بلومبرج: مؤشرات على حدوث تقارب بين الخليج وإيران.. هل تنتهي الأزمة؟
كتبت- هدى الشيمي:
قالت شبكة بلومبرج الإخبارية إن هناك العديد من العلامات التي تشير إلى احتمالية حدوث إنفراجة في العلاقات بين دول الخليج العربي وإيران، بعد أن وصلت الأزمة إلى ذروتها مؤخرًا ما هدد بإمكانية نشوب حرب أثارت مخاوف حكومات العالم.
بحسب بلومبرج فإن أول هذه العلامات كان مشاركة المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين، في بطولة كأس الخليج العربي "خليجي 24" المُقامة في قطر، رغم الأزمة السياسية بين الدول الثلاثة وقطر والمعروفة باسم "الأزمة الخليجية"، ومقاطعة الدول الأربعة (مصر، والسعودية، والإمارات، والبحرين) للدوحة منذ عام 2017.
وقالت الشبكة الإخبارية إن المؤشرات التي يمكن ملاحظتها الآن تلمح إلى حدوث إنفراجة في العلاقات، بعد الخصومة بين دول الخليج والتي تسببت في إيقاف المعاملات التجارية، وقطع الرحلات الجوية بين البلدان الأربع.
جهود حثيثة
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال تصريحات مسؤولين عرب وأمريكيين أفادت بأن وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، قام بزيارة غير معلنة، إلى الرياض، الشهر الماضي، للقاء كبار المسؤولين السعوديين، وهو ما اعتبره المسؤولون مؤشراً لنجاح الجهود الحثيثة التي بُذِلت حتى الآن لإنهاء خلاف دام عامين.
ونقلت وول ستريت جورنال عن مسؤول عربي قوله إن وزير الخارجية القطري قدّم عرضاً مفاجئاً لإنهاء الخلاف أثناء وجوده في الرياض، يتمثل في كون الدوحة مستعدة لقطع علاقاتها مع جماعة الإخوان المسلمين، المصنّفة إرهابية. وهذا من شأنه تلبية أحد أهم مطالب الرباعي العربي الذي قطع علاقاته قبل عامين مع الدوحة. وتتهم هذه الدول قطر بدعم الإرهاب، وأغلقت قنوات التواصل معها، عبر المنافذ البرية والجوية، في عام 2017.
وقال المسؤول العربي للصحيفة الأمريكية إن السعودية تدرس اقتراح قطر، بينما عبّر بعض الدبلوماسيين الأمريكيين الحاليين والسابقين، إلى جانب مسؤولين مطلعين على الملف في المنطقة، عن شكوكهم في إمكانية حل الخلاف في المستقبل القريب.
وفي الوقت نفسه، ذكرت بلومبيرج أن التحالف العربي الذي تقوده السعودية أفرج عن بعض مقاتلي مليشيا الحوثي اليمنية المدعومة من إيران، بينما تُبشر الجهود المبذولة باحتمالية إنهاء الصراع والحرب في صنعاء.
ونقلت الشبكة الإخبارية عن مصادر مُطلعة، لم تسمها، أن عمان استضافت اجتماعات رفيعة المستوى لمسؤولين خليجيين بهدف إنهاء المقاطعة. فيما لوّح الرئيس الإيراني حسن روحاني باحتمالية التواصل مباشرة مع مسؤولين إماراتيين.
وساطة باكستانية
وفي مسع لإنهاء هذه الأزمة، قالت بلومبرج إن رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان لعب دور الوسيط بين طهران والرياض في أكتوبر الماضي، إذ التقى بالمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، ووصف المسؤول الباكستاني المحادثات بـ"المشجعة".
مع ذلك، ترى بلومبرج أن تحويل المبادرات إلى سلام دائم بين الخليج وإيران أمر صعب وبعيد المنال، لاسيما وأن العداوة بين الطرفين زادت ضراوة بعد الثورة الإيرانية في 1979.
ولفتت الشبكة الإخبارية إلى أن الدول الخليج لا تزال مستاءة من تعاظم الوجود الإيراني في الشرق الأوسط، وفي الوقت نفسه تشير الاحتجاجات المستمرة في العراق ولبنان إلى أن شعوب هذه الدول ترفض تواجد طهران، وتؤكد أنها لن تقبل باستمرار نفوذها.
من جانبها، قالت سفيرة الإمارات لدى هولندا ممثلة الدولة أمام المحكمة العدل الدولية حصة العتيبة، إن الإجراءات التي تم اتخذتها الدول المقاطعة الأربع من ضمنها إغلاق المجال الجوي أمام الطائرات القطرية وتلك المسجلة في قطر، "جاءت لحماية الأمن الوطني لهذه الدول".
كانت دول المقاطعة اتخذت بعض الإجراءات السيادية ضد الحكومة القطرية، لحماية أمنها الوطني من سياسات الدوحة المغرضة في تمويل ودعم الإرهاب والتطرف. وفي محاولة من قطر للخروج من عزلتها التي جاءت نتيجة لسياساتها الضارة بجيرانها، وللتخفيف من الضغوط بشأن دعمها وتمويلها للإرهاب وعدم الوفاء بالتزاماتها التي وقعت عليها، لجأت إلى منظمة الطيران المدني الدولي.
فيديو قد يعجبك: