اقتصاد وسياسة.. لماذا اختيرت فيتنام لاستضافة قمة "ترامب وكيم" المقبلة؟
كتب – محمد عطايا:
تستضيف فيتنام القمة الثانية بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ونظيره الكوري الشمالي، كيم جونج أون، في الفترة ما بين 27 و28 فبراير الجاري.
كان ترامب أعلن منذ أيام، عقد قمة تجمعه مع نظيره الكوري الشمالي أواخر الشهر الجاري، في فيتنام. وفي المقابل، قال الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن، أمس، إن الاتفاق على القمة الثانية يعد "اختراقًا ملحوظًا" لمفاوضات السلام.
فيما رحب رئيس الوزراء الفيتنامي نجوين شوان فوك، باختيار بلاده لاستضافة القمة الثانية، قائلًا: "إن اختيار هانوي، يظهر أنها تسير في الاتجاه الصحيح".
وأضاف فوك، الثلاثاء، حسبما ذكرت قناة "يورونيوز"، أن هذا الحدث الهام أظهر أن بيئة الاستثمار في فيتنام جيدة، ونموذج التنمية يسير في الاتجاه الصحيح بالإضافة إلى أن الأمن أصبح جيدًا، لافتًا إلى أن بلاده ستعمل من أجل إظهار دورها الدولي.
وأرجعت الوكالة الفرنسية اختيار فيتنام لاستضافة القمة الثانية، إلى عدة أسباب، أبرزها أن هانوي حليفة قوية لكلا البلدين، الولايات المتحدة وكوريا الشمالية.
كما أن العلاقات الجيدة بين كوريا الشمالية وفيتنام، والتي بدأت بين في العام عام 1950، ستسمح –بحسب فرانس برس- لكيم جونج أون، أن يرى عن قرب، التحول القوي والسريع لاقتصاد هانوي، بعد انتهاء حربها مع الولايات المتحدة.
وذكرت الوكالة الفرنسية، أن كيم ايل سونج، كان آخر زعيم كوري شمالي يزور فيتنام في العام 1958، وبالتالي ستكون فرصة جيدة لكيم أن يحرك العلاقات على مستوى جديد، وإعادة العلاقات التجارية مع هانوي، بعدما تأزمت نتيجة العقوبات الأمريكية على بيونج يانج.
وقال المحلل السياسي السنغافوري، والمتخصص في الشأن الفيتنامي، لو هونج هيب، إن الزعيم الكوري الشمالي، سيكون مهتمًا برؤية قصة فيتنام بنفسه، والتي يمكن أن تكون مصدرًا جيدًا للإلهام، لمحاكاة تجربة هانوي ودفع بلاده للتقدم.
منافسة الصين
بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، فإن أحد أهم أسباب اختيارها فيتنام لاستضافة القمة، يكمن في توجيه رسالة قوية للصين، تفيد بأن واشنطن لها يد قوية في المنطقة، يوازي نفوذ بكين، وذلك بحسب فرانس برس.
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون يينج أعلنت أمس الاثنين، خلال المؤتمر الصحفي اليومي بمقر الوزارة، أن بكين تدعم دائمًا إجراء حوار ومواصلة المشاورات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية لتعزيز الثقة ومعالجة نقاط القلق.
وقال تشون سيونج وهون، الباحث في معهد أسان للدراسات السياسية في سيول، إن ترامب قد يستخدم فيتنام "للإشارة إلى بكين بأن كوريا الشمالية ليست بين يديك، ولدينا موازنة للنفوذ الصيني في تلك المنطقة".
وذكرت فرانس برس، أن واشنطن تحرص على إظهار قصة النجاح الاقتصادي الفيتنامي، التي روج لها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو خلال زيارته للبلاد العام الماضي، كنموذج يجذب به زعيم كوريا الشمالية إلى صفه.
في المقابل، أوضحت الوكالة الفرنسية أن فيتنام حريصة أيضًا على غرس وجود دبلوماسي قوي لها بين النخبة الدولية، على المسرح العالمي.
وبحسب فو مينه كوونج، محلل السياسة في كلية لي كوان يو للسياسة العامة في سنغافورة، فإن استضافة القمة القانية بين ترامب وكيم، يمكن أن يعزز مكانة فيتنام في المجتمع الدولي، ما يساعدها على جذب السياحة والاستثمار الأجنبي.
فيديو قد يعجبك: