إعلان

لاجئة في مخيم موريا: لا أريد إنجاب طفلتي في خيمة

04:57 م الأربعاء 25 ديسمبر 2019

اللاجئة الأفغانية زينب

برلين (دويتشه فيله)
بعد رحلة فرار من أفغانستان استغرقت سنتين، وصلت زينب وزوجها إلى اليونان وحطا رحالهما في مخيم موريا المكتظ باللاجئين. تلجأ زينب إلى الرسم للهروب من معاناتها اليومية، في وقت تكافح فيه من أجل ألا تنجب مولودتها البكر في خيمة.

في صباح تشريني دافئ، على غير العادة، التقينا زينب نورزي في مبنى كان في السابق مصنعاً للمشروبات الروحية. حولت منظمات خيرية المصنع إلى مركز نشاط مجتمعي يضم: صالون تجميل وصالون حلاقة ومطبخا يقدم وجبات مجانية، ومرسما جدرانه مغظى بألوان زاهية. المرسم هو المتنفس الوحيد لزينب في وسط البؤس الذي يطبق على حياتها.

على بعد بضعة كيلومترات يقع مخيم موريا للاجئين، الذي وصلته زينب وزوجها في أكتوبر الماضي. فرّ الزوجان قبل سنتين من أفغانستان التي تعصف بها الصراعات ويغيب عنها الأمن والاستقرار.

أوضاع كارثية

تشكو زينب من سوء الأوضاع في المخيم، ولكن ما هاجسها الأكبر هو طفلتها التي من المتوقع أن ترى النور في كانون الثاني/يناير المقبل، تقول"أنا لست شخصاً واحداً، بل اثنين"، وتشير إلى بطنها المتكور. تصف زينب المخيم بأنه "الجحيم". وأفادت تقارير موثوقة لمنظمات حقوقية أن العنف والاعتداءات الجنسية ونقص الخدمات الأساسية، وعلى رأسها الطبية، حقيقة يومية معاشة في المخيم. في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي ذكرت منظمة أطباء بلا حدود أن طفلاً لقي حتفه بفعل "الجفاف الشديد".

يتعين على زينب الانتظار طويلاً للحصول على طعام لا تستسيغ معدتها هضمه والمشي أكثر من عشر دقائق للوصول إلى المراحيض. تخشى من المشي على الطرق الوحلية المسببة للتزحلق. في الليل غالباً ما تصحو على أصوات سعال الأطفال في الخيم المجاورة. البرد يصعب على زينب التنفس: "كل ليلة أصحو من النوم باكية".

التقت زينب محامين في محاولة منها للحصول على مأوى مناسب لطفلتها القادمة إلى الحياة: "لا أريد لابنتي أن تولد في مخيم".

الحوامل في خطر
"حالة زينب ليست فريدة من نوعها"! تقول هيلاري مارجوليس، الباحثة في حقوق النساء في هيومن رايتس وتش. نشرت الباحثة تقريرا يفصل العنف الذكوري الذي تتعرض له النساء في مخيم موريا.

في زيارتها الأخيرة عام 2017 للمخيم رصدت مارجوليس وجود عدد كبير من الحوامل، بعكس اليوم حيث بدت أعدادهن ضئيلة. ورصدت أدلة قليلة على نقل الحوامل إلى البر الرئيسي بناء على خطورة وضعهن الصحي. وشاهدت نسوة يغادرن المستشفى مع مواليدهن إلى الخيمة من جديد.

تمت الموافقة على انتقال زينب إلى البر الرئيسي في نهاية شهر ديسمبر الجاري، بيد أن الموعد المحدد ليس بعيداً عن موعد ولادتها. "أشعر بالحزن. صلوا من أجلي"، تقول زينب. وقد أنهت مؤخرا رسم لوحة تظهر فيها ثلاثة وجوه: أب وأم ينظران إلى الأسفل باتجاه ابنتهما.

وأخيراً أبرق نور في نهاية النفق: وجد محامون مسكناً لزينب في ليسبوس. ويبقى أمر حصولها وزوجها على حق اللجوء معلقاً في ثنايا المستقبل، بيد أن المؤكد الآن هو أن طفلتها لن تبصر نور الحياة في خيمة.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان