنا إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، تم وضعنا على سرير وفحصنا جميعًا".

كانت حصيلة الشهداء من عائلة السواركة، والديها ، يسرا ومحمد، وشقيقاها معاذ، 7 سنوات، ووسيم، 13 عامًا، وعمها رسمي وزوجته وأطفالهم الثلاثة. وتقول نور، "تبقى لي خمسة من أشقائي مصابون وبلا مأوى".

وقالت، "ظل والدي في المستشفى لمدة أسبوع تقريبًا في حالة حرجة. وعندما سمعت أنه توفي أيضًا، بدأ جسدي يهتز. ذهبت إلى حالة من الذعر الرهيب عندما سمعت ذلك. عندما رأيت جثته. هربت. لم أستطع أن أنظر إليه. لقد مرت ثلاثة أسابيع منذ مقتلهم. أفتقدهم جميعًا، وخاصة أخي معاذ الذي أحببته كثيرًا. كنا قريبين جدا".

نور السالمية السواركة
جدة الطفلة نور، السالمية السواركة، أرملة تبلغ من العمر 76 عامًا، وأم لستة أطفال، فقدت اثنين من ابنائها، واثنين آخرين من أحفادها، في عدوان 14 نوفمبر، وذلك وفقًا لما ذكرته الباحث الميداني في مؤسسة "بتسيلم" العبرية الخيرية، خالد العزايزة.

قالت السالمية، "استيقظت في حوالي الساعة 12:30 صباحًا بسبب القصف القوي للغاية. خرجت أنا وابنتي وأحفادنا وجلسنا في الخارج بجوار المنزل. كنا خائفين من سقوط السقف علينا. فجأة وصل ديا ويوسف، حفيداي، ليخبروني أن طائرة قصف منزلهما، ولا يمكنهما العثور على الأب أو العمة مريم".

وأضافت، "عندما سمعت ذلك، شعرت كأنني أموت فلم أكن أعرف ما كان يجري من حولي. وبدأت بالصراخ، لقد رحل أطفالي!".

في السادسة صباحًا، ذهبت الجدة السالمية إلى مستشفى دير البلح، وأخفى جيرانها خبر مقتل أفراد من عائلتها خوفًا من أن تصاب بصدمة عصبية.

تقول السالمية، "أخبروني أنه تم نقل ابني محمد إلى مستشفى الشفاء، لكنهم لم يخبروني كم عدد الشهداء. وشعرت حينها أن ابني محمد قد مات في المستشفى".

عادت الجدة إلى منزلها في حوالي العاشرة والنصف صباحًا، لتجد سيارات الإسعاف توصل جثامين شهداء 8 من أقاربها، هم: رسمي، مريم، مهند، فراس، سالم، يسرى، معاذ، ووسيم، و"عندها شعرت السالمية بالانيهار".

وسام السواركة
إحدى المنتميات لعائلة السواركة، وهي تبلغ من العمر 33 عامًا، فقدت زوجها، رسمي، 46 عامًا، في العدوان الإسرائيلي على دير البلح، عندما قُصفت طائرات الاحتلال منزلها.

سردت وسام قصتها لخالد العزازة، "بحثت عن أطفالي ووجدتهم جميعهم خارج المنزل.. رأيت محمد، وضياء وفهد، ولكنهم كانوا أصيبوا بشظايا جراء القصف، لكنني لم ألمح مهند، نجل زوجي من زوجته المطلقة.. بدأت البحث عنه، حتى وجدته في حفرة مغطاة بالرمل. استطعت فقط رؤية رأسه. بدأت في تنظيف الرمال من رأسه. لكنه لم يكن يتنفس وكان من الواضح أنه مات".

توجهت وسام مسرعة إلى منزل زوج شقيقتها محمد، لتجدهما ملقيان على الأرض، أختها ميتة، وزوجها يصارع للبقاء على قيد الحياة.

تقول وسام، "فجأة تذكرت ابنتي فرح، البالغة من العمر شهرين. بدأت أبحث عنها في كل مكان - في الأنقاض، وبين الحجارة، لكنني لم أجدها. لم أستطع رؤية شيء في الظلام. سارعت بإرسال ابني ضياء، البالغ من العمر 10 سنوات، إلى منزل جدته، لإخبارهم بما حدث والاتصال سيارة إسعاف لإنقاذنا".

وأضافت، "نقلت سيارات الإسعاف الشهداء والجرحى، وعندما لم أتمكن من العثور على رضيعتي، أيقنت أنها ماتت، لكن سعدت بشدة عندما علمت أنه تم العثور عليها، وهي على قيد الحياة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان