من ماليزيا.. ايران تدعو العالم الإسلامي لمحاربة "الارهاب الاقتصادي"
طهران- (أ ف ب):
دعا الرئيس الإيراني الذي تعاني بلاده من عقوبات قاسية، حسن روحاني، الدول الإسلامية الخميس إلى محاربة "الإرهاب الاقتصادي" الذي قال إن الولايات المتحدة تمارسه، وذلك في افتتاح قمة تهدف إلى مناقشة مختلف القضايا التي تهم العالم الإسلامي.
ويشارك المئات في القمة التي تعقد في ماليزيا ومن بينهم رؤساء دول وحكومات وزعماء دينيون، إلا أن السعودية غابت عن المؤتمر.
ووجهت انتقادات للقمة بأنها تقوض منظمة المؤتمر الإسلامي التي مقرها السعودية وتمثل الدول والمنظمات الإسلامية.
ومن بين القضايا التي ستناقشها القمة محنة الروهينغا في بورما، كما يمكن أن تناقش مشكلة أقلية الأويغور في الصين، ولكن ربما لا يتم توجيه الانتقادات لبكين بسبب البنى التحتية الصينية الهائلة في العديد من الدول الإسلامية.
وفي كلمته الافتتاحية انتقد روحاني نفوذ واشنطن العالمي.
وقال "ان تداخل الانظمة الاقتصادية والتجارية والمالية الدولية مع النظام الاقتصادي الاميركي واعتماد الدولار في الاقتصادات الوطنية والعالمية، قد وفر للولايات المتحدة امكانية المضي بهيمنتها عبر تهديدات الحظر والارهاب الاقتصادي وفرض مطالبها اللامشروعة على الدول الاخرى"، بحسب ما اوردت وكالة ارنا للانباء.
وقال ان العالم الإسلامي بحاجة إلى انقاذه "من هيمنة الدولار والنظام المالي الأمريكيين" داعيا إلى تعزيز التعاون المالي بين الدول الإسلامية.
وأعادت الولايات المتحدة فرض عقوبات قاسية على ايران في 2018 بعد انسحابها من الاتفاق النووي المبرم في 2015.
وعانى الاقتصاد الايراني منذ ذلك الوقت من تدهور حاد وانخفاض العملة الايرانية الذي ادى الى ارتفاع التضخم بشكل كبير.
وفي تصريحات لاحقة تحدث روحاني عن مجالات يمكن أن تتعاون فيها الدول الإسلامية ومن بينها في القطاع المصرفي والسياحة.
واقترح أن تعمل البنوك المركزية في الدول الإسلامية معا لطرح عملة رقمية موحدة.
اقترح الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، كذلك خفض الاعتماد على الدولار الأمريكي ودعا الدول الإسلامية إلى "تحرير التجارة الثنائية من ضغوط العملات الأجنبية".
وقال: "بدلا من التجارة بالعملات الاجنبية، نود أن نقوم بالتجارة الخارجية بعملاتنا القومية".
وأضاف: "نحن نحاول تطوير نظم دفع بديلة مع دول مثل روسيا والصين والبرازيل". وعانت الليرة التركية من انخفاض في قيمتها العام الماضي وسط ارتفاع التوترات مع الولايات المتحدة، في أسوأ أزمة اقتصادية واجهها اردوغان في حكمه الطويل.
وفي كلمته الافتتاحية، قال رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد أن الدول الإسلامية في "حالة أزمة وعجز، وغير جديرة بهذا الدين العظيم الذي فيه خير للبشر".
كما أكد على أن منظمي القمة "لم يميزوا ضد أحد أو يعزلوا أحدا" بعد أن أثار غياب السعودية عن الاجتماع تكهنات بأن الاجتماع يهدف إلى تحدي نفوذ المملكة.
وأضاف: "لقد دعونا جميع الدول الإسلامية تقريباً للمشاركة في هذه القمة ولكن بمستويات مختلفة".
والمح محللون أن حضور خصوم السعودية ايران وقطر وتركيا القمة قد يشير إلى أنها تهدف إلى تشكيل منظمة منافسة لمنظمة التعاون الإسلامي.
ووردت مؤشرات على قلق السعودية ومن بينها الغاء رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان مشاركته في القمة بحسب ما قيل أنه ضغط سعودي.
ونفى مهاتير مثل هذه المخاوف في مكالمة هاتفية هذا الأسبوع مع العاهل السعودي الملك سلمان.
إلا أن منظمة التعاون الإسلامي التي تضم 57 بلداً، شنت هجوما مبطنا الاربعاء على القمة وقالت ان من شأنه اضعاف الاسلام.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: