السودان: "حميدتي" يتحدث عن تجارة الذهب وقواته التي "ليست ملائكة"
كتب – محمد عطايا:
"أولويتي ليست الحكم، أقسم بالله أني أرى نفسي سودانيًا، فأنا مواطن عادي بسيط، وليست لدي أي سلطة"، هكذا بدأ حمدان دقلو "حميدتي"، عضو مجلس السيادة السوداني، وأحد أبرز الوجوه في السودان منذ نظام الرئيس المعزول عمر البشير، حديثه لصحيفة "إندبندنت".
قالت الصحيفة البريطانية، إن الميلياردير دقلو، نقل نفسه من شخص مقرب للبشير، الذي وصفه مازحًا فيما مضى بـ"حمايتي" بدلًا من حميدتي، ليكون قائدًا في الجهاز الأمني الذي أطاح بالرئيس.
وأضافت، أن دقلو يسعى لتصوير نفسه على أنه حامي الثورة السودانية، إلا أن قوات الدعم السريع التي يترأسها، لها تاريخ دموي في دارفور، فضلًا عن اتهامها من قبل المتظاهرين وجهات حقوقية بمسؤوليتها عن تنفيذ هجمات ضد المحتجين خلال الثورة السودانية.
وبرغم انتشار تقارير حقوقية، تتحدث عن استمرار عدوان قوات الدعم السريع على بعض المناطق في دارفور، أكد دقلو أن قواته والجيش السوداني، "تحمي دارفور"، و"حماة الثورة".
وقال في حديثه لـ"إندبندنت" :"من يحرس دارفور؟ من يحرس المشردين داخليا؟ من يعوضهم؟ من الذي يعيد حقوق الناس؟.. نحن من يفعل ذلك".
وأضاف "وأولويتنا القصوى الآن هي نجاح الحكومة المدنية".
واعترف القيادي في مجلس السيادة السوداني، بأن قواته "ليست ملائكة"، وأنه "ربما كانت هناك جرائم" في الماضي، لكنه أصر على وجود مساءلة داخلية.
وأكد أن قوات الدعم السريع تعرضت لـ"استفزازات لا توصف"، لافتًا إلى أن مرتكبي الجرائم خلال الثورة السودانية، هم مجموعة مندسة صورت نفسها على أساس أنها تابعة للقوات التي يرأسها، وأنه تم القاء القبض على 200 شخص على الأقل، بتهمة انتحال شخصية رجاله في محاولة لتشويه سمعة قواته.
الصحيفة البريطانية، أكدت أن حميدتي من أكثر الشخصيات الجدلية في السودان، فلم يكن موقف قواته من الثورة وحدها موضع شك، ولكن تهم تهريب الذهب كان من بين اهتمامات الشعب هناك.
حميدتي، بعد أيام قليلة من عزل البشير، ادعى في خطاب جماهيري، أنه أودع مليار دولار في البنك المركزي السوداني، مصدرها تجارة الذهب، والأموال المدفوعة لقوات الدعم السريع من دول الخليج للحرب في اليمن.
أشعلت سلسلة من التحقيقات في شركة عائلته "الجناد" ، التي يقال إنها تعمل في مجالات النقل والبناء، وإدارة المناجم في دارفور وجنوب كردفان، وجميعهم –بحسب إندبندنت- تحت حراسة جنود قوات الدعم السريع.
وقال حميدتي "ليس لدي مناجم، هو واحد فقط في جبل عامر وبعض الشراكات مع الآخرين"، مؤكدًا "نحن ندفع الضرائب. نحن ندفع الزكاة. نحن ندفع الجمارك. نحن ندفع رسوم التصدير".
في تحقيق أجرته رويترز مؤخرًا ، قال مسؤولون حكوميون حاليون وسابقون، ومصادر لصناعة الذهب، إن البشير أعطى حميديتي إشارة بيع الذهب من خلال الشركة العائلية "الجنادي" في العام 2018، عندما كان الاقتصاد السوداني ينهار.
في المقابل، ستقدم شركة الجنادي بعض عائدات التصدير إلى الدولة، لدفع ثمن مشتريات الحكومة من الوقود والقمح.
وحول اتهامه بإشراك قوات الدعم السريع في الحرب باليمن للتربح من دول الخليج، أكد حميدتي، أن قرار الدفع بقواته كان متعلقًا بـ"الحفاظ على القوى الشرعية في اليمن".
وقال "إن قوات الدعم السريع تفعل أكثر من ذلك بكثير، لكن الجانب الجيد غير مرئي. يمكنني التحدث عن جهودهم لمدة شهر دون توقف".
فيديو قد يعجبك: