الجزائر: تعرف على "المناضل" بوتفليقة الذي يسعى لرئاسة خامسة
القاهرة (مصراوي)
أعلن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، الأحد، ترشحه في الانتخابات الرئاسية المقررة في أبريل المقبل، بحسب وكالة الأنباء الجزائرية.
يأتي ذلك بعد يوم من إعلان حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم أنه اختار "المناضل" بوتفليقة، 81 سنة، مرشحه في الانتخابات التي تجرى في 18 أبريل.
يتولى بوتفليقة رئاسة الجزائر منذ 1999، ولم يظهر علنا إلا نادرا منذ إصابته بجلطة في عام 2013 أقعدته على كرسي متحرك.
يأتي إعلان الحزب وتأكيد بوتفليقة، بعد أشهر من حالة عدم اليقين حول ما إذا كان الرئيس الذي يحكم البلاد منذ عقدين من الزمان، سيخوض الانتخابات مرة أخرى وذلك بسبب سوء حالته الصحية.
ومن المرجح أن يفوز بوتفليقة بولاية خامسة؛ حيث لا يزال يحظى بشعبية كبيرة لدى الكثير من الجزائريين الذين ينسبون له الفضل في إنهاء أطول حرب أهلية بالبلاد من خلال إصدار عفو عن مقاتلين إسلاميين سابقين. كما أن المعارضة الجزائرية تعاني من حالة من الضعف والشرذمة.
ومن شأن إعادة انتخاب بوتفليقة أن توفر نوعا من الاستقرار على الأمد القصير بالنسبة للنخبة في حزب جبهة التحرير والجيش وكبار رجال الأعمال ويؤجل موضوع الحديث عن خلافته المثير للجدل.
يقول أنصاره إن ذهنه لا يزال حاضرا وإن كان يحتاج خلال التحدث إلى مكبر للصوت. وتقول المعارضة إنه ليس لائقا للترشح مرة أخرى ويقول عدد من المرشحين بينهم ضابط كبير سابق إنهم سينافسون بوتفليقة.
من هو بوتفليقة؟
ولد بوتفليقة في الثاني من مارس 1937 في مدينة وجدة المغربية، لعائلة من مدينة تلمسان الجزائرية. انضم بوتفليقة إلى جبهة التحرير الوطني بعد ثلاثة سنوات من اندلاع حرب الاستقلال ضد الاستعمار الفرنسي (1954-1962). وبات ضابطا في جيش التحرير الوطني في 1960.
بعد انتهاء حرب التحرير واستقلال الجزائر، جرى اختياره وزيرا للشباب والسياحة في 1962، ثم وزيرا للخارجية بعد ذلك بعام.
شارك بوتفليقة في انقلاب 1965 الذي قاده هواري بومدين، وأطاح بالرئيس الجزائري أحمد بن بيلا الذي تولى السلطة بين أعوام 1963 و1965. ظل بوتفليقة وزيرا للخارجية في الحكومة الجديدة وبعد موت بومدين كان ينظر إليه على أنه الخليفة المحتمل للزعيم الجزئري إلا أن الجيش كان له رأي اخر؛ إذ تم اختيار الشاذلي بن جديد على رأس الدولة.
مع تولي بن جديد الرئاسة، فقد بوتفليقة منصبه وزيرا للخارجية، وفي 1981 واجه اتهامات بالفساد دفعته للعيش في منفى اختياري حتى 1987 حين عادة مرة أخرى إلى البلاد وانضم أخرى إلى جبهة التحرير الوطني.
فاز بوتفليقة بالرئاسة في 1999 في انتخابات طالتها مزاعم بالتزوير وانسحاب المرشحين الاخرين.
مع توليه الرئاسة، ركز بوتفليقة جهوده على إعادة بناء البلاد واستعادة سمعتا على الساحة الدولية، كما منح عفوا عن الجماعات الإسلامية في الجزائر في سعية لحل الحرب الأهلية التي عصفت بالجزائر على مدى عقد التسعينات، تلك التي عرفت ب"العشرية السوداء."
فاز بوتفليقة في الانتخابات التالية في 2004، بعد أن نجح بشكل كبير في الحد من نشاط الجماعات الإسلامية العنيفة.
في فترته الثانية، أعاد المسلحون تنظيم أنفسهم مرة اخرى وأعلنوا ولائهم لتنظيم القاعدة الذي أعلن مسؤوليته عن العديد من التفجيرات الانتحارية في البلاد.
عانى بوتفليقة من مشاكل صحية في 2005 ما أدى إلى تكهنات لا عن مدى قدرته الجسدية على ممارسة مهام منصبه. رغم ذلك فاز بوتفليقة بفترة ثالثة في انتخابات 2009 والتي جاءت بعد تعديل في الدستور الذي كان يمنع الترشح لأكثر من فترتين.
في أبريل 2013 عانى بتوفليقة من جلطة دماغة خطيرة أقعدته على كرسي متحرك. ومنذ ذلك الحين لم يظهر علنا إلا نادرا. رغم ذلك خاض انتخابات الرئاسة في 2014، في حملة انتخابية نفذها عنه حلفاءه ومرافقوه.
ولا تزال المشاكل الصحية تلازم بوتفليقة، حتى أن الإنفلونزا حالت دون لقاءه مع ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان خلال زيارته للجزائر التي استمرت يومين في ديسمبر الماضي.
كان آخر اجتماع له مع مسؤول أجنبي كبير خلال زيارة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل للجزائر في 17 سبتمبر. وفي وقت سابق جرى إلغاء اجتماعين أحدهما مع ميركل والآخر مع رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي.
فيديو قد يعجبك: