أستراليا: استراتيجية جديدة لحماية "الكوالا" بعد حرائق الغابات
كانبرا- (د ب أ):
أعلنت حكومة ولاية كوينزلاند الأسترالية خططا لتخصيص أكثر من نصف مليون هكتار من الأراضي للحفاظ على حيوان "الكوالا"، بعدما دمرت حرائق الغابات الاخيرة في البلاد موائل هذا الحيوان.
وكانت موائل "الكوالا" تعرضت للدمار بسبب تطهير الأراضي على نطاق واسع من أجل تطوير الزراعة والتنمية الحضرية، ثم بسبب حرائق الغابات الضخمة في ولايتي "كوينزلاند" و"نيو ساوث ويلز" على مدار الأشهر الأخيرة.
وكشفت حكومة ولاية "كوينزلاند"، الأحد، عن خطط لإعلان أكثر من 570 ألف هكتار من الأراضي "منطقة ذات أولوية للكوالا"، في إطار استراتيجية "الكوالا" الجديدة.
وقالت رئيسة وزراء كوينزلاند، أنستازيا باليشيه اليوم: "حرائق الغابات كان لها تأثير مدمر على الحياة البرية لدينا."
وأضافت: "رأينا الكثير من حيوانات الكوالا المصابة التي وصلت إلى جميع مناطق الجنوب الشرقي. العديد منهم في طريقه للتعافي، ولكننا بالطبع فقدنا الكثير أيضا".
وتبلغ مساحة المنطقة المخصصة لحيوان "الكوالا" أكثر من ضعف مساحة مدينة باريس الفرنسية. وتعتزم الحكومة الحد من تطهير الأراضي للحفاظ على أعداد "الكوالا".
ويعتبر حوالي 300 ألف هكتار من هذه المنطقة موطنا معروفا لـ "الكوالا".
وفي ولاية "كوينزلاند"، وعلى مدار حوالي عشرين عاما، تراجعت أعداد "الكوالا" بنسبة تتراوح بين 50 و80 في المئة في الموائل بمناطق الجنوب الشرقي للولاية، أي دُمِرَ حوالي ثلاثة أرباع موائل "الكوالا" الأساسية بالفعل.
ويقول كثير من نشطاء البيئة والحياة البرية إن أماكن عيش هذا الحيوان المحبوب الذي ينتمي لفصيلة الدببة الجرابية تتناقص، حيث تتراجع أعداده بسبب تدمير موائله، وأيضا بسبب قتله على الطريق ومهاجمة الكلاب له، بالإضافة إلى الإصابة بالكلاميديا، وهو مرض ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي.
وقالت لين إينوك، وزيرة البيئة في ولاية "كوينزلاند"، إن استراتيجية "الكوالا" تستند إلى أفضل العلوم المتاحة لحماية الموائل ومنح هذا الحيوان أفضل فرصة للبقاء.
وأضافت: "يعد الكوالا من الأنواع الايقونية التي لها أهمية محلية وقومية ودولية... ويريد سكان كوينزلاند أن يروها تتمتع بالحماية."
وأوضح مارك تاونند، رئيس المجلس الاستشاري للكوالا، والذي ساعد في تطوير استراتيجية "الكوالا"، إن هذه الاستراتيجية شاملة وواقعية وتنظر إلى المستقبل، كما أنها تستهدف معالجة العديد من العوامل التي تهدد "الكوالا".
وقال: "تتناول الاستراتيجية جميع التهديدات التي تؤثر على أعداد الكوالا، والتي تشمل فقدان الموائل وإدارة الأمراض وحوادث المركبات وهجمات الكلاب."
وأضاف: "يمكن أن يكون مواطنو كوينزلاند على ثقة من أن حيوان الكوالا سيكون موجودا حولهم لفترة طويلة مستقبلا".
ولم يتم بعد تحديد أعداد "الكوالا" التي نفقت أو عدد الموائل التي تضررت بصورة مباشرة نتيجة حرائق الغابات التي اندلعت في تشرين أول/أكتوبر الماضي، والتي أتت بالفعل على أكثر من 200 ألف هكتار من الأراضي، في الوقت الذي مازالت فيه عشرات الحرائق مستعرة.
وفي ولاية "نيو ساوث ويلز"، حيث أتت الحرائق بالفعل على مساحة تزيد على مليوني هكتار من الأراضي، تعرض العديد من موائل "الكوالا" للدمار، وقال نشطاء الحياة البرية إن هناك 350 من "الكوالا"، على الأقل، نفقت بسبب الحرائق.
يذكر أن دائرة إطفاء الحرائق الريفية بالولاية أوضحت أن الأمر قد يستغرق أسابيع لإخماد الحرائق التي أتت حتى الآن على حوالي 350 ألف هكتار من الأراضي. وتنذر الرياح الآخذة في القوة ودرجات الحرارة التي لا تهدأ بتفاقم الأوضاع.
ولم يصل أي من حرائق الغابات المئة في ولاية "نيو ساوث ويلز" إلى درجة الطوارئ، في حين وصل حوالي 17 منها إلى مستوى المراقبة من أجل التحرك، بحسب دائرة الإطفاء.
وكانت منظمة "وورلد وايد فور نيتشر" غير الحكومية في أستراليا ذكرت في تقرير لها العام الماضي أنه من المحتمل أن يكون هناك نحو 20 ألفا من حيوان "الكوالا" قد غادروا "نيو ساوث ويلز"، وحذرت من انقراض الحيوان في الولاية بحلول عام 2050 ، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى "إزالة الأشجار بشكل مفرط من أجل الزراعة".
وتقدر مؤسسة "أستراليا كوالا فاونديشن" وجود ما يتراوح بين 34 ألفا و100 ألف من هذا الحيوان في أستراليا، مشيرة إلى أنه يواجه "الانقراض بشدة".
فيديو قد يعجبك: